الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضَّة:
ثبت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خاتمه من فضَّةٍ، وفصُّه منه
(1)
. وكانت قَبيعةُ سيفه فضَّةً
(2)
. ولم يصحَّ عنه في المنع من لباس الفضَّة والتَّحلِّي بها شيءٌ البتَّة، كما صحَّ عنه المنعُ من الشُّرب في آنيتها. وبابُ الآنية أضيق من باب اللِّباس والتَّحلِّي، ولهذا يباح للنِّساء لباسًا وحليةً ما يحرم عليهنَّ استعمالُه آنيةً، فلا يلزم من تحريم الآنية تحريمُ اللِّباس والحلية
(3)
.
وفي السُّنن
(4)
عنه: «وأمَّا الفضَّةُ فالعبوا بها لعبًا» . فالمنع يحتاج إلى
(1)
أخرجه البخاري (5870) من حديث أنس.
(2)
أخرجه أبو داود (2583)، والتِّرمذي (1691)، والنَّسائي (5374)، من طريق جرير، عن قتادة، عن أنس به. قال التِّرمذي:«هذا حديث حسن غريب» ، وصحَّحه الضِّياء في «المختارة» (2375)، وحسَّنه النَّووي في «المجموع» (1/ 257). ويُروى عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن البصريِّ مرسلًا. ورجَّح المرسلَ الإمام أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (1/ 239، 543)، والدَّارمي (3/ 1598)، وأبو حاتم كما في «العلل» (3/ 366)، وأبو داود، والبزَّار كما في «الوهم والإيهام» (2/ 147)، والنَّسائي كما في «المختارة» ، والدَّارقطني في «العلل» (12/ 150)، والبيهقي في «الكبرى» (4/ 143). ومع ذلك قال المصنِّف في «التَّهذيب» (3/ 404):«الصَّواب أنَّ حديث قتادة عن أنس محفوظٌ من رواية الثِّقات الضَّابطين المتثبِّتين: جرير وهمَّام، عن قتادة، عن أنس، والَّذي رواه عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن مرسلًا هو هشام الدَّستوائيُّ، وهشام وإن كان مقدَّمًا في أصحاب قتادة، فليس همَّام وجرير إذا اتَّفقا بدونه» ، وينظر:«صحيح سنن أبي داود» (2326، 2327). وفي الباب عن أبي أمامة، ومرزوق الصَّيقل، وهود بن عبد الله بن سعد.
(3)
وانظر: «مجموع الفتاوى» (25/ 63 - 65).
(4)
«سنن أبي داود» (4236) من طريق أسيد بن أبي أسيد، عن نافع بن عيَّاش، عن أبي هريرة به. وأخرجه أيضًا أحمد (8416، 8910). واختُلف في إسناده، فقيل: عن أسيد، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو ابن أبي قتادة، عن أبيه. وأسيد قال عنه ابن حجر:«صدوق» ؛ ولذا حسَّن إسناده الألباني في «آداب الزّفاف» (ص 224). وفي الباب عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
دليلٍ يبيِّنه: إمَّا نصٍّ أو إجماعٍ. فإن ثبت أحدهما، وإلَّا ففي القلب من تحريم ذلك على الرِّجال شيءٌ. والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمسك بيده ذهبًا، وبالأخرى حريرًا، وقال:«هذان حرامٌ على ذكور أمَّتي، حِلٌّ لإناثهم»
(1)
.
والفضَّة سرٌّ من أسرار الله في الأرض. وهي طِلَّسْم الحاجات وأحساب
(2)
أهل الدُّنيا بينهم. وصاحبها مرموقٌ بالعيون بينهم، معظَّمٌ في النُّفوس، مصدَّرٌ في المجالس، لا تغلق دونه الأبواب، ولا تُمَلُّ مجالستُه ولا معاشرتُه، ولا يستثقل مكانُه. تشير الأصابع إليه، وتعقد العيونُ نطاقها عليه. إن قال سُمِع لقوله، وإن شفَع قُبلت شفاعتُه، وإن شَهِد زكِّيت شهادتُه. وإن خطَب فكفءٌ لا يعاب، وإن كان ذا شيبةٍ بيضاء فهي أجمل عليه من حُلَّة
(3)
الشَّباب.
(1)
أخرجه أبو داود (4057)، والنَّسائيُّ (5144 - 5147)، وابن ماجه (3595) واللَّفظ له، وأحمد (750، 935)، من حديث عليٍّ رضي الله عنه. قال ابن المديني كما في «الأحكام الوسطى» (4/ 184):«حديث حسن، ورجاله معروفون» ، وصحَّحه ابن حبَّان (5434)، وحسَّنه النَّووي في «المجموع» (4/ 440)، وله شواهد كثيرة، قال التِّرمذيُّ بعدما أخرجه من حديث أبي موسى (1720):«وفي الباب عن عمر، وعليٍّ، وعقبة بن عامر، وأنس، وحذيفة، وأمِّ هانئ، وعبد الله بن عمرو، وعمران بن حصين، وعبد الله بن الزُّبير، وجابر، وأبي ريحان، وابن عمر، وواثلة بن الأسقع» ، ينظر:«نزهة الألباب» للوائلي (5/ 2523 - 2543)، و «البدر المنير» (1/ 640 - 650)، و «الإرواء» (1/ 305 - 309).
(2)
جمع الحسَب. وفي طبعة عبد اللطيف وما بعدها: «إحسان» .
(3)
في النسخ المطبوعة: «حلية» ، تحريف.
وهي من الأدوية المفرِّحة النَّافعة من الغمِّ والهمِّ
(1)
والحزن، وضعف القلب وخفقانه. وتدخل في المعاجين الكبار، وتجتذب بخاصِّيَّتها ما يتولَّد في القلب من الأخلاط الفاسدة خصوصًا إذا أضفتَ
(2)
إلى ذلك العسلَ المصفَّى والزَّعفران. ومزاجها إلى البرودة واليبوسة. ويتولَّد عنها من الحرارة والرُّطوبة ما يتولَّد
(3)
.
والجنانُ الَّتي أعدَّها الله عز وجل لأوليائه يوم يلقونه أربعٌ: جنَّتان من ذهبٍ، وجنَّتان من فضَّةٍ: آنيتُهما وحِليتُهما وما فيهما
(4)
.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصَّحيح
(5)
أنَّه قال: «الَّذي يشرب في آنية الذَّهب والفضَّة إنَّما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنَّم» .
وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لا تشربوا في آنية الذَّهب والفضَّة، ولا تأكلوا في صِحافهما، فإنَّها لهم في الدُّنيا ولكم في الآخرة»
(6)
.
فقيل: علَّة التَّحريم تضييق النُّقود، فإنَّها إذا اتُّخذت أواني فاتت الحكمة الَّتي وُضِعت لأجلها من قيام مصالح بني آدم. وقيل: العلَّة الفخر والخيلاء.
(1)
ل، ن:«الهم والغم» .
(2)
حط، ن:«أضيف» . وفي ز: «أضيفت» ، وهو تصحيف.
(3)
لم أقف على مصدر المصنف في ذكر هذه الخواص، والفضة لم يذكرها الحموي. وانظر في خواصها:«منهاج ابن جزلة» (ص 625 - 626) و «مفردات ابن البيطار» (3/ 163 - 164) و «المعتمد» لابن رسول (ص 365).
(4)
أخرجه البخاري (4878) ومسلم (180) من حديث أبي موسى الأشعري.
(5)
أخرجه مسلم (2065) من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
(6)
أخرجه البخاري (5426) ومسلم (2067) من حديث حذيفة بن اليمان.