الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقدٍ، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقُدْ، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضأ انحلَّت عقدة، فإن صلى انحلَّت عُقَدُهُ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)) (1)؛ ولحديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل)) (2)، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رؤيا فقصها على أخته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها فقصَّتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)) فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يُبغض كل جعظريٍّ جوَّاظ (4)، سخَّاب (5) بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالمٍ جاهل بأمر الآخرة)) (6).
3 - قصر الأمل وتذكر الموت
؛ فإنه يدفع على العمل ويذهب الكسل؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب عقد الشيطان، على قافية الرأس إذا لم يصلّ بالليل، برقم 1142، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الحث على صلاة الليل، برقم 776.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، برقم 1152، وقد أخرجه في سبعة عشر موضعاً بألفاظ مفيدة في الصيام والصلاة والحقوق وهذه المواضع أولها برقم 1131. وأخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر، برقم 185 - (1159).
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب فضل قيام الليل، برقم 1121، 1122، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما برقم 2479.
(4)
الجعظري: الشديد الغليظ، والجواظ: الأكول، وقيل: الجموع المنوع.
(5)
السخاب والصخاب: الصياح. انظر: الترغيب والترهيب للمنذري، 1/ 500.
(6)
ابن حبان في [الإحسان]، برقم 72، 1/ 273، والبيهقي في السنن، وصحح إسناده على شرط مسلم شعيب الأرنؤوط في حاشيته على صحيح ابن حبان، (الإحسان)، 1/ 274، وصحح إسناده الألباني في الصحيحة، برقم 195، وحسَّن إسناده في صحيح الترغيب برقم 645.
بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).وكان ابن عمر يقول: ((إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)) (1).
قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -:
اغتنم في الفراغ فضل ركوعٍ
…
فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غيرسقمٍ
…
ذهبت نفسه الصحيحة فلتة (2)
ولَمّا نُعي إليه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الحافظ أنشد:
إن عشت تفجع بالأحبة كلهم
…
وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع (3)
وقال آخر:
صلاتك نورٌ والعباد رقودٌ
…
ونومك ضد للصلاة عنيد
وعمرك غُنمٌ إن عقلت ومهلةٌ
…
يسيرُ ويفنى دائباً ويبيد (4)
وقال بعض الصالحين:
عجبتُ من جسمٍ ومن صحةٍ
…
ومن فتىً نام إلى الفجر
فالموتُ لا تؤمن خطفاتُهُ
…
في ظلم الليل إذا يسرِي
من بين منقول إلى حفرةٍ
…
يفترش الأعمال في القبر
وبين مأخوذٍ على غِرَّةٍ
…
بات طويل الكبر والفخر
عاجله الموتُ على غفلةٍ
…
فمات محسوراً إلى خسر (5)
(1) البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((كن في الدنيا كأنك غريب)) برقم 6416.
(2)
هدي الساري مقدمة صحيح البخاري، لابن حجر، ص481.
(3)
المرجع السابق، ص481.
(4)
قيام الليل لمحمد بن نصر، ص42، والتهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا، ص329.
(5)
التهجد وقيام الليل، لابن أبي الدنيا، ص33، وقيام الليل لمحمد بن نصر، ص92.