الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيها، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالسجود، ولو كان واجباً لأمره به)) (1).
3 - سجود المستمع إذا سجد القارئ، وإذا لم يسجد لم يسجد
؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة فيسجد ونسجد معه فنزدحم حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعاً يسجد عليه)) (2)،وقال ابن مسعود رضي الله عنه لتميم بن حَذْلم - وهو غلام - فقرأ عليه سجدة فقال:((اسجد فأنت إمامنا فيها)) (3)،فالمستمع الذي ينصت للقارئ ويتابعه في الاستماع يسجد مع القارئ إذا سجد وإذا لم يسجد فلا (4).
أما السامع الذي لا يقصد سماع القرآن وإنما مر فسمع القراءة وسجد القارئ، فإنه لا يلزمه السجود، قيل لعمران بن حصين رضي الله عنه: الرجل يسمع السجدة ولم يجلس لها، قال:((أرأيت لو قعد لها)) كأنه لا يوجبه عليه (5). وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((ما لهذا غدونا)) (6)، وقال عثمان رضي الله عنه:((إنما السجدة على من استمعها)) (7)، وأما المستمع بقصدٍ فقال ابن بطال:
(1) حاشية الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز على فتح الباري لابن حجر، 2/ 558.
(2)
متفق عليه: البخاري، برقم 1075، ومسلم، برقم 575، وتقدم تخريجه.
(3)
البخاري، كتاب سجود القرآن، باب من سجد لسجود القارئ، رقم الباب 8، قبل الحديث رقم1075، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري،2/ 556:((وصله سعيد بن منصور)).
(4)
انظر: فتح الباري لابن حجر، 2/ 558، والمغني لابن قدامة، 2/ 366، والشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 131.
(5)
البخاري، كتاب سجود القرآن، باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود، قبل الحديث رقم 1087، وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري أنه وصله ابن أبي شيبة بمعناه، ثم صحح إسناده ابن حجر في الفتح، 2/ 558.
(6)
أخرجه البخاري في الكتاب والباب السابقين، وذكر ابن حجر أنه طرف من أثر وصله عبد الرزاق قال: مرَّ سلمان على قوم قعود فقرؤوا السجدة فسجدوا، فقيل له فقال:((ليس لهذا غدونا))، قال الحافظ في الفتح، 2/ 558:((وإسناده صحيح)).
(7)
البخاري، في الكتاب والباب السابقين، وذكر الحافظ في الفتح، 2/ 558 أن عبد الرزاق وصله، وابن أبي شيبة قال: والطريقان صحيحان.