الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«هلَّا انتقيتَ لنا من رُطَبه!» . فقال: أحببتُ أن تنتقُوا من بُسْره ورُطَبه
(1)
.
البُسْر حارٌّ يابسٌ، ويبسُه أكثر من حرِّه. ينشِّف الرُّطوبة، ويدبُغ المعدة، ويحبس البطن، وينفع اللِّثة والفم. وأنفعُه ما كان هشًّا حلوًا. وكثرة أكله وأكل البلَح يُحدث السُّدَد في الأحشاء
(2)
.
بَيض
(3)
: ذكر البيهقي في «شعب الإيمان»
(4)
أثرًا مرفوعًا أنَّ نبيًّا من الأنبياء شكا إلى الله سبحانه الضَّعفَ، فأمَره بأكل البيض. وفي ثبوته نظرٌ.
(1)
أخرجه مسلم (2038) من حديث أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه، وليس فيه قوله صلى الله عليه وسلم:«هلَّا انتقيتَ لنا من رطبه!» . واللَّفظ الَّذي ذكره المصنِّف أخرجه التِّرمذيُّ (2369)، والنَّسائيُّ في «الكبرى» (6583)، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال التِّرمذيُّ:«حديث حسن صحيح غريب» ، وصحَّحه ابن حبَّان (5216)، والحاكم (4/ 131)، والضِّياء في «المختارة» (12/ 122).
(2)
الخاصة الأخيرة لم يذكرها الحموي. وجاء في «الموجز» لابن النفيس (ص 88): «ويحدثان السُّدد في الأحشاء» ــ وهي بالنص منقولة من «القانون» (1/ 394) ــ فلعل المؤلف نسب ذلك إلى كثرة أكلهما.
(3)
كتاب الحموي (ص 410 - 411).
(4)
برقم (5550) من طريق أبي الأزهر، عن أبي الرَّبيع، عن حمَّاد بن زيد، عن أيُّوب، عن نافع، عن ابن عمر به، وقال:«تفرَّد به أبو الأزهر عن أبي الرَّبيع» . وأخرجه أبو نعيم في «الطِّب النَّبوي» (439) من طريق ابن أبي طاهر، عن أبي الرَّبيع، عن المفضَّل بن فضالة، عن حمَّاد بن سلمة، عن أيُّوب، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رجلًا شكى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم قلَّةَ النَّسل فأمره بأكل البيض. قال ابن حبَّان في «المجروحين» (2/ 308):«هذا شيءٌ سرقه عن هذا الشَّيخِ ــ وهو محمَّد بن يحيى بن ضرار ــ جماعةٌ فحدَّثوا به، أُدخِل على أبي الأزهر عن أبي الرَّبيع وحدَّث به، وأُدخل على ابن أبي طاهر عن أبي الرَّبيع فحدَّث به، والخبر لا شكَّ أنَّه موضوعٌ، لا يحلُّ ذكر مثلِ هذا في الكتب» .
ويختار من البيض الحديثُ على العتيق، وبيضُ الدَّجاج على سائر بيض الطَّير
(1)
. وهو معتدلٌ يميل إلى البرودة قليلًا
(2)
.
قال صاحب «القانون»
(3)
: ومحُّه حارٌّ رطبٌ، يولِّد دمًا صحيحًا محمودًا، ويغذو
(4)
غذاءً يسيرًا، ويسرع الانحدار من المعدة إذا كان رخوًا.
وقال غيره
(5)
: محُّ البيض مسكِّنٌ للألم، مملِّسٌ للحلق وقصبة الرِّئة، نافعٌ للحلق والسُّعال وقروح الرِّئة والكلى والمثانة. مذهبٌ بالخشونة
(6)
لا سيَّما إذا أُخِذ بدهن اللَّوز الحلو
(7)
. ومنضجٌ لما في الصَّدر مليِّنٌ له، مسهِّلٌ لخشونة الحلق.
وبياضه إذا قُطِر في العين الوارمة ورمًا حارًّا برَّده وسكَّن الوجع. وإذا
(1)
عزاه الحموي إلى بولس كما في مخطوطة كتابه (122/ب). وفي المطبوع: «يونس» ، تصحيف.
(2)
عزاه الحموي إلى جالينوس.
(3)
في مخطوطة كتاب الحموي: «الشيخ» ، وفهم منه المصنِّف أنَّ المقصود الشيخ الرئيس، إلا أنني لم أقف على قوله في «القانون» ، ولم يذكره ابن البيطار. ويحتمل أن يكون «الشيخ» تصحيف «المسيح» صاحب الكنَّاش المعروف وقد تقدَّم ذكره دون لام التعريف، وهو أشهر.
(4)
في النسخ المطبوعة: «ويغذِّي» .
(5)
كذا في كتاب الحموي، فلم يعزه إلى أحد.
(6)
س: «يذهب
…
». وفي مخطوط الحموي كما أثبت من الأصل وغيره. وفي النسخ المطبوعة: «للخشونة» ، ولعله إصلاح من ناسخ أو ناشر.
(7)
ما بعده مأخوذ من قول بولس الذي نقله الحموي.
لُطِخ به حرقُ النَّار أولَ
(1)
ما يعرض له لم يدعه يتنفَّط. وإذا لُطِخ به الوجهُ
(2)
منَع من الاحتراق العارض من الشَّمس. وإذا خُلِط بالكُنْدُر ولُطِخ على الجبهة نفَع من النَّزلة
(3)
.
وذكره صاحب «القانون» في الأدوية القلبيَّة
(4)
، ثمَّ قال: وهو وإن لم يكن من الأدوية المطلقة، فإنَّه ممَّا له مدخلٌ في تقوية القلب جدًّا، أعني الصُّفرة. وهي تجمع ثلاثة معانٍ: سرعة الاستحالة إلى الدَّم، وقلَّة الفضل
(5)
، وكون الدَّم المتولِّد منه مجانسًا للدَّم الذي يغذو القلب، خفيفًا مندفعًا إليه بسرعةٍ. ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عاديةُ الأمراض المحلِّلة لجوهر الرُّوح
(6)
.
(1)
في النسخ المطبوعة: «أو» ، وكأن الكلمة وقعت في نسخة في آخر السطر وضاق عنها السطر فكتب الناسخ اللام في الحاشية، فذهبت.
(2)
في طبعة عبد اللطيف وما بعدها: «الوجع» ، تحريف.
(3)
هذه الفقرة عزاها الحموي إلى ديسقوريدوس، وهو صادر عن «المفردات» (1/ 130).
(4)
سياق ابن البيطار (1/ 132): «ابن سينا في الأدوية القلبية: البيض وإن لم يكن
…
». يعني: قال ابن سينا في كتاب «الأدوية القلبية» له. انظر الكتاب المذكور ضمن «من مؤلفات ابن سينا الطبية» تحقيق محمد زهير البابا (ص 268). وجاء في مخطوط كتاب الحموي: «قال ابن سينا فيه وفي الأدوية القلبية وإن لم يكن
…
». والظاهر أن الواو خطأ من الناسخ. وخفي على ابن القيم أن «الأدوية القلبية» اسم كتاب، فصاغ عبارته هكذا!
(5)
غيَّره الفقي إلى «الفضلة» ، وتابعته طبعة الرسالة.
(6)
في هامش الأصل (ف) نقل بعضهم من «العجالة شرح المنهاج» بعض فوائد البيض وحديثًا يروى عن علي في أكل البيض، ثم نقل بيتين من «المرصاد في الفرق بين الظاء والضاد» في الفرق بين البيض والبيظ.