الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
مظاهر الوسوسة عند الموسوسين:
1_ التأخر في حال الاستنجاء، أو الوضوء والاغتسال، وهذه أغلب حالات الوسواس
.
2_ تكرار الوضوء، أو الطهارة، أو الصلاة، والإسراف في ماء الطهارة
، وإعادة هذه العبادات؛ لأنه يظن أنها فاسدة.
3_ تكرير الحرف في ألفاظ القراءة، أو أذكار الصلاة وغيرها
، كما ذكر ابن قدامة رحمه الله في ذم الموسوسين، وابن القيم في إغاثة اللهفان رحمه الله.
4 - إبدال الملابس؛ لأنه يتوهَّم أنه أصابها نجاسة
.
5_ وسوستهم في العقيدة
، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ))، وفي لفظ لمسلم:((لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ))، وفي رواية لمسلم:((يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ))، ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ وَزَادَ:((وَرُسُلِهِ)) (1).
وعن زُمَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: مَا شَيءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ! قَالَ: فَقَالَ لِي أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ؟ قَالَ وَضَحِكَ. قَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ
…
)) الخبر، وفي آخره قال ابن عباس: ((إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، برقم 3276، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم 134.
وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيمٌ} (1)(2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:((جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: ((أوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ)). قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: ((ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ))، وفي لفظ:((تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ)) (3).
وقوله: ((ذاك صريح الإيمان)) معناه: أن صريح الإيمان هو الذي يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم، والتصديق به حتى يصير ذلك وسوسة (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَنَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ، يُعَرّضُ بِالشَّيْءِ؛ لَأَنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ:((اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ))، وفي لفظ:((رَدَّ أَمْرَهُ)) (5).
والوسوسة خطيرة على المسلم، وقد ذكر الوسوسة وأحكامها، وأخطارها العلماء رحمهم الله تعالى، ومن أعظم من فصَّل في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في:((مجموع الفتاوى)) (6)، وتلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه: ((إغاثة اللهفان من مصائد
(1) سورة الحديد، الآية:3.
(2)
أبو داود، كتاب الأدب، باب في الوسوسة، برقم 5110، وحسن إسناده الألباني في صحيح سنن أبي داود، 3/ 256.
(3)
مسلم، كتاب الإيمان، باب الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجده، برقم 132.
(4)
انظر: معالم السنن للخطابي، 4/ 136.
(5)
أبو داود، برقم 5112، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 3/ 256، وتقدم تخريجه في تعريف الوسوسة.
(6)
انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 22/ 603 - 613.