الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
(1)
وأمَّا الثَّاني، فكما تقدَّم من الرُّقية بالفاتحة والرُّقية للعقرب وغيرها ممَّا يأتي.
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقية النَّملة
(2)
قد تقدَّم
(3)
حديثُ أنس الذي في «صحيح مسلم»
(4)
: أنَّه صلى الله عليه وسلم رخَّص في الرُّقية من الحُمَة والعين والنَّملة.
وفي «سنن أبي داود»
(5)
عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل عليَّ
(1)
لفظ «فصل» ساقط من ز، د.
(2)
انظر: كتاب الحموي (ص 279 - 281).
(3)
بعده في ن: «في» . وفي ل: «من» .
(4)
برقم (2196) وقد تقدم قريبًا في أول هديه صلى الله عليه وسلم في علاج المصاب بالعين.
(5)
برقم (3887). وأخرجه أيضًا النَّسائيُّ في «الكبرى» (7501)، وابن أبي شيبة (24008)، وأحمد (27095)، والطَّبراني في «الكبير» (24/ 313)، وغيرهم. وصحَّحه الحاكم (4/ 56 - 57)، والنَّوويُّ في «المجموع» (9/ 69)، وابن مفلح في «الآداب الشَّرعيَّة» (3/ 289). واختُلف في إسناده، ورجَّح الدَّارقطنيُّ في «العلل» (15/ 309) إرسالَه، وهو في «السِّلسلة الصَّحيحة» (178).
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال:«ألا تعلِّمين هذه رقية النَّملة، كما علَّمتيها الكتابة؟» .
النَّملة: قروحٌ تخرج في الجنبين
(1)
، وهو داءٌ معروفٌ. وسمِّي نملةً لأنَّ صاحبه يحسُّ في مكانه كأنَّ نملةً تدبُّ عليه وتعضُّه. وأصنافها ثلاثةٌ
(2)
.
قال ابن قتيبة
(3)
وغيره: كان المجوس يزعمون أنَّ ولد الرَّجل من أخته إذا خَطَّ على النَّملة شُفِي صاحبُها. ومنه قول الشَّاعر
(4)
:
ولا عيبَ فينا غيرَ عِرْقٍ
(5)
لمعشرٍ
…
كرامٍ وأنَّا لا نخُطُّ على النَّمل
وروى الخلال أنَّ الشفاء بنت عبد الله كانت ترقي في الجاهليَّة من النَّملة، فلمَّا هاجرت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وكانت قد بايعته بمكَّة قالت: يا رسول اللَّه، إنِّي كنت أرقي في الجاهليَّة من النَّملة، وإنِّي أريد أن أعرضها عليك.
(1)
في كتاب الحموي: «وغيرهما» .
(2)
هي: الساعية، والجاورسية، والأكالة. انظر:«القانون» (3/ 153).
(3)
في «غريب الحديث» (2/ 620 - 621)، و «أدب الكاتب» (ص 22)، و «المعاني الكبير» (1/ 563) و (2/ 637). والمؤلف صادر عن كتاب الحموي، والحموي عن «المعلم» للمازري (3/ 164). ونقل ابن قتيبة التفسير الآتي في المعاني عن أبي عمرو. وروى ابن الأعرابي:«لا نحط» بالحاء المهملة، وفسَّره غير هذا التفسير فردَّ عليه أبو عمرو. انظر:«شرح ما يقع فيه التصحيف» للعسكري (ص 157 - 158).
(4)
عزاه الجواليقي ضمن ثلاثة أبيات في «شرح أدب الكاتب» (ص 96 - الكويت) بلفظ «قيل» إلى عمرو بن حُمَمة الدوسي، ثم قال: وهذا البيت يروى لمزاحم العقيلي وعروة بن أحمد الخزاعي.
(5)
ن: «خط» ، وفي ث، ل:«عرف» ، وكلاهما خطأ.
فعرَضَتْها
(1)
فقالت: بسم الله صلّت حتَّى تعود
(2)
من أفواهها ولا تضرُّ أحدًا. اللَّهمَّ اكشف البأسَ ربَّ النَّاس. قال: «ترقي بها على عودٍ
(3)
سبع مرَّاتٍ، وتقصد مكانًا نظيفًا وتدلكه على حجرٍ بخلِّ خمرٍ حاذقٍ
(4)
، وتَطْليه على النَّملة»
(5)
.
وفي الحديث: دليلٌ على جواز تعليم النِّساء الكتابة
(6)
.
(1)
«فعرضتها» ساقط من د، واستدرك في هامش ز. وغُيِّر في طبعة الرسالة إلى «فعرضت عليه» .
(2)
لفظ «صلت» ساقط من حط. وهو كذا في النسخ إلا س، ن ففيهما بالضاد المعجمة. وهكذا أثبت القسطلاني من كتابنا في «المواهب اللدنية» (3/ 506 - الشامي)، وعليه فسَّره الزرقاني في «شرحه» (10/ 10) فقال:«(ضلت) النملة، بضاد معجمة. أي تاهت عن طريق قصدها (حتى تعود) ترجع» . وهو تفسير جميل. وفي مخطوطة كتاب الحموي (77/أ) ــ وهو مصدر ابن القيم ــ: «بسم الله صلق صلت حتى تعود» وقد سقط «صلق» من أصل ابن القيم فيما يظهر. وفي «المستدرك» : «صلوب حين يعود» . وفي «معرفة الصحابة» لأبي نعيم: «صلق صلب جبر تعوذًا» . وكذا نقل في «الإصابة» (13/ 519 - هجر). وقد ذكر الحافظ أن قوله: «بسم الله
…
» إلى آخر الحديث من زيادة أبي نعيم على رواية ابن منده، ولكن الغريب أن أبا نعيم لم يوردها في «الطب النبوي» له.
(3)
في «معرفة الصحابة» لأبي نعيم: «عود كُرْكُم» .
(4)
الحاذق: الحامض.
(5)
أخرجه الحاكم (4/ 57)، وأبو نعيم في «معرفة الصَّحابة» (7708). وإسناده ضعيفٌ؛ فيه عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشيُّ العدويُّ، قال فيه ابن معين كما في «الكامل» (6/ 298):«لا أعرفه» ، وقال ابن عديٍّ:«مجهول» . وقد تقدَّم بيان أنَّه اختُلف في إسناد هذا الحديث.
(6)
نقله الحموي (ص 280) عن الخطابي. انظر: «معالم السنن» (4/ 227).
فصل
في هديه في رقية الحيَّة
قد تقدَّم قوله: «لا رقية إلا في عينٍ أو حُمَةٍ» . الحُمَة
(1)
: بضمِّ الحاء وفتح الميم وتخفيفها. وفي «سنن ابن ماجه»
(2)
من حديث عائشة: رخَّص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرُّقية من الحيَّة والعقرب.
ويذكر عن ابن شهابٍ الزُّهريِّ قال: لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيَّةٌ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:«هل من راقٍ؟» . فقالوا: يا رسولَ اللَّه، إنَّ آل حزمٍ كانوا يرقُون رقية الحيَّة، فلمَّا نهيتَ عن الرُّقى تركوها. فقال:«ادعُوا عُمارةَ بن حزم» . فدعَوه، فعرض عليه رُقَاه، فقال:«لا بأس بها» . فأذِن له فيها فرَقاه
(3)
.
(1)
لفظ «الحمة» ساقط من د. وفي س، ل:«والحمة» .
(2)
برقم (3517). وأخرجه بهذا اللَّفظ أيضًا الطَّيالسيُّ (1498)، والطَّحاويُّ في «معاني الآثار» (4/ 326)، وصحَّحه ابن حبَّان (6101). وهو في البخاريِّ (5741)، ومسلم (2193)، بلفظ:«رخَّص النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في الرُّقية من كلِّ ذي حُمة» .
(3)
كتاب الحموي (ص 281 - 282). وقد أخرجه عبد الرَّزَّاق (19767) ــ ومن طريقه الحازميُّ في «الاعتبار» (ص 239) ــ عن معمر، عن الزُّهريِّ بنحوه، وهذا مرسلٌ. وأخرج مسلم (2199/ 63) من حديث جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنَّه كانت عندنا رقيةٌ نرقي بها من العقرب، وإنَّك نهيت عن الرُّقى! قال: فعرضوها عليه، فقال:«ما أرى بأسًا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» .