الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على صيامه، ولو أزاله بالسِّواك؛ كما أنَّ الجريح يأتي يوم القيامة ولونُ دم
(1)
جُرحه لونُ الدَّم، وريحُه ريحُ المسك، وهو مأمورٌ بإزالته في الدُّنيا.
وأيضًا، فإنَّ الخلوف لا يزول بالسِّواك، فإنَّ سببه قائمٌ وهو خلوُّ المعدة عن الطَّعام. وإنَّما يزول أثره، وهو المنعقد على الأسنان واللِّثة.
وأيضًا، فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم علَّم أمَّته ما يستحَبُّ لهم في الصِّيام وما يُكرَه لهم. ولم يجعل السِّواك من القسم المكروه، وهو يعلم أنَّهم يفعلونه. وقد حضَّهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشُّمول، وهم يشاهدونه يستاك صائمًا
(2)
مرارًا كثيرةً تفوت الإحصاء، ويعلم أنَّهم يقتدون به، ولم يقل لهم يومًا من الدَّهر: لا تستاكوا بعد الزَّوال. وتأخيرُ البيان عن وقت الحاجة ممتنع. والله أعلم.
سَمْن
(3)
: روى محمَّد بن جريرٍ الطَّبريُّ بإسناده من حديث صهيب يرفعه: «عليكم بألبان البقر، فإنَّها شفاءٌ، وسمنها دواءٌ، ولحومها داءٌ»
(4)
.
(1)
لفظ «دم» ساقط من س، حط.
(2)
في النسخ المطبوعة: «وهو صائم» .
(3)
كتاب الحموي (ص 511) نقل منه المادة الطبية.
(4)
أخرجه أبو نعيم في «الطِّبِّ النَّبويِّ» (325، 766) من طريق الطَّبريِّ. قال ابنُ مفلح تعليقًا على كلام المصنِّفَ في «الآداب الشَّرعيَّة» (2/ 385): «دفَّاع ضعَّفه أبو حاتم ووثَّقه ابن حبَّان، ومحمَّد بن موسى هو ابن بزيغ الجريريُّ، لم أجد له ترجمةً في ثقاتٍ ولا ضعفاءَ، ويخطر على بالي أنَّ العقيليَّ قال: لا يُتابع على حديثه، وباقي الإسنادِ حَسن، وليس هذا الخبرُ بذاك الضَّعيفِ الواهي، وقد ذكر بعضُهم أنَّ هذا الإسنادَ لا يثبُت، كذا قال وفيه نظر» . وقال الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (4/ 585): «هذا إسنادٌ لا بأس به في الشَّواهد، وهو على شرط ابن حبَّان، فإنَّه وثَّق جميع رجاله، وفي بعضهم خلاف» . وفي الباب عن ابن مسعود وابن عبَّاس ومليكة بنت عمرو رضي الله عنهما. وينظر: «الأجوبة المَرضية» للسخاوي (1/ 21 - 25).
رواه عن أحمد بن الحسن التِّرمذيِّ، ثنا محمد بن موسى النسائي، نا دفاع بن دغفل السدوسي، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جدِّه. ولا يثبت هذا
(1)
الإسناد.
والسَّمن حارٌّ رطبٌ في الأولى. فيه جلاء يسير، ولطافة، وتفشية الأورام الحادثة في
(2)
الأبدان النَّاعمة. وهو أقوى من الزُّبد في الإنضاج والتَّليين. وذكر جالينوس أنَّه أبرأ به الأورام الحادثة في الأذن وفي الأرنبة
(3)
. وإذا دُلِّك به موضعُ الأسنان نبتت سريعًا. وإذا خُلِط مع عسلٍ ولوزٍ مرٍّ جلا ما في الصَّدر والرِّئة والكَيمُوسات
(4)
الغليظة اللَّزجة؛ إلا أنَّه ضارٌّ بالمعدة، سيَّما متى كان مزاج صاحبها بلغميًّا.
وأمَّا سمن البقر والمعز، فإنَّه إذا شُرب مع العسل نفَع من شرب السَّمِّ القاتل، ومن لدغ الحيَّات والعقارب.
وفي كتاب ابن السُّنِّيِّ
(5)
عن عليِّ بن أبي طالبٍ قال: لم يستشف النَّاسُ بشيءٍ أفضل من السَّمن.
(1)
في النسخ المطبوعة: «ما في هذا» ، وزيادة «ما في» من تصرُّف بعضهم.
(2)
في النسخ الخطية والمطبوعة: «من» ، تصحيف. وفي كتاب الحموي كما أثبت.
(3)
انظر: «مفردات ابن البيطار» (3/ 35).
(4)
الكيموس: الخلاصة الغذائية، وقد سبق.
(5)
«الطِّب النَّبوي» (ق 64/أ -بواسطة محقِّق «الطب النبوي» لأبي نعيم). وأخرجه أيضًا أبو نعيم (767)، وفي إسناده جُويبر ــ وهو ابن سعيد الأزديُّ ــ ضعيف جدًّا، والرَّاوي عنه عيسى بن أشعث مجهولٌ.