الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لطِّخ على اللِّثة نفَع من الآكِلَة العارضة لها. وإن استُخْرج ماؤهما بشحمهما أطلَقَ البطنَ، وأحدَرَ الرُّطوبات العَفِنة المِرِّيَّة، ونفع من حُمَّيات الغِبِّ المتطاولة.
وأمَّا الرُّمَّان المُزُّ، فمتوسِّطٌ طبعًا وفعلًا بين النَّوعين. وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلًا.
وحبُّ الرُّمَّان مع العسل طلاءٌ للدَّاحس
(1)
والقروح الخبيثة، وأقماعُه
(2)
للجراحات. قالوا: ومن ابتلع ثلاثةً من جُنْبُذ
(3)
الرُّمَّان في كلِّ سنةٍ أمن الرَّمدَ سنته كلَّها.
حرف الزَّاي
زيت
(4)
: قال تعالى: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} [النور: 35].
(1)
ورم يحدث بين الظفر واللحم، وقد سبق.
(2)
القِمْعُ من الرُّمَّان: ما فيه الزغب الأصفر.
(3)
هو زهر الرمان، وهو الجُلَّنار.
(4)
كتاب الحموي (ص 433). و «الموجز» لابن النفيس (ص 95).
وفي الترمذي وابن ماجه
(1)
من حديث أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «كلوا الزَّيت وادَّهنوا به، فإنَّه من شجرةٍ مباركةٍ» .
وللبيهقيِّ وابن ماجه
(2)
أيضًا عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1)
تقدَّم التَّنبيهُ على أنَّه لم يخرجه التِّرمذيُّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولكن المصنف صادر عن كتاب الحموي، وقد عزاه إلى الترمذي وابن ماجه، وهو في «سنن ابن ماجه» (3320) من طريق عبد الله بن سعيد، عن جدِّه، عن أبي هريرة بلفظ:«فإنَّه مباركٌ» . وأخرجه أيضًا ابن راهويه في «المسند» (425). قال البزَّار (1/ 397): «إسناده غير ثابت» ، وصحَّحه الحاكم (2/ 398)، وتعقَّبه الذَّهبيُّ والبوصيريُّ في «إتحاف الخِيَرة» (4/ 303) بوهاءِ عبد الله بن سعيد ــ وهو المقبريُّ ــ وضعفِه، فالإسناد ضعيف جدًّا. وفي الباب عن أبي أسيد الأنصاريِّ وابن عبَّاس وعقبة بن عامر وعائشة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
(2)
«شعب الإيمان» (5539)، سنن ابن ماجه (3319)، لكن من حديث عمر، وليس من حديث ابنه كما في كتاب الحموي الذي اعتمد عليه المصنف. وأخرجه أيضًا التِّرمذيُّ (1851)، والبزَّار (275)، والضِّياء في «المختارة» (1/ 175). قال التِّرمذي:«هذا حديثٌ لا نعرفه إلَّا من حديث عبد الرَّزَّاق عن معمر، وكان عبد الرَّزَّاق يضطرب فيه، فربَّما ذكر فيه: عن عمر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وربَّما رواه على الشَّكِّ فقال: أحسبه عن عمر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، وربَّما قال: عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مرسلًا» ، ونقل في «العلل الكبير» (1/ 306) عن البخاريِّ أنَّه رجَّح إرساله، ورجَّح المرسلَ أيضًا ابن معين في «تاريخه» ــ رواية الدُّوري ــ (3/ 142)، والإمام أحمد كما في «الآداب الشَّرعيَّة» (2/ 400)، وبذا يُعلم ما في تصحيح الحاكم (4/ 122) ومتابعة المنذريِّ له في «التَّرغيب» (3/ 96) من التَّساهل. وأخرجه الطَّحاويُّ في «مشكل الآثار» (4448)، والطَّبراني في «الأوسط» (9196)، من طريق زمعة بن صالح، عن زياد بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر به، وزمعة ضعيف. وحسَّنه بشاهده الألبانيُّ في «السِّلسلة الصَّحيحة» (379).
«ائتدِموا بالزَّيت وادَّهِنوا به، فإنَّه من شجرةٍ مباركةٍ» .
الزَّيت حارٌّ رطبٌ في الأولى. وغلِط من قال: يابس
(1)
. والزَّيت بحسب زيتونه: فالمعتصَر من النَّضيج أعدله وأجوده، ومن الفِجِّ فيه برودةٌ ويبوسةٌ
(2)
، ومن الزَّيتون الأحمر متوسِّطٌ بين الزَّيتين. ومن الأسود
(3)
يسخِّن ويرطِّب باعتدالٍ، وينفع من السُّموم، ويُطلق البطن، ويُخرج الدُّود. والعتيق منه أشدُّ إسخانًا وتحليلًا. وما اسْتُخرج منه بالماء فهو أقلُّ حرارةً وألطَفُ وأبلغ في النَّفع. وجميعُ أصنافه مليِّنةٌ للبشرة، وتبطِّئ الشَّيبَ
(4)
.
وماء الزَّيتون المالح يمنع من تنفُّط حرق النَّار، ويشدُّ اللِّثة. وورقُه ينفع من الحمرة، والنَّملة، والقروح الوسخة، والشَّرى
(5)
؛ ويمنع العرق، وينفع من الدَّاحس
(6)
.
(1)
كذا قال، ثم عقَّب بقوله:«والزيت بحسب زيتونه» ، فنقض ما قال أولًا. والسياق في كتاب الحموي:«زيت الزيتون قد يعتصر من الزيتون النضيج، وهو حار رطب في الأولى. وقيل: حارٌّ يابس فيها» . فهذا الخلاف في المتخذ من النضيج، لا في زيت الزيتون عامة.
(2)
وهذا الذي يُسمَّى «زيت الأنفاق» ، وقال فيه الحموي:«يفضَّل على سائر أنواع الزيت، وهو أجود الزيت للأصحاء، وهو بارد يابس في الأولى» . انظر: «القانون» (1/ 469) و «منهاج البيان» (ص 459) و «المفردات» (2/ 176).
(3)
كذا في جميع النسخ. وكان الأفضل أن يقال: «والمتخذ من الأسود» كما في كتاب الحموي، فإنَّ ما ذكره فيما يأتي من فوائده.
(4)
من هذه الجملة إلى آخر ما ذكره مأخوذ من «الموجز» لابن النفيس (ص 95).
(5)
تقدَّم تفسير الحمرة والنملة والشرى قريبًا.
(6)
هذه الجملة: «وينفع من الداحس» ساقطة من النسخ المطبوعة. و «الداحس» سبق تفسيره.