الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتأتي عليه ليلةٌ. وأرداه
(1)
ما كانت مجاريه من رصاصٍ، أو كانت بئره معطَّلةً، ولا سيَّما إذا كانت تربتها رديَّةً، فهذا الماء وبيٌّ
(2)
وخيمٌ.
ماء زمزم:
سيِّد المياه وأشرفها، وأجلُّها قدرًا، وأحبُّها إلى النُّفوس، وأغلاها ثمنًا وأنفَسها عند النَّاس. وهو هَزْمَة جبريل، وسقيا إسماعيل.
وثبت في «الصَّحيح»
(3)
عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال لأبي ذر، وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين
(4)
ما بين يومٍ وليلةٍ، ليس له طعامٌ غيره= فقال صلى الله عليه وسلم:«إنَّها طعامُ طُعْمٍ» . وزاد غير مسلم بإسناده: «وشِفاءُ سُقْمٍ»
(5)
.
وفي «سنن ابن ماجه»
(6)
من حديث جابر بن عبد اللَّه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه
(1)
من الرَّديِّ بتسهيل الهمزة.
(2)
كذا مضبوط بالشدَّة في الأصل وغيره، أصله: وبيء، فسهَّل الهمزة.
(3)
أخرجه مسلم (2473) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(4)
كذا، والذي عند مسلم وغيره:«ثلاثين» .
(5)
أخرجه الطَّيالسيُّ (459) عن سليمان بن المغيرة، والبزَّار (3929، 3946) من طريق خالد الحذَّاء وابن عون، والطَّبراني في «الصَّغير» (295) من طريق عبد الله بن بكر المزنيِّ، أربعتهم عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنهم، بمثل إسناد مسلم.
(6)
برقم (3062). وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة (14340، 24191)، وأحمد (14849، 14996)، والطَّبراني في «الأوسط» (849، 9027)،كلُّهم من طريق عبد الله بن المؤمّل، عن أبي الزُّبير، عن جابر به. ويُروى عن حمزة بن حبيب الزَّيَّات وإبراهيم بن طهمان، عن أبي الزُّبير به. وفي الباب عن ابن عبَّاس، وأبي ذرٍّ، وعبد الله بن عمرو، وعن معاوية موقوفًا. ينظر:«البدر المنير» (6/ 299)، و «التَّلخيص الحبير» (2/ 510)، و «المقاصد الحسنة» (928)، و «الإرواء» (1123).
قال: «ماء زمزم لما شُرِبَ له» . وقد ضعَّف هذا الحديث طائفةٌ
(1)
بعبد الله بن المؤمل راويه عن محمَّد بن المنكدر
(2)
. وقد روِّينا عن عبد الله بن المبارك أنَّه لمَّا حجَّ أتى زمزم، فقال: اللَّهمَّ إنَّ ابن أبي المَوَال حدَّثنا عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر، عن نبيِّك أنَّه قال:«ماءُ زمزم لما شُرِب له» وإنِّي أشربه لظمأ يوم القيامة
(3)
.
وابن أبي المَوَال ثقةٌ، فالحديث إذن حسنٌ
(4)
. وقد صحَّحه بعضهم
(5)
، وجعله بعضهم موضوعًا، وكلا
(1)
منهم: العقيليُّ في «الضُّعفاء» (2/ 303)، وابن حبَّان في «المجروحين» (2/ 28)، وابن عديٍّ في «الكامل» (5/ 223)، وابن القطَّان في «الوهم والإيهام» (3/ 478)، والنَّوويُّ في «المجموع» (8/ 267)، والذَّهبيُّ في «المهذَّب» (4/ 1899).
(2)
كذا قال! وإنَّما رواه عبد الله بن المؤمّل، عن أبي الزُّبير، عن جابر. قال ابن حجر في «جزء فيه الجواب عن حال الحديث المشهور: ماء زمزم لما شرب له» (ص 193): «لا نعرف أحدًا من أصحاب ابن المؤمّل قال فيه: عنه عن ابن المنكدر» .
(3)
أخرجه البيهقيُّ في «الشُّعب» (3833)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (10/ 164)، من طريق سويد بن سعيد، عن ابن المبارك به .. قال البيهقيُّ:«غريب من حديث ابن أبي الموال عن ابن المنكدر، تفرَّد به سويد عن ابن المبارك من هذا الوجه عنه» ، وقال ابن حجر في «التَّلخيص الحبير» (2/ 510): «سويد ضعيف جدًّا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات
…
وقد خلَّط في هذا الإسناد، وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنَّما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمّل عن أبي الزُّبير، كذلك رُوِّيناه في فوائد أبي بكر ابن المقرئ من طريقٍ صحيحة»، وهو في «المعجم» لابن المقرئ (382).
(4)
وممَّن حسَّنه: المنذريُّ في «التَّرغيب» (2/ 136)، والدِّمياطيُّ في «المتجر الرَّابح» (892)، وقال ابن حجر في «جزء فيه الجواب عن حال الحديث المشهور: ماء زمزم لما شرب له» (ص 190): «مرتبة هذا الحديث عند الحفَّاظ باجتماع طرقِه يصلُح للاحتجاج به» ، وحسَّنه الألبانيُّ في «الإرواء» (4/ 324).
(5)
ممَّن صحَّحه: ابن عيينة كما في «المجالسة» (509)، وقال الدِّمياطيُّ عن حديث سويد كما في «البدر المنير» (6/ 301):«هذا حديث على رسم الصَّحيح» . وفي (حط) حاشية صحح كاتبها طريق عبد الرحمن بن المغيرة عن حمزة الزيات عن أبي الزبير، وحسَّن طريق عبد الله بن المؤمل.