الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
152 - سئلت: عن حديث "اوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارًا
".
والجواب: روى أبو أحمد العسكري في كتاب الأمثال له من طريق سليمان بن عبد الله النوفلي عن جعفر بن محمد بن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الأمور اختصارًا".
وهذا مرسل وفي سنده من لم أعرفه، وفي مسند الفردوس تبعًا لأبيه بلا إسناد عن ابن عباس:"أغطيت جوامع الكلم، واختصر لي الحديث اختصارًا".
وعند البيهقي في الشعب من طريق عبد الرازق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة: أن عمر مر برجل يقرأ كتابًا من التوراة فذكر الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت فاتحًا وخاتمًا، وأعطيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الحديث اختصارًا
…
".
وللطبراني من طريق أبي الدرداء قال: جاء عمر وذكر نحوه، ولأبي يعلي من طريق خالد بن عرفطة قال: كنت عند عمر فجاءه رجل فذكره، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس: إني قد أوتيت جوامع الكلم
وخواتمه، واختصر لي اختصارًا". واصل الحديث من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بلفظ:"أعطيت فواتح الكلم" وفي لفظ: "مفاتيح الكلم"، وفي أخرى:"جوامع الكلم، ونصرت بالرعب". ومن حديث سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي هريرة بلفظ:"أعطيت جوامع الكلم". وفي لفظ: "بعثت بجوامع الكلم" ومن طريق أبي يونس مولى أبي هريرة عن أبي هريرة: "أوتيت جوامع الكلم". ومن طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: "أعطيت جوامع
الكلم". ومن حديث عطاء بن السائب عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب في حديث: "أعطيت خمسًا" وفيه: "وأعطيت جوامع الكلم". وفي حديث أبي موسى الأشعري: "أعطيت فواتح الكلم وخواتمه"، قلنا: يا رسول الله! علمنا مما علمك الله فعلمنا التشهد. وفي حديث هند بن أبي هالة الطويل كان صلى الله عليه وسلم يتكلم بجوامع الكلم، قال ابن شهاب، فيما نقله البخاري في الصحيح: بلغني في جوامع الكلم أن الله
يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ونحو ذلك. انتهى.
وحاصله: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بالقول الموجز، القليل اللفظ الكثير المعاني، وقال سليان بن عبد الله النوفلي: كان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام القليل يجمع به المعاني الكثيرة.
وقال غيره: "يعني القرآن بقرينة قوله: بعثت، والقرآن هو الغاية في إيجاز اللفظ واتساع المعاني.
وقال آخر: القرآن وغيره مما أوتيه في منطقه فبان به من غيره بالإيجاز والإبلاغ والسداد، ودليل هذا كان يعلمنا جوامع الكلم وفواتحه.
والحديث في البخاري في أوائل الاعتصام وقبل ذلك في موضعين من التعبير.
وقد راجعت ذلك من فتح الباري ولم أره تعرض للحديث الأول.
وهذه جملة الخصال التي وقف عليها شيخنا: نصره بالرعب مسيرة شهر، جعل الأرض له مسجدًا وطهورًا، حل الغنائم له، الشفاعة، عموم البعثة، جوامع الكلم، كونه خاتم النبيي، جعل صفوف أمته كصفوف الملائكة، 'عطاءه خواتم البقرة من كنز تحت العرش، يشير إلى ما حطه الله تعالى عن أمته من الإصر، وتحميل ما لا طاقة لهم به، ورفع الخطأ والنسيان، وإعطاء مفاتيح الأرض، تسميته أحمد، جعل أمته خير الأمم، غفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إعطاءه الكوثر، كونه صاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه كون شيطانه كان كافرًا فأعانه الله عليه