الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تلبينة:
قد تقدَّم أنَّها ماء الشَّعير المطحون
(1)
، وذكرنا
(2)
منافعها وأنَّها أنفع لأهل الحجاز من ماء الشَّعير الصَّحيح.
حرف الثَّاء
ثلج:
ثبت في «الصَّحيحين»
(3)
عنه
(4)
صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «اللَّهمَّ اغسلني من خطاياي بالماء والثَّلج والبرد» .
وفي هذا الحديث من الفقه: أنَّ الدَّاء يداوى بضدِّه، فإنَّ في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضادُّه الثَّلج والبرد والماء البارد. ولا يقال: إنَّ الماء الحارَّ أبلغ في إزالة الوسخ، لأنَّ في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحارِّ. والخطايا توجب أثرين: التَّدنيس والإرخاء، فالمطلوب مداواتها بما ينظِّف القلبَ ويصلِّبه، فذكرُ الماء البارد والثَّلج والبرد إشارةٌ إلى هذين الأمرين.
وبعد، فالثَّلج باردٌ على الأصحِّ. وغلِط من قال
(5)
: حارٌّ، وشبهته تولُّد
(1)
لفظ «ماء» ساقط من ن، ولفظ «المطحون» من س.
(2)
ن: «وذكر» .
(3)
ز، حط، ن:«الصحيح» . وهو من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري (744) ومسلم (598).
(4)
في النسخ المطبوعة: «عن النبي» .
(5)
لم أقف عليه. وقال جمال الدين الأقسرائي (ت نحو 775) في «حلِّ الموجز» نسخة ويلكوم (126/ب): «من الناس من ظنَّ أن الثلج حار، وليس بحق. نعم، في داخله أجزاء دخانية صعدية. وهو بارد بالطبع يابس بالعرض» . ونقل السرَّمرِّي في «شفاء الآلام» (82/أ) كلام شيخه ابن القيم بعينه.