الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصله، فصلى العصر حين صار ظلُّ كل شيء مثليه)) (1). وهذا وقت الاختيار من ظل كل شيء مثله إلى اصفرار الشمس، أما وقت الضرورة فإذا اصفرت الشمس إلى غروب الشمس؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر)) (2)،وإذا كان متعمدًا فقد أدرك الوقت مع الإثم؛ لقوله- عليه الصلاة والسلام:((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقرها أربعًا لا يذكر الله فيها إلا قليلاً)) (3).أما إذا كان ناسيًا أو نائمًا فقد أدركها في الوقت وصلاها أداءً (4).
3 - وقت صلاة المغرب من غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر
؛ لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق)) (5)، لكن الأفضل أن تُصلَّى في أول الوقت؛ لحديث جابر رضي الله عنه في إمامة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ((جاءه المغرب فقال: قم فصلّه فصلى المغرب حين وجبت الشمس)) ثم جاءه في اليوم الثاني المغرب وقتًا واحدًا لم يزل عنه (6)؛ ولحديث رافع بن خديج رضي الله عنه قال: ((كنا نصلي
(1) أخرجه أحمد،3/ 330،والترمذي، برقم 150،والنسائي، برقم 513،وتقدم تخريجه.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب المواقيت، باب من أدرك من الفجر ركعة، برقم 579، ومسلم، كتاب المساجد، باب من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك تلك الصلاة، برقم 607.
(3)
مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب التبكير بالعصر، برقم 622.
(4)
سمعت ذلك من شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز أثناء شرحه لبلوغ المرام، حديث رقم 73، وأثناء تقريره على الروض المربع، 1/ 471، وانظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للإمام ابن باز، 10/ 384.
(5)
أخرجه مسلم، برقم 612، وتقدم تخريجه.
(6)
أحمد، 3/ 330، والترمذي، برقم 150، والنسائي، برقم 513، وتقدم تخريجه.
المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فينصرف أحدنا وإنه ليُبصرُ مواقع نبله)) (1). وسمعت سماحة العلامة الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول عن هذا الحديث إنه: ((يدل على أن التبكير بالمغرب هو السنة المستقرة، لكن هذا لا يدل على أنَّ وقت المغرب وقتٌ واحد، بل آخر وقت المغرب هو غروب الشفق الأحمر)) (2). والسنة أن يصلي بعد الأذان ركعتين ثم تقام صلاة المغرب؛ لحديث عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلّوا قبل صلاة المغرب)) قال في الثالثة: ((لمن شاء)) كراهية أن يتخذها الناس سنة (3). [أي طريقة واجبة مألوفة لا يتخلفون عنها](4). وفي رواية: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل المغرب ركعتين)) (5). وفي حديث أنس رضي الله عنه: ((وكنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب)) (6). وقال رضي الله عنه: ((كنا في المدينة، فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري، فركعوا ركعتين، ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما)) (7). وهذا يدل أن هذه السنة ثبتت بالقول والفعل، والتقرير.
وهذه الأحاديث تدلّ على أن السنة التبكير بصلاة المغرب بعد صلاة ركعتين عقب الأذان، وأن الوقت بين الأذان والإقامة قليل.
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب وقت المغرب، برقم 559، ومسلم، باب بيان أنّ أوّل وقت المغرب عند غروب الشمس، برقم 637.
(2)
سمعته من سماحته أثناء شرحه للحديث رقم 383 من بلوغ المرام.
(3)
البخاري، كتاب التهجد، باب الصلاة قبل المغرب، برقم 1183، 7368.
(4)
انظر: سبل السلام للصنعاني، 3/ 14، وسمعت هذا المعنى من الإمام ابن باز أثناء تقريره على بلوغ المرام حديث رقم 383.
(5)
صحيح ابن حبان [الإحسان] 3/ 59، برقم 1586.
(6)
صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، برقم 836.
(7)
متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب كم بين الأذان والإقامة، برقم 625، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب، برقم 837.