الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورحمة)) (1)؛ ولحديث عائشة رضي الله عنها أنها سُئِلت كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ((كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع)) (2).
وفي هذه الأحاديث الحثُّ على المداومة على العمل وإن قلّ، والاقتصاد في العبادة، واجتناب التعمق والتشدد، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ (3).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن الله لا يملُّ حتى تملُّوا)) هذا الملل لا يشابه ملل المخلوقين، وليس فيه نقص ولا عيب، بل كما يليق بالله عز وجل، وسمعت الإمام عبد العزيز ابن باز-رحمه الله يقول:((هذا مثل بقية الصفات، ومن مقتضاه أنه لا يقطع الثواب حتى تقطعوا العمل)) (4).
سابعاً: جواز صلاة التطوع جماعة أحياناً:
لا بأس أن يصلي المسلم صلاة التطوع جماعة أحياناً؛ لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فأطال حتى هممت بأمر سوءٍ، قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه)) (5)؛ ولحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مسترسلاً، إذا مرَّ بآية تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذٍ
تعوَّذ
…
)) (6). وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: ((قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ سورة البقرة، لا يمرُّ بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمرُّ بآية عذاب
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، برقم 6464، 6467، ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، برقم 2818.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، برقم 6466، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب فضيلة العمل الدائم، برقم 783.
(3)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 316.
(4)
سمعته من سماحته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1970.
(5)
متفق عليه: البخاري، برقم 1135، ومسلم، برقم 773، ويأتي تخريجه.
(6)
مسلم، برقم 772، ويأتي تخريجه.
إلا وقف وتعوَّذ، ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه:((سبحان ذي الجبروت، والملكوت، والكبرياء، والعظمة)) ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة)) (1).
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في وصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قام من الليل قال فقمت إلى جنبه
…
)) (2).
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه، ثم قال:((قوموا فأصلي لكم))، قال أنس بن مالك: فقمت إلى حصير لنا قد اسودَّ من طول ما لُبِسَ فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت أنا واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف)) (3).
وفي حديث أنس الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهم هو وأمه، وأم حرام خالة أنس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((قوموا فلأصلي بكم)) في غير وقت صلاة، فصلَّى بهم، وجعل أنس عن يمينه، وأقام المرأة خلفهم (4).
وعن عِتبان بن مالك رضي الله عنه أنه كان يصلي بقومه فحال بينه وبينهم وادٍ إذا جاءت الأمطار شقَّ عليه اجتيازُه، وقد أنكر بصره، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليه ويصلي في بيته في مكان يتخذه مصلى، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه، فلم يجلس حتى قال:((أين تحبُّ أن أصلّيَ من بيتك؟)) فأشار إليه إلى المكان الذي يحب، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبَّرَ وصفَفْنا وراءه، فصلى ركعتين ثم سلَّم، وسلَّمنا حين سلَّم
…
وفي آخر الحديث: ((
…
فإن الله قد
(1) أبو داود، برقم 873، والنسائي، برقم 1049، ويأتي تخريجه.
(2)
متفق عليه: البخاري، برقم 992، ومسلم، برقم 82 - (763)، ويأتي تخريجه.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة على الحصير، برقم 380، ومسلم، كتاب المساجد، باب جواز صلاة الجماعة في النافلة، برقم 658.
(4)
متفق عليه، ولفظه لمسلم: البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة على الحصير، برقم 380، ومسلم، كتاب المساجد، باب جواز الجماعة في النافلة، برقم 660.