الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
132 - وسئلت: عن السعتر هل ورد في أكله شيء وكذا في إدخاره وشمه؟ وهل ورد في طول عمامته صلى الله عليه وسلم شيء أم لا؟ وهل يكره التعمم جالسًا أم لا؟ وهل ورد في إكرام المداح الذين يمدحونه صلى الله عليه وسلم شيء أم لا
؟
فكتبت: أما السعتر ـ وهو بسين مهملة ـ نبت معروف، وربما كتبت السين في كتب الأطباء صادًا ـ لئلا يلتبس بالشعير بالمعجمة والتحتانية، فيروى عن أنس رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطاننا وفيه شجرة نابتة فقالت: خذني يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق ما أنزل الله عز وجل من داء إلا وفي منه دواء يعني الصعتر".
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بخروا بيوتكم باللبان والمر والصعتر" وهما ضعيفان، وأولهما أشد ضعفًا بل هو واهٍ
جدًا، وفي لفظ ضعيف أيضًا، "بخروا بيوتكم باللبان والشيح" والشيح أيضًا نبت، راحئته طيبة لكن طعمه مر، ومنابتها القيعان والرياض، وقد قال سفيان رحمه الله: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان الفارسي رضي الله عنه فقرب إلينا خبزًا وملحًا فقال: لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف لتكلفنا لكم، فقال صاحبي: لو كان ملحًا فيه سعتر، فبعث سلمان رضي اله عنه بمطهرته إلى البقال فرهنها وجاء بسعتر فألقاه فيه فلما أكلنا
قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا فقال سلمان: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة.
وأما عمامته صلى الله عليه وسلم، فلم يصح لي في مقدارها شيء وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم كانت له عمامة تسمى "السحاب" كساها عليًا رضي الله عنه وكان يلبسها تحت القلنسوة وبدون قلنسوة، ويلبس القلنسوة أيضًا بدون عمامة، وكان إذا اعتم أرخى عمامته بين كتفيه، وتارة يلبسها بدون إرخاء.
وأما التعمم قائمًا، فلم يرد فيه شيء، فلا يكره فعله جالسًا، وكذا لم يرد في إكرام المداح شيء، نعم في مداره ذي اللسان المتقى ونحوه من الشعراء ما يحسن استحضاره ولم يزل السلف على فعله.