الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويذهب بوخامته الحلوُ كالعسل والتَّمر. وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين التَّمر وبينه من الحكمة إصلاحُ كلٍّ منهما بالآخر.
زبيب
(1)
: روي فيه حديثان لا يصحَّان. أحدهما: «نعم الطَّعام الزَّبيب! يطيِّب النَّكهة، ويذيب البلغم»
(2)
. والثَّاني: «نعم الطَّعام الزَّبيب! يُذْهِب النَّصَبَ، ويشدُّ العصَبَ، ويطفئ الغضب
(3)
، ويصفِّي اللَّون، ويطيِّب النَّكهة»
(4)
. وهذا النَّمَط
(5)
لا يصحُّ فيه شيءٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد، فأجود الزَّبيب: ما كبُر جسمُه، وسمِن لحمه وشحمه، ورقَّ
(6)
قشره، ونزع عجمه، وصغر حبُّه.
(1)
كتاب الحموي (ص 434 - 435).
(2)
أخرجه أبو نعيم في «الطِّبِّ النَّبويِّ» (318) من حديث أبي هند رضي الله عنه. وهو الحديث الآتي بعدَه نفسُه، فلينظر تخريجه. وفي الباب عن عليٍّ رضي الله عنه.
(3)
هذه الجملة ساقطة من س.
(4)
أخرجه ابن حبَّان في «المجروحين» (1/ 327)، وأبو نعيم في «الطِّبِّ النَّبويِّ» (371، 809)، من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الدَّاري، عن أبيه زياد، عن أبيه فائد، عن جدِّه زياد بن أبي هند، عن أبيه به. قال ابن حبَّان:«رواه سعيد بن زياد في نسخةٍ كتبناها عنه بهذا الإسناد، تفرَّد بها سعيد بهذا، فلا أدري البليَّة فيها منه أو من أبيه أو من جدِّه؛ لأنَّ أباه وجدَّه لا يُعرف لهما رواية إلَّا من حديث سعيد» . وقال ابن الجوزيِّ في «العلل المتناهية» (2/ 169): «لا يصحُّ» . وحكم الألبانيُّ عليه بالوضع في «السِّلسلة الضَّعيفة» (504).
(5)
في النسخ المطبوعة: «أيضًا» ، تحريف.
(6)
كأنَّ في الأصل (ف): «دقَّ» بالدال.
وجِرْمُ الزَّبيب حارٌّ رطبٌ في الأولى، وحبُّه باردٌ يابسٌ. وهو كالعنب المتَّخذ منه: الحلو منه حارٌّ، والحامض والقابض
(1)
باردٌ، والأبيض أشدُّ قبضًا من غيره.
وإذا أُكِل لحمُه وافق قصبةَ الرِّئة، ونفَع من السُّعال ووجع الكلى والمثانة، ويقوِّي المعدة، ويليِّن البطن. والحلو اللَّحِم أكثر غذاءً من العنب، وأقلُّ غذاءً
(2)
من التِّين اليابس، وله قوَّةٌ منضجةٌ هاضمةٌ قابضةٌ محلِّلةٌ باعتدالٍ. وهو بالجملة يقوِّي المعدة والكبد والطِّحال، نافعٌ من وجع الحلق والصَّدر والرِّئة والكلى والمثانة.
وأعدله
(3)
أن يؤكل بغير حبِّه
(4)
. وهو يغذو غذاءً صالحًا، ولا يسدِّد كما يفعل التَّمر. وما أُكِل منه بعجَمه كان أكثر نفعًا للمعدة والكبد والطِّحال. وإذا لُصِق لحمه على الأظافير المتحرِّكة أسرع قلعَها. والحلو منه وما لا عجَم له نافعٌ لأصحاب الرُّطوبات والبلغم، وهو يُخصِب الكبد وينفعها بخاصِّيَّةٍ فيه.
وفيه نفعٌ
(5)
للحفظ. قال الزُّهريُّ: من أحبَّ أن يحفظ الحديث فليأكل
(1)
كذا في النسخ وكتاب الحموي، وفي النسخ المطبوعة:«قابضٌ» .
(2)
كذا في جميع النسخ الخطية والمطبوعة. والذي في كتاب الحموي: «جلاء» . وهو مأخوذ مما جاء في «المفردات» (2/ 153): «
…
جلاؤه أقلُّ من جلاء التين اليابس».
(3)
في كتاب الحموي: «وأغذاه» .
(4)
غيَّره الفقي إلى «عجمه» ، وكذا في طبعة الرسالة.
(5)
ز: «وهو ينفع» .