الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني: أن الدعاء فيه ليس دعاءً راتباً محدداً
؛ بل يدعو في كل وقت ونازلة بما يناسب ذلك الوقت أو النازلة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه رضي الله عنهم (1).
النوع الثالث: صلاة الضحى:
1 - صلاة الضحى سنة مؤكدة
(2)؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وأرشد إليها أصحابه، وأوصى بها، والوصية لرجل واحد وصية للأمة كلها إلا إذا دلَّ الدليل على اختصاصه بها؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث [لا أدعهن حتى أموت]: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام)) (3)؛ ولحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت، بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر)) (4).
وسمعت سماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله يقول: ((هذان الحديثان الصحيحان حجة قائمة للدلالة على شرعية سنة الضحى وأنها سنة مؤكدة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إذا أوصى بشيء فوصيته للأمة وليست خاصة بذلك الشخص، وهكذا إذا أمر أو نهى، فالحكم عام، إلا أن يخصه بشيء فيقول: هذا لك خاصة، وكون النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلها دائماً لا ينافي سنيتها، فقد يفعل الشيء لبيان سنيته، وقد يتركه لبيان عدم وجوبه)) (5).
وقد رجح النووي رحمه الله أن سنة الضحى سنة مؤكدة بعد أن ذكر الأحاديث في ذلك، قال: ((هذه الأحاديث كلها متفقة لا اختلاف
(1) انظر: فتاوى ابن تيمية، 23/ 109، وزاد المعاد، 1/ 282.
(2)
انظر: مجموع فتاوى الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، 11/ 399.
(3)
متفق عليه: البخاري، برقم 1981، ومسلم، برقم 721، وتقدم تخريجه.
(4)
مسلم، برقم 722، وتقدم تخريجه.
(5)
سمعته من سماحته رحمه الله أثناء تقريره على بلوغ المرام، الحديث رقم 415.