الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوم واحد، وسر كل من منهم بالآخر، وعندي في هذا المعنى ما يطول شرحه. وبالله التوفيق.
237 - مسألة: هل يعد رائي النبي صلى الله عليه وسلم في منامه على غير صفته راء له أم لا؟ وهل في الرائي شرط أم لا
؟
ورد في ذلك حديث سنده ضعيف عن أبي هريرة رفعه: "من رآني في المنام فقد رآني فإني أرى في كل صورة".
وهذه الرواية ليست في شيء من الصحاح، ولذلك كان الإمام ابن سيرين فيما صح عنه يقول لمن يخبره برؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره. بل في مستدرك الحاكم من طريق عاصم بن كليب عن أبيه أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: صفه لي، فذكر شبهه لحسن بن علي فقال: قد رأيته.
ولكن الذي صححه النووي أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها زاد غيره: إنها فيما إذا كانت على صفته لا يحتاج الرؤيا إلى تعبير بخلاف التي على غير صفته فهي مما يحتاج إلى التعبير. وكذا قال شيخنا: الذي يظهر أن المراد من رآني في المنام
على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي، والإسلام شرط في الرؤيا المنسوبة إلى أجزاء النبوة، بل قال بعض العلماء: إن رؤية الفاسق وكذا المخلط لا تعد ي أجزاء النبوة، ولو صدقت رؤياهم أحيانًا، فذاك كما يقال: قد يصدق الكذوب، وعلى كل حال فأصدق المسلمين رؤيا اصدقهم حديثًا، ورؤيا الأضغاث لهم نادر، لقلة تمكن الشيطان منهم بخلاف عسكهم، فإن الصدق في رؤياهم نادر، لغلبة تسلط الشيطان عليهم.