الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
144 - وقع السؤال عما وقع في موضعين متقاربين من الشفا للقاضي عياض رحمه الله عن الحسن رفعه في أحدهما: "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة
"، وهو في كتاب السنة لأبي الشيخ عبدالله بن محمد بن جعر بن حيان الأصبهاني الحافظ قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شريك حدثنا لوين يعني محمد بن سليمان حدثنا حزم ـ هو ابن أبي حزم ـ القطعي عن احسن قال: بلغنا أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال: "قليل في سنة خير من اجتهاد في بدعة".
ورجاله ثقت، وجعفر بن محمد هو ابن أحمد بن شريك، نسب أبوه لجده ويكني ابا الفضل ذكره ابو نعيم في تاريخ أصبهان وذكر من شيوخه الحسين بن الفرج وعبد الله بن عمران وعبد القدوس بن محمد عبد لكبير بن شعيب بن الحبحاب قال: ونزل عليه محمد بن سليمان لوين وخصه بغير حديث حدثنا عنه القاضي أبو أحمد محمد بن إبرهيم العسال، وأبو الشيخ وأحمد بن بندار بن إسحاق وأحمد بن جعفر بن معبد وكان صاحب سنة، توفي سنة ثمان وثمنين ومائتين، وتولى غسله أبو جعفر بن الأخرم.
قلت: وقد روى الديلمي في مسند الفردوس له هذا الحديث من
طريق قتادة عن ابن مسعود رفعه: «عمل قليل في السنة خير من عمل كثير في البدعة» وسنده ضعيف.
وأخرج الدارمي في «مسنده» والحاكم في «مستدركه» وأبو الشيخ كلهم موقوفًا نحوه من طريق الأعمش عن عمارة بن عمير ومالك بن الحارث كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد ـ هو النخعي ـ عن عبد الله بن مسعود فلفظ الدارمي: «القصد في السنة خير من الاجتهاد في بدعة» .
ولفظ الحاكم: «الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة» ولفظ أبي الشيخ «اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة» .
ورواه الحاكم أيضًا من طريق مالك بن الحارث وحده عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال مثله.
وقال عقبة: إنه مسند صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، ورواه كذلك أبو الشيخ أيضًا بلفظ:«قليل في سنة خير من اجتهاد في بدعة» ، وعلقه ابن عبد البر في «جامع العلم» له، وكذا رواه مسدد في مسنده من طريق مالك بن الحارث، لكنه رفع بلفظ:«القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة» .
وأخرجه أبو الشيخ من وجه آخر عن مالك بن الحارث فقال: عن عبد الله بن يزيد بدل عبد الرحمن ـ وأظنه تحرف ـ عن عبد الله بن مسعود قال: «اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة وكل بدعة ضلالة» .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق العلاء بن المسيب عن أبيه وخيثمة عن ابن مسعود قال: "اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة".
وفي سنده محمد بن بشير الكندي قال فيه يحيى: ليس بثقة، لكن رواه أبو الشيخ من غير طريقه من حديث سعيد بن عمرو الأشعثي حدثنا عبثر ـ يعني ابن القاسم الزبيدي ـ وهما ثقتان ـ عن العلاء عن أبيه عن عبد الله قال:"اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة، وكل بدعة ضلالة".
وفي الباب عن أبي هريرة رواه أبو الشيخ من طريق الزبير بن بكار عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه ـ يعني عبد الله ـ عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتصاد في السنة خير من اجتهاد في بدعة".
ومن طريق خالد الواسطي عن يحيى بن عبيد الله ـ يعني ابن عبد الله بن موهب ـ عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمل في سنة خير من كثير في بدعة".
وعبد الله بن سعيد ضعيف وكذا يحيى بل اتهمه الحاكم بالوضع، وقال في موضع آخر: روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكي.
وعند أبي الشيخ من طريق فضيل بن عياض قال: "عمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة وإذا رأيتم الرجل يجلس مع صاحب بدعة فاحذروه، ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة".
ومن طريق ابن شوذب عن مطر قال: "عمل قليل في سنة خير م عمل كثير في بدعة، ومن عمل عملاً في سنة قبل الله منه ومن عمل عملاً في بدعة رد الله عليها بدعته".
هذا ما تيسر الوقوف عليه الآن، والله المستعان.