الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنا خيرا، تصدق عنه بالمال، تحج عنه، تعتمر عنه، تقضي دينه كل هذا طيب كله ينفع، أما أن تقرأ عنه القرآن أو تصلي عنه هذا لم يرد.
س: هل تجوز قراءة القرآن عن الميت؟ (1)
ج: لم يشرع هذا، الميت منقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فقراءة القرآن عليه لا تنفعه ولا يستفيد منها، لأنه لا يسمعها، ولا يستفيد منها بعد الموت.
(1) السؤال الرابع من الشريط رقم (265).
163 -
حكم قراءة سورة معينة من القرآن عند القبور
س: هل قراءة القرآن عند القبور بدعة، وخاصة سورة الفاتحة وسورة البقرة، علما بأني قرأت في كتاب الروح لابن القيم عن قراءة القرآن عند دفن الميت، وقراءة القرآن أيضا عقيب الدفن، ومثال ذكر على ذلك أن جماعة من السلف أوصوا بأن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال عبد الحق: يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة، وممن رأى ذلك المعلى بن عبد الرحمن، وكان الإمام أحمد ينكر ذلك أولا حيث لم يبلغه فيه أثر، ثم رجع عن ذلك، أفيدونا عن هذا الأمر جزاكم الله خيرا. (1)
(1) السؤال الثامن من الشريط رقم (274).
ج: القراءة عند القبور بدعة، ولا يجوز فعلها، ولا الصلاة عندها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولا أرشد إليه ولا خلفاؤه الراشدون؛ ولأن هذا مما يفعل في المساجد والبيوت، يقول صلى الله عليه وسلم:«اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا (1)» فدل إلى أن القبور ما يصلى عندها ولا يقرأ عندها، لأن هذا من خصائص المساجد والبيوت، إنما يسلم على أهلها يزارون ويسلم عليهم ويدعى لها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال:«استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل (2)» ولم يقرأ عنده ولم يقم بالقراءة عنده، وما يروى عن عبد الله بن عمر إن صح عنه لا يعول عليه، لأن العبادات تتلقى من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من القرآن، ولا يحتج فيها بقول صاحب ولا غيره ما عدا الخلفاء الراشدين، حيث قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ (3)» فما جاء عن الخلفاء الراشدين يعتمد إذا كان لا يخالف سنته عليه الصلاة والسلام، وأما ما يروى عن ابن عمر أو غيره من الصحابة
(1) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب كراهية الصلاة في المقابر، برقم (432)، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد، برقم (777).
(2)
أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز باب الاستغفار عند القبر للميت في وقت الانصراف برقم (3221).
(3)
أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب لزوم السنة، برقم (4607) والترمذي في كتاب العلم عن رسول الله، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع برقم (2676) وابن ماجه في كتاب المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين برقم (42) واللفظ لأبي داود.