الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السابع
135 -
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ-، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ (1) الجُمُعَةِ، ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيْطَانِ ظِلٌ نستَظِلُّ بِهِ (2).
وَفِي لَفْظٍ: كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنتَتَبَّعُ الفَيْءَ (3).
(1)"يوم" ليس في "ت".
(2)
* تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (3935)، كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية، ومسلم (860/ 32)، كتاب: الجمعة، باب: صلاة الجمعة حين تزول الشمس، وأبو داود (1085)، كتاب: الصلاة، باب: في وقت الجمعة، والنسائي (1391)، كتاب: الجمعة، باب: وقت الجمعة، وابن ماجة (1110)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في وقت الجمعة.
(3)
رواه مسلم (860/ 31)، كتاب: الجمعة، باب: صلاة الجمعة حين تزول الشّمس، وابن ماجة (1102)، كتاب: الصلاة، باب: في وقت الجمعة.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 254)، و"المفهم" للقرطبي (2/ 495)، و"شرح مسلم" للنووي (6/ 148)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 118)، و"العدة في شرح العمدة" =
* التعريف:
سَلَمَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَكوعِ، واسمُ الأكوع: سنانُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ خزيمةَ بنِ مالكٍ، الأسلميُّ.
يكنى: أبا مسلم، وقيل: أبا ياسر، وقيل: أبا عامر.
أسلم هو وأخوه عامر، وصحبا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، واستوطن الرَّبذة بعدَ قتل عثمان رضي الله عنهما، وكان يرتجز بين يدي النَّبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره، وبايعه يومَ الحديبية، وبايعه تحتَ الشجرة، وكان راميًا يصيدُ الوحشَ، وقال له رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في مُنْصَرَفِه إلى المدينة:"خَيْرُ رِجَالَتِنَا اليَوْمَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ"(1)، وهو الذي استنقذ لقاحَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حين أخذتها غَطفانُ وفزارةُ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ"(2)، وكان يصفِّرُ رأسَه ولحيته (3).
توفي سنة أربع وسبعين، وقيل: وستين، وله ثمانون سنة، وبايع
= لابن العطار (2/ 691)، و"فتح الباري" لابن حجر (7/ 450)، و"عمدة القاري" للعيني (17/ 221)، و"كشف اللثام" للسفاريني (3/ 171)، و"سبل السلام" للصنعاني (2/ 45)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (3/ 318).
(1)
رواه مسلم (1807)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد وغيرها.
(2)
رواه البخاري (2876)، كتاب: الجهاد والسير، باب: من رأى العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس، ومسلم (1806)، كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد وغيرها.
(3)
في "ت": "لحيته ورأسه".
النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.
قال سلمة: كنتُ تبعًا صلى الله عليه وسلم لطلحةَ بنِ عُبيد اللَّه أسقي فرسَه، وأَحُسُّه، وأخدمُه، وآكلُ من طعامه، وتركت أهلي ومالي مُهاجرًا إلى اللَّه ورسوله، وذكر الحديث بطوله رضي الله عنه (1).
الشرح: الجمهورُ على أن وقتَ الجمعة وقتُ الظهر، وخالف في ذلك أحمدُ، وإسحاقُ، وكان حجتهما في ذلك: ما جاء في حديث سهل: مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الجُمُعَةِ (2).
وقال الإمام المازري: ومحملُه (3) عندنا: على أن المراد به (4): التبكير، وأنهم كانوا يتركون ذلك اليومَ القائلةَ والغداءَ (5)؛ لتشاغلهم بغسل الجمعة والتهجير (6).
(1) تقدم تخريجه قريبًا برقم (1807).
وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (4/ 305)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (2/ 639)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (22/ 83)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (2/ 517)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 220)، و"تهذيب الكمال" للمزي (11/ 301)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 326)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (3/ 151).
(2)
رواه البخاري (2222)، كتاب: المزارعة، باب: ما جاء في الغرس، ومسلم (859)، كتاب: الجمعة، باب: صلاة الجمعة حين تزول الشمس.
(3)
في "خ" و"ق": "ومجمله".
(4)
"به" ليس في "ت".
(5)
في "ت": "الغداء والقائلة".
(6)
انظر: "المعلم" للمازري (1/ 474).
قلت: ويؤيد هذا التأويلَ قولُه في الرواية الأخرى: كُنَّا نجمِّعُ معَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا زالتِ الشمسُ، فهذا مفسِّرٌ لما وقع في حديث سهل، وكاشفٌ (1) لمعناه.
وأما قول سلمة: "ثم ننصرفُ وليس للحيطان ظلٌّ نستظلُّ به"، فإنه لم ينفِ مطلقَ الظلِّ، وإنما نفى ظلًا يُستظل به، مع أن جدرانهم (2) كانت قصيرة؛ فإنهم كانوا لا يتطاولون في البنيان، فقصرُها يمنعُ من الاستظلال بها وقتَ الزوال إلى زمان (3) طويل.
ق (4): (5) أهلُ الحساب يقولون: إنَّ عرضَ المدينة خمسٌ وعشرون درجةً، فإذًا غايةُ الارتفاع يكون تسعًا وثمانين، فلا تُسامِتُ الشمسُ الرؤوس، وإذا لم تسامتِ الرؤوسَ (6)، لم يكن ظل القائم تحته حقيقة، بل لابدَّ له من ظل، فامتنع أن يكون المرادُ: نفيَ أصل الظل، فالمراد: ظلٌّ يكفي أبدانَهم للاستظلال، ولا يلزم من ذلك وقوعُ الصلاة ولا شيءٌ (7) من خطبتها قبلَ الزوال.
(1)"وكاشف" ليس في "ت".
(2)
في "ت": "جداراتهم".
(3)
في "ت": "زمن".
(4)
"ق" ليس في "ت".
(5)
في "ت" زيادة: "فإن".
(6)
"وإذا لم تسامت الرؤوس" ليس في "ت".
(7)
في "ت": "شيئًا".
وقوله: كنا نُجَمِّع: هو بضم النون وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة؛ أي: نُقيم الجمعةَ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (1).
والفيء: ما بعدَ الزوال من الظل، أنشد الجوهري:
فَلَا الظِّلَّ مِنْ بَرْدِ (2) الضُّحَى نَسْتَطِيعُهُ
…
وَلَا الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ (3) العَشِيِّ نَذُوقُ
قال (4): وإنما سُمي الظل فَيْئًا؛ لرجوعه من جانب إلى جانب.
قال ابن السِّكِّيت: الظلُّ: ما نسخته الشمسُ، والفيءُ: ما نسخَ الشمسَ.
وحكى أبو عُبيد (5) عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ، فزالت عنه، فهو فيءٌ، وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشمسُ، فهو ظِلٌّ، والجمعُ: أَفياء، وفُيوء، وقد فَيَّأَتِ الشجرةُ تَفْيِئَةً، وتَفَيَّأْتُ أَنَا في فَيْئهَا (6)، وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ: تَقَلَّبَتْ، واللَّه أعلم (7).
(1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 119).
(2)
في "ت": "بعد".
(3)
في "ت": "بعد".
(4)
"قال" ليس في "ت".
(5)
في "ت": "أبو عبيدة".
(6)
"وتفيأت أنا في فيئها" ليس في "خ" و"ت".
(7)
انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 63)، (مادة: فيأ).