الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
117 - الحمد لله سئلت عن عامي يروي الحديث النبوي في الجنينة ونحوها من الأماكن المعروفة بما لا يليق
؟
فأجبت: الأدب أن لا يروي حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة متمكنًا في الجلوس مع الوقار والهيبة إجلالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إذا كان أهلا، فأما من لم يكن أهلاً لإيراد الحديث كأكثر العوام خصوصًا من يجعل إيراده وسيلة لمقاصده الفاسدة وأموره التي لا يليق ويكون مع هذا كله في غير الأمكنة الشريفة بالألفاظ المحرفة، فهؤلاء يرفع أمرهم إلى الحكام من أهل العلم ويفعل معهم ما يستحقونه من الزجر وشبهه.
وربما يتضح له بقرائن الأحوال والمشاهدة ما يكون صاحبه يستوجب أكثر من ذلك، وقد صرح بعض العلماء بأنه يحرم على المرء أن يجزم بنسبة شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه عن إمام معتمد من أئمة الحديث صونًا للحديث النبوي عن أن يدخل فيه ما ليس منه، والله الموفق.
118 - الحمد لله وسئلت: عن بوله صلى الله عليه وسلم قائمًا:
فأجبت بما نصه: نعم قد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم
من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائمًا" واختلف في السبب في ذلك فروى عن إمامنا الشافعي رحمه الله أن العرب كان تستشفي لوجع الصلب بالبول قائما قال: فيرى أنه كان به صلى الله عليه وسلم وجع الصلب إذ ذاك، وروي نحوه عن الإمام أحمد وقيل: إن الوجع كانبركبته لما روي في حديث. ضعفه البيهقي والدارقطني من حديث أبي هريرة قال: إنما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا لجرح كان بمأبضه، والمأبض بهمزة ساكنة بعد الميم ثم باء موحدة هو باطن الركبة، فكأنه لم يتمكن لأجله من القعود ولو صح لكان قاطعًا للنزاع.
وقيل: إنه لم يجد مكانًا للقعود فاضطر إلى القيام لكون الطرف الذي يليه من اسباطة كان عاليًا مرتفعًا فأمن أن يرتد إليه شيء من بوله، قاله ابن حبان وذكر المازري والقاضي عياض وجهًا رابعًا وهو أنه بال
قائمًا لكونها حالة يؤمن فيها خروج الحدث من السبيل الآخر بخلاف القعود، ومنه قول عمر رضي الله عنه:"البول قائمًا أحصن للدبر" قال النووي رحمه الله: "ويجوز وجه خامس وهو: أنه صلى الله عليه وسلم فعله بيانًا للجواز في هذه المرة. وقال المنذري: أو لعله كان فيها نجاسات رطبة وهي رخوة فخشي أن يتطاير عليه كذا قال، ولعل القائم أجدر بهذه الخشية. وقيل: لأن السباطة رخوة يتحللها البول فلا يرتد إلى البائل شيء من بوله.