الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
115 - الحمد لله سئلت عن الوارد في قراءة (الم تنزيل السجددة) عند النوم
.
فقلت: وقد وقع لي من طرق أسباط بن محمد، وجرير بن عبد الحميد، وحبان، والحسن بن صالح بن حي، وحفص بن غياث، وداود بن عيسى النخعي. وزائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وسفيان الثوري وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد السلام بن حرب، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد، وفضيل بن عياض، ومعمر، ومندل بن علي، وموسى بن أعين، وورقاء، وأبي الأحوص سلام بن سليم، وأبي بكر بن عياش، وأبي جعفر الرازي، وأبي سنان سعيد بن سنان الرازي، وأبي عوانة الوضاح، وأبي معاوية الضرير محمد بن خازم، والأوزاعي، والمحاربي، وابن فضل محمد، وآخرين، كلهم عن ليث بن ابي سليم عن أبي الزبير محمد بن مسلم عن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ (الم تنزيل)، و (تبارك الذي بيده الملك) وهو مشهور
من حديث ليث بن أبي سليم وتابعه أبو سلمة مغيرة بن مسلم وحماد بن سلمة كلاهما عن أبي الزبير نحوه.
وكذا رواه حسن بن قتيبة عن الثوري عن أبي الزبير بدون واسطة بنيهما.
لكن للحديث علة وهي: أن أبا الزبير مدلس وقد روي عن أبي خيثمة زهير بن معاوية أحد المذكورين قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: (الم تنزيل وتبارك
الذي بيده الملك؟ قال: ليس جابر حدثنيه، حدثني صفوان ـ أو ابن صفوان ـ شك أبو خيثمة ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الترمذي وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر. انتهى.
وقد قال الدارقطني: إن قول زهير هذا أشبه بالصواب من قول ليث ومن تابعه، وكذا صوب إثباته الواسطة بين الثوري وأبي الزبير بالنسبة لحديث الثوري.
وحينئذٍ فالحديث مرسل، لأن صفوان هو ابن عبد الله بن صفوان بن أمية تابعي. وللحديث شاهد أخرجه أبويعلي من طريق حماد بن زيد عن أبي لبابة ـ هو مروان الوراق ـ عن عائشة رضي الله عنها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ كل ليلة: تنزيل السجدة، لكن الحديث عند النسائي والترمذي كلاهما من هذا الوجه بلفظ: كان لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل.
ووقع عند أبي الشيخ في حديث جابر من الزيادة: "فضلهما على
كل سورة بستين درجة"، ولم يأت بها غيره لكن قد روى الدارمي في مسنده من طريق مسدد في مسنده عن معتمر. ورواه الترمذي في جامعه من طريق فضيل عن ليث عن طاوس قال: تفضلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة. وهكذا هو مجرد في أصلي ومرجع التثنية لما في الحديث قبله وهو الم وتبارك، فالله أعلم.
ومما ورد في فضائل هاتين السورتين، ما أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن من طريق عبد الله بن ضمرة عن كعب ـ هو الأحبار ـ أنه قال: من قرأ في ليلة الم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك، كتبت له سبعون حسنة، ومحيت عنه سبعون خطيئة ورفعت له سبعون درجة وهو عند الدارمي في مسنده من هذا الوجه لكن بدون تقييد. ولفظه: من قرأ تنزيل السجدة، وتبارك، كتبت له سبعون حسنة، وحط عنه سبعون سيئة ورفع له بها سبعون درجة، ورواه إسماعيل بن عياش فيما أخرجه ابن الضريس في الفضائل من حديثه عن إسماعيل بن رافع عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة رفعه بلفظ:"من قرأ: (الم تنزيل) و (تبارك الذي بيده الملك) في يوم وليلة فكأنما وافق ليلة القدر".
وهذا معضل مع ضعف سنده أيضًا.
وأخرجه الواحدي من طريق هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة (تنزيل السجدة) و (تبارك الذي بيده الملك) فكأنما أحيا ليلة القدر".
وكذا رواه الثعلبي وابن مردويه وغيرهما، وهو في الحديث الطويل الموضوع، مما أخرجه العقيلي وغيره من طريق زيد بن جدعان وعطاء بن ابي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي. ورواه الثعلبي من رواية أبي عصمة عن زيد العمي عن أبي نضرة عن ابن عباس عن أبي. وأبو عصمة منكر الحديث وقد وضع حديثًا على عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة.
وعند ابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه داود بن معاذ، وهو ساقط.
وعند أبي الشيخ من طريق طاوس أنه قال: من قرأ سورة (الم تنزيل السجدة) و (تبارك الذي بيده الملك) فكأنما قرأهما في ليلة القدر. قال هشام: فمر عطاء فسالناه فقال: نعم قد بلغني ذلك وما تركتها منذ سمعت هذا الحديث، وكذا جاء عن طاوس أنه لم يكن يدعهما.
فروى ابن الضريس في الفضائل من طريق يحيى بن أبي كثير قال: كان طاوس لا ينام حتى يقرأ هاتين السورتين (تنزيل) و (تبارك). وكان يقول: إن كل آية منهما تشفع ستين آية يعني تعدل ستين آية.
ومن فضائلهما ما رواه ابن الضريس أيضًا عن طريق عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " (الم تنزيل) تجيء لها جناحان يوم القيامة، تظل صاحبها وتقول: لا سبيل عليه لا سبيل عليه". وهذا مرسل، وللدارمي في مسنده من طريق عبدة عن خالد بن معدان أنه قال: اقرؤا المنجية وهي: (الم تنزيل) فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها، ما يقرأ شيئًا غيرها وكان كثير الخطايا فنشرت بجناحها عليه، وقالت: رب اغفر له فإنه كان يكثر قراءتي فشفعها الرب فيه وقال: اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارفعوا له درجة".
ومن طريق ابي خالد عامر بن جشيت وبحير بن سعد أن خالد بن معدان قال: إن (الم تنزيل) تجادل عن صاحبها في القبر تقول: اللهم إن كنت من كتابك فشفعني فيه. وإن لم أكن من كتابك فانحني عنه وإنها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فتشفع له فتمنعه من عذاب القبر، وفي تبارك مثله. فكان خالد لا يبيت حتى يقرأ بهما.
وروى الديلمي في مسنده من طريق الطبراني من جهة سوار بن
مصعب عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما رفعه: "من قرأ (الم تنزيل السجدة) و (تبارك الذي بيده الملك) قبل النوم، نجا من عذاب القبر ووقي الفتانين". وسنده ضعيف.
وعند أبي الشيخ من طريق ثابت البناني ورجل آخر أنهما دخلا على مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو مغشي عليه فسطعت منه أنوار ثلاثة: نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه فأهالنا ذلك فأفاق فقلنا: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: صالحًا فقلنا: لقد رأينا شيئًا هالنا قال: وما هو؟ قلنا: أنوار ثلاث سطعت منك قال: وقد رأيتم ذلك؟ قلنا: نعم، قال: ذلك (الم تنزيل السجدة) وهي تسع وعشرون آية سطع أولها من رأسي وأوسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صعدت تشفع لي وهذه تبارك تحرسني قال: فقبض رحمه الله.
وعند الديلمي في منسده من طريق الليث عن إسماعيل بن رافع عن أبي فروة الأشجعي رفعه: "من قرأ (الم تنزيل) لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام وقد أورده صاحب الكشا وقال شيخنا في تخريجه تبعًا لأصله لم أجده.
وعند أبي الشيخ في الثواب من حديث عائشة مروعًا: "من قرأ في ليلة (الم تنزيل السجدة) و (يس) و (اقتربت الساعة) و (تبارك) كن له حرزًا من الشيطان وبركه، ورفعه الله في الدرجات يوم القيامة".
وجاء في تبارك بخصوصها غير ما ذكر، والله الموفق.