الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحمد أنه من الأحاديث المشهورة على الألسنة ولا أصل لها، واله أعلم.
193 - فالحمد لله وسئلت عن حديث: "اتخذوا عند الفقراء دولة" أهو ثابت أم لا
؟
فقلت: رويناه في كتاب "ثواب قضاء الحوائج" للنرسي بسند فيه غير واحد من المجهولين عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة" قيل: يا رسول الله، وما دولتهم؟ قال:"ينادي مناد يوم القيامة: يا معشر الفقراء قوموا فلا يبقى فقير إلا قام، حتى إذا اجتمعوا قيل: ادخلوا إلى صفوف أهل القيامة، فمن صنع إليكم معروفًا فأوردوه الجنة" قال: "فجعل يجتمع على الرجل كذا وكذا من الناس فيقول له الرجل منهم: ألم أكسك؟ فيصدقه، فيقول له
الآخر: يا فلان! ألم أكلم لك، قال: ولا يزالون يخبرونه بما صنعوا إليه وهو يصدقهم بما صنعوا إليه حتى يذهب بهم جميعًا فيدخلهم الجنة، فيقول قوم لم يكونوا يصنعون المعروف: يا ليتنا كنا نصنع المعروف حتى ندخل الجنة".
وله طريق أخرى واهية من حديث ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن للمساكن دولة" قيل: يا رسول الله: وما دولتهم؟ قال: "إذا كان يوم القيامة قيل لهم: انظروا من أطعمكم في الله تعالى لقمة، أو كساكم ثوبًا، أو سقاكم شربة فأدخلوه الجنة".
أخرجه ابن عدي في كامله والعقيلي وآخرون ممن صنف في الضعفاء، وآته أبو طاهر موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي المقدسي وهو متهم بالكذب ولذلك قال العقيلي: إنه منكر، وأورده ابن الجوزي من جهته في العلل المتناهية وقال الذهبي: إنه موضوع، وقال ابن تيمية: إنه كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين، وقال شيخنا
رحمه الله فيما أفتى به: إنه لا أصل له.
قلت: بل رواه أبو نعيم في الحلية من حديث الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهما بسند ضعيف كما قاله الزين العراقي في تخريج الإحياء مرفوعًا ولفظه: "اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيروا إلى الفقراء فيعتذر إليهم كما يعتذر أحكم إلى أخيه في الدنيا".