الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا خاص بالنجاشي فقط، لأنه مات كثيرون ولم يصل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: من كان مثل النجاشي له قدر في الإسلام، وله شأن شرعت الصلاة عليه صلاة الغائب، وإلا فلا، وهذا القول وجيه وقريب، من كان له شأن في الإسلام، وإن ترك ولم يصل عليه اكتفاء بمن صلى عليه، فالحمد لله.
32 -
حكم الصلاة على قاتل نفسه ودفنه في مقابر المسلمين
س: هل يعد قاتل نفسه من المخلدين في النار؟ وإذا كان كذلك فهل يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويعزى أهله فيه ويستغفر له؟ (1)
ج: قتل النفس من أكبر الكبائر، من أعظم الجرائم، قد حرم الله على العبد أن يقتل نفسه قال الله جل وعلا:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (2) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة (3)» هكذا يقول صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه
(1) السؤال الأول من الشريط رقم (362).
(2)
سورة النساء الآية 29
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وأن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار، وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، برقم (110).
بشيء عذب به يوم القيامة، حديدة أو سيف أو بندق أو غير ذلك فالواجب الحذر، ولو أصابه شدة، ولو أصابه مرض شديد أو قلق أو غير ذلك يجب عليه أن يتقي الله، وأن يحذر قتل نفسه، لكن لا يخلد في النار خلود الكفار، من جنس بقية أهل المعاصي تحت مشيئة الله جل وعلا، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1) فقتل النفس من جملة المعاصي التي دون الشرك، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه على قدر الجريمة التي فعلها، ثم بعد التطهير والتمحيص، يخرجه الله من النار إلى الجنة، بسبب توحيده وإيمانه وإسلامه الذي مات عليه.
(1) سورة النساء الآية 48
س: وجدنا شخصا ميتا معلقا في شجرة، وفي عنقه حبل، ولا ندري: هل قتل نفسه بالخنق، أو علقه أحد بعد أن قتله، فإذا كان هو الذي علق نفسه بالحبل في الشجرة لكي يموت فهل يصلي عليه المسلمون أم لا؟ (1)
ج: هذا إذا كان مسلما فإنه يصلى عليه، سواء كان قتل نفسه، أو قتله غيره، يصلى عليه وإن كان أتى جريمة عظيمة، ومن قتل نفسه بالخنق فقد أتى جريمة عظيمة؛ لأن المسلم ليس له أن يقتل نفسه، الله جل وعلا حرم
(1) السؤال الخامس من الشريط رقم (42).