الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم في زمن أبي بكر، انتهى.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث من طريق ابن يونس في الموضوعات معتمدًا مقالة ابن يونس، وقال ابن يونس: إنه لا يصح، والله الموفق.
174 - الحمد لله سئلت: عن قوله: "بخلاء أمتي الخياطون" وقوله: "أنا حبيب الله والمصلى على حبيبي
"،وقوله: "حاسبوا السوقة، فإنهم لا ذمة لهم".
فقتل: هذه الأحاديث لا أعرف لها أصلاً إلا الشطر الأول من ثانيها، وقد راجعت مصنفًا للحافظ الخطيب البغدادي في أخبار البخلاء فلم أر فيه اللفظ المذكور، ولا معناه مع إيراده فيه لكثير من الواهيات، وقد عقد بابًا في المذكورين بأنهم أبخل الناس وأورده فيه حديثًا عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"البخل عشرة أجزاء، فتسعة في فارس وواحد في الناس".
وكذا أورد فيهم عن الجاحظ أنه قال: ليس في الدنيا أبخل من
ثلاثة: خادم، ومخنث، وذمي.
وعن إبراهيم الحربي أن رجلاً سأل يحيى بن أكثم القاضي فقال له يحيى: أي شيء توسمت في أنا قاض، والقاضي يأخذ ولا يعطي، وأنا من مرو، وأنت تعرف ضيق مرو، وأنا من تميم، والمثل في بخل تميم".
وعن الأصمعي أنه قال: "أبخل أهل خراسان أهل طوس" إلى غير ذلك من هذا النمط.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "البخل كل البخل من ذكرت عنده فلم يصل علي"
كما بينته في تصنيفي "القول البديع" مع إيراده ما يعزى له صلى الله عليه وسلم من وصف من ذكر عنده فلم يصل عليه بأنه أبخل البخلاء وكذا ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ابخل الناس أو قال: بخيل الناس من بخل بالسلام" يعني على الناس، في أحاديث ذكرها، بل وما أثبت في هذا الجواب أيضًا زيادة على المقصود بالسؤال، ويرى في حديث واهٍ جدًا بحيث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات من حديث سهل بن سعد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: "عمل الأبرار من الرجال الخياطة، ومن النساء المغزل" أخرجه أبو اشيخ وابن لال.
وفي حديث آخر ضعيف أيضًا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الله الخياط الخائن وعليه قميص ورداء مما خاط وخان منه".
ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا حبيب الله" قد ذكره القاضي عياض في الشفا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا في حديث طويل دون قوله: "والمصلي عليّ حبيبي" وكذا أسنده أبو منصور الديلمي في مسنده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا حبيب الله ولا فخر" وعند الديلمي أيضًا في مسنده من حديث أبيهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وموسى نجيًا، واتخذني حبيبًا، ثم قال: وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي" وفي سنده مسلمة بن علي
الخشني.
وأما قوله: "حاسبوا" فقد سمعت شيخنا رحمه الله يقول: وقد سئل عنه أنه لم يقف عليه مرفوعًا، وإنما جاء عن سفيان أنه قال: كان يقال: "حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم".
وإذا علم هذا فمن أقدم وعزا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يعلم، هل ورد عنه أم لا فهو آثم مستحق الزجر عن الوقوع في ذلك، والله الموفق.