الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قولي العلماء ولو كان ما جحد الوجوب، فإن العلماء اختلفوا فيمن تركها تكاسلا هل يكفر أم لا، والأرجح أنه يكفر والعياذ بالله إذا تركها تكاسلا، أما إذا تركها جاحدا للوجوب كفر إجماعا، نسأل الله العافية، مثل هذا لا يدعى له، ولكن إذا دعا لهم هم، قال: أحسن الله عزاءكم، أو: جبر مصيبتكم، أو: عوضكم الله خيرا منه، أو ما أشبه ذلك، فلا بأس بذلك، ولكن ينبغي له أن يطمئنهم أن مثل هذا ليس كفؤا للحزن عليه، وليس أهلا للحزن عليه، لما هو عليه من الباطل والكفر، نسأل الله العافية، فينصحهم ويدعو لهم بالدعوة المناسبة.
249 -
حكم التعزية فيمن مات بالانتحار أو ارتكاب المحرمات
س: أحيانا تحدث وفاة شخص إما متعمدا للانتحار، أو شخص سكير شرب مسكرا يحتوي على كمية كبيرة من المسكر، أو المسكرات المؤدية للوفاة، أو شخص اعتدى عليه بالقتل للخلاص من شره، فهل يجوز مواساة والدة المتوفى لسبب من هذه الأسباب، أو لمن يمت إليه بصلة؟ حيث إنني أتردد كثيرا، هل أذهب أم لا، فتوجهت إليكم لترشدوني إلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى، جزاكم الله خيرا (1)
(1) السؤال الرابع عشر من الشريط رقم (89).
ج: نعم، لا بأس بالتعزية، بل تستحب التعزية، ولو كان بهذه المثابة، وإن كان عاصيا، إذا انتحر أو قتله من اعتدى عليه، أو قتل قصاصا، أو قتل حدا كالزاني المحصن لنفسه، وهكذا من شرب الخمر حتى مات بسبب ذلك إذا كان لم يستحل ذلك، ولم يبد منه ما يوجب ردة في الأقوال أو الأعمال فهذا عاص، ولا مانع من تعزية أهله في ذلك، ولا مانع من الدعاء له بالمغفرة والرحمة، ويغسل ويصلى عليه، لكن لا يصلي عليه أعيان المسلمين مثل السلطان والقاضي ونحو ذلك، يصلي عليه بعض الناس من باب الزجر عن عمله السيئ إذا كان قتل نفسه، أو مات بسبب تعاطيه المسكرات، أما إذا مات بالعدوان عليه بظلم فهذا مظلوم يصلى عليه، ويدعى له، أو كالذي مات بالقصاص بأن قتل قصاصا؛ لأنه قتل فقتل قصصا، هذا يصلى عليه أيضا، ويدعى له ويعزى أهله في ذلك إذا كان مسلما، إذا كان ليس عنده ما يوجب ردته.
س: هل يجوز لنا تعزية أهل الميت إذا كان الميت توفي عن طريق الانتحار؟ (1)
ج: نعم يعزون ويدعى له بالمغفرة إذا مات مسلما، إذا كان مسلما فانتحاره لا يخرجه من دائرة الإسلام، كبيرة من الكبائر. ويدعى له بالعفو والمغفرة، ويصلى عليه، لكن لا يصلي عليه يعني السلطان أو الأمير أو
(1) السؤال العشرون من الشريط رقم (344).