الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسمع كل ما يقول الناس الذين أتوا لدفنه، فهل هذا صحيح أم لا؟ (1)
ج: أمور البرزخ وأمور الموت هي الأمور العظيمة الغيبية، التي لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى، وما يقوله الناس في هذا الباب لا يعتمد عليه، وإنما الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:«إنه ليسمع قرع نعالهم (2)» يعني بعد انصرافهم وبعد الدفن، هذا هو المحفوظ، أما سماع ما يقول الناس وما يتحدثون به فلم يرد فيه شيء فيما نعلم، ولا يجوز الجزم بذلك إلا بدليل، فهو عليه الصلاة والسلام ذكر أنه يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا من دفنه، فلا يجوز لمؤمن ولا لغيره أن يجزم بشيء عن الأموات إلا بدليل.
(1) السؤال السابع من الشريط رقم (27).
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال، برقم (1338)، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، برقم (2870).
106 -
حكم التقاء الأرواح بعد الموت وتعارفهم
س: هل تلتقي الأرواح بعد الموت حتى وإن بعثت، أو بعدت المسافات بين الأجساد، بوجود أحدهما في مدينة، والآخر في مدينة أخرى؟ فقد علمنا كما يقول صاحب السؤال أن أصحاب المقبرة يستقبلون الميت الطيب، فهل يقتصر الاستقبال على المقبرة التي سوف يدفن
فيها أم لا؟ وقد علم ذلك أيضا، قد علم ذلك الاستقبال من الرؤى لعدة أشخاص؟ (1)
ج: أما من حيث الأدلة الشرعية فلا أعلم في باب ذلك شيئا من الآيات والأحاديث مما يدل على تلاقي الأرواح، وأنها تتعارف وتتلاقى وتتساءل.
أما المرائي فكثيرة، المرائي رؤيا المؤمنين، فإن المرائي كثيرة في تلاقي الأرواح واستبشارهم بروح المؤمن، إذا كان المؤمنون يستبشرون بروح المؤمن، والكفار كذلك، يسوؤهم ما يحصل لهم من أرواح أخرى يذهب بهم إلى النار، هذه المرائي كثيرة في تلاقي الأرواح، كذلك مراء تدل على أن الميت قد يبين لأهله شيئا لم يذكره لهم، وقد يقولون: عليه دين لفلان. ثم يسأل ويصدق، قد يقول: تجدون في المحل الفلاني كذا، ويجدونه، وقد يأتي بأشياء في المرائي يصدقها الواقع، هذا واقع في المرائي، وقد حدث بهذا كثير من الناس الثقات بأنه رأى أباه، أو رأى أخاه، أو رأى فلانا، فقال: أعطوا فلانا عني كذا وكذا، أعطوا فلانا عنى كذا وكذا، لأنه يطلبني كذا وكذا، فيسألون الشخص، فيقول: نعم، إني أطلبه كذا وكذا، هذا وقع في مراء كثيرة، وليس هذا ببعيد، فهذا ممكن.
(1) السؤال السابع من الشريط رقم (310).
س: السائل من اليمن ومقيم في جدة، يقول: أفتوني هل الموتى الذين أرواحهم في البرزخ، هل يلتقي بعضهم ببعض؟ وهل يتعارفون؟ (1)
ج: هذا لم يرد فيه شيء واضح يجزم به، لكن هناك وقائع قد تتلاقى الأرواح، ولكن ليس هناك شيء نعلمه من الأحاديث الصحيحة يدل على هذا، قد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:«إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة (2)» وقال عليه الصلاة والسلام: «وأرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل (3)» هذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما تلاقيها في الدنيا، تلاقيها روح الميت مع النائم لا أعلم فيه شيئا صحيحا، ولكن ذكر ابن القيم وغيره أن هذا واقع، وأنه قد تتلاقى الأرواح، والناس يقولون أشياء كثيرة من هذا من التلاقي الدال على أنه موجود، والله جل وعلا على كل شيء قدير، سبحانه وتعالى، فإن أمر الروح أمر غريب أمر خاص، فبالإمكان أنها في الجنة، وأنها تتلاقى مع
(1) السؤال الثالث من الشريط رقم (372).
(2)
أخرجه النسائي في المجتبى في كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين، برقم (2073)، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، برقم (4271)، واللفظ لابن ماجه.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب بيان أرواح الشهداء في الجنة وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، برقم (1887).