الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
162 - حديث: "إن يكنه فلن تسلط عليه
".
فأخرجه الشيخان في صحيحيهما من طريق يونس عن الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله أن ابن عمر أخبره أنعمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان وساقا الحديث بطوله وفيه فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك فيقتله".
163 - أما حديث: "من تعزى بعزاء الجاهلية". فقد أخرجه النسائي في سننه والإمام أحمد والروياني في مسنديهما، والطبراني في معجمه الكبير وغيرهم، وصححه ابن حبان
وأورده الضياء
المقدسي في المختارة كلهم من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا" لفظ النسائي وفي لفظ: "من سمعتموه يدعو بدعوى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" وفي آخر: "إذا اعتزى أحدكم بعزاء الجاهلية" وفيه قصة وهي: أن رجلاً تعزى عند أبي بعزاء الجاهلية فأعضه أبي بأير أبيه ولم يكنه فكأن القوم استنكروا ذلك منه فقال: لا تلوموني فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا: "من رأيتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا".
قلت: وهذا الرجل مسمى في رواية عند الطبراني في مسند الشاميين فإنه روى من طريق الحسن عن عجرد بن مدراع أنه نازع رجلاً عند أبي بن كعب فقال: يا تميم فقال أبي: أعضك الله بأير أبيك فقالوا: يا أبا المنذر ما عهدناك فحشا فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمرنا من اعتزى بعزاء الجاهلية أن نعضه ولانكني.
وهذا للتنكيل بفاعله وتأديبه والله أعلم.
وأما قول جهنم ـ أعاذنا الله منها-: "قطني قطني" فإن روايات البخاري كلها في حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يلقى في
النار وتقول: هل من مزيد، حتى يضع قدمه فيها فتقول: قط قط" وقط بالتخفيف والتسكين، ويجوز الكسر بغير إشباع، وفي بعض رواياته قد قد، بالدال بدل الطاء، ووقع في بعض النسخ عن أبي ذر قطي قطي، بالإشباع وقطني، بزيادة نون مشبعة، ووقع في رواية أبي سعيد عن الإمام أحمد "قدني قدني"، وكلها بمعنى أي حسبي حسبي.
وثبت بهذا التفسير عند عبد الرزاق من حديث أبي هريرة ـ والله أعلم ـ من شرح البخاري في تفسير ق.
حديث: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا" أخرجه النسائي من طريق عوف عن الحسن عن عُتي عن أبي بن كعب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا".
ومن طريق آخر عن عوف عن الحسن عن عُتي قال: شهدته يومًا ـ يعني أبي بن ابن كعب ـ وإذا رجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضه بأير ابيه ولم يكنه، فكأن القوم استنكرواذلك منه فقال: لا تلومونني فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "من رأيتموه يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا".
ومن طريق السري بن يحيى عن الحسن به بلفظ: "من سمعتموه يدعو بدعوى الجاهلية فأعضوه بِهَنِ أبيه ولا تكنوا".
ومن طريق أشعث عن الحسن أن أبيا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا اعتزى أحدهم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".
وهذا سقط منه عُتي.
وقد رواه أحمد من طريقين عن عوف، ورواه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عيسى بن يونس ويونس ثلاثتهم عن الحسن أنه نحوه بإثبات عُتي، وكذا أخرجه الروياني من طريق يونس والطبراني في
الكبير من طريق عوف بلفظ:"إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا".
ورجاله ثقات، وقد صححه ابن حبان وأورده الضياء المقدسي ي المختارة.
ورويناه في القطيعيات والمحامليات، وكذا هو عند أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، ولم يقع في رواية واحد منهم تسمية الرجل المبهم، وقد ظفرت به في مسند الشاميين للطبراني رواه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن عجرد بن مدراع التيميم أنه نازع رجلاً عند أبي بن كعب فقال: يا تميم! فقال أبي: أعضك الله بأير أبيك، فقالوا: يا أبا المنذر ما عهدناك فحاشًا فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمرنا من اعتزى بعزاء الجاهلية أن نعضه ولا نكني.
قلت: وهذا للتأديب به وتنكيله.