الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
186 - الحمد لله: وقع كما بلغني بمجلس الاستماع عند الشاوي بحضرة صاحبنا القاضي قطب الدين الخيضري الخوض في مسألة رائي النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته قبل الدفن، أو بعده هل يكون صحابيًا أم لا
؟ وأنجز الكلام من طالب يقال له محمد الشارنقاشي إلى تعليل ذلك بانقطاع النبوة فزبره بعض الفضلاء الأخيار وهو الشيخ عبد الرحمن السنتاوي عن ذلك وقال: إن هذا الكلام كفر، ووافقه على الإنكار القطب الخيضري، وأصل المسألة لأئمتنا فيها كلام، وصنيع من أدخل أبا ذؤيب في تصنيفه في الصحابة يقتضى إثباتها. وقال العلائي: إنه لا يبعد أن يعطي هذا حكم الصحبة لشرف ما حصل له من رؤيته صلى الله عليه وسلم قبل دفنه وصلاته عليه قال: وهو أقرب من عد المعاصر الذي لم يره أصلاً فيهم أو الصغير الذي ولد في حياته، وكذا قال البدر الزركشي رمه الله: ظاهر كلام ابن عبد البر نعم لأنه أثبت الصحبة لمن أسلم في حياته وإن لم يره، يعني فيكون من رآه قبل الدفن أولى، قال: والظاهر أنه غير صحابي وكذا قال العز ابن جماعة: إنه ليس بصحابي على المشهور وتبعه تلميذه شيخنا رحمهما الله وعبارته في مقدمة الإصابة: وهل يدخل من رآه ميتًا قبل أن يدفن كما وقع ذلك لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر إن صح، محل نظر، والراجح
عدم الدخول، وكذا قال في فتح الباري: الراجح أنه ليس صحابيًا وإلا لعُدَّ من اتفق أن يرى جسده المكرم وهو في قبره المعظم ولو في هذه الأعصار وكذلك من كشف له عنه من الأولياء فرآه كذلك على طريق الكرامة، إذ حجة من أثبت الصحبة لمن رآه قبل دفنه أنه مستمر الحياة وهذه الحياة ليست دنيوية وإنما هي أخروية لا تتعلق بها أحكام الدنيا، فإن الشهداء أحياء ومع ذلك فإن الأحكام المتعلقة بهم بعد القتل جارية على أحكام غيرهم من الموتى. انتهى. ولم يعلل شيخنا نفيها بما وقع من الطالب مع كونه في كلام الشيخ زين الدين العراقي حيث قال في "التقييد": الظاهر اشتراط وقوع الرؤية وهو حي فإنه قد انقطعت النبوة بوفاته صلى الله عليه وسلم نفسه لكونه شيخنا كما هو الظاهر لم يرضه خصوصًا وقد أعرض عنه الزين نفسه في شرح ألفينه واقتصر على الحكم فقط من غير تعليل فكأنه رجوع منه عنه، وممن لا يرتضيه أيضًا العز ابن جماعة فإنه أشار إلى حكايته مع إبهام قائله وتوقفه فيه أيضًا فقال: إنه محل بحث وتأمل فهؤلاء جماعة من الأئمة تواردوا على الحكم وهو الحق ولا نزاع في حصول الشرف لمن وقع له ذلك، وحينئذٍ فيزاد في التعريف الذي استقر الأمر عليه قبل انتقاله من الدنيا ولا يعدل عن قوله وهو حي لكونه صلى الله عليه وسلم حيًا إجماعًا، والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.