الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالموت والمصيبة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما جاء خبر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أنه توفي يوم مؤتة، أمر أهله أن يصنعوا لآل جعفر طعاما، فقال:«اصنعوا لآل جعفر طعاما؛ فقد أتاهم ما يشغلهم (1)» فالسنة أن الجيران والأقارب يبعثون لأهل الميت طعاما، أما كون أهل الميت يقومون بذلك، ويصنعون الطعام ويجمعون الناس فلا، هذا غير مشروع، بل هو من عمل الجاهلية، قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه الصحابي الجليل:«كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام عند الدفن من النياحة (2)» لكن إذا جاءهم طعام ودعوا إليه جيرانهم أو ضيوفهم وأكلوا فلا بأس، الطعام الذي يأتيهم من جيرانهم، ومن أقاربهم إذا أكل معهم جيرانهم أو ضيوفهم فلا بأس بذلك.
(1) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت برقم (998)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، برقم (1610).
(2)
أخرجه أحمد في مسنده: من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6866).
258 -
مسألة في
حكم الاجتماع في بيت أهل الميت والإتيان بالأطعمة ثلاثة أيام
س: عندما يموت إنسان يجتمع الناس في بيت أهل الميت، وكل واحد يأتي بأكل معين لمدة ثلاثة أيام، ما رأيكم في هذا؟ وما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيرا (1)
(1) السؤال الثاني والعشرون من الشريط رقم (350).
ج: الاجتماع الذي يحصل به تعطيل الأعمال لا دليل عليه، الأفضل ترك ذلك، ولا ينبغي مثل هذا، أما أهل الميت إذا جلسوا في محلهم المعتاد حتى يسلم عليهم الناس، ويعزونهم فلا بأس، لكن ليس لهم أن يصنعوا للناس طعاما، أما إذا صنع بعض الناس لهم طعاما أرسله إليهم فلا بأس، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه أمر أهل بيته أن يصنعوا لآل جعفر طعاما لما جاء خبر موته رضي الله عنه (1)» جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، لما جاء خبر قتله رضي الله عنه يوم مؤتة، وقال:«إنهم أتاهم ما يشغلهم (2)» فإذا صنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاما أيام الحزن فلا بأس، وإذا نادوا عليه من يأكل معهم فلا بأس، أما أن يقوموا هم بصنع الطعام للناس ودعوة الناس فهذا لا أصل له، بل يجب تركه؛ لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:«كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة (3)» النياحة محرمة، لكن إذا زارهم الناس وعزوهم وشربوا القهوة أو الشاي، أو أكلوا طعاما قد أهدي إليهم، وأكلوا معهم منه لا حرج عليهم في هذا.
(1) أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت برقم (998)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، برقم (1610).
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت برقم (998)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، برقم (1610).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده: من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6866).
س: المستمع ع. ع. ح. سوداني، يقول: في المآتم عندنا يستمر المأتم ما يقارب شهرا، وخلاله ينفق الكثير من المال، فهل يعتبر هذا صدقة
للمتوفى أم أنه تبذير؟ جزاكم الله خيرا (1)
ج: إقامة المأتم لا تجوز، فالواجب على أهل الميت الصبر والاحتساب، وألا يقيموا أي مأتم، هذا هو الواجب عليهم، لكن إذا بعث إليهم جيرانهم أو أقاربهم طعاما فلا بأس، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر أهل بيته أن يبعثوا إلى آل جعفر طعاما لما قتل رضي الله عنه، وجاء خبره قال:«فإنهم أتاهم ما يشغلهم (2)» فلا بأس في ذلك إن جاءهم الطعام، فيدعون إليه جيرانهم ومن حولهم ليأكلوا معهم؛ لأنه كثير، فلا بأس أن يدعوا من يأكل معهم، أما أنهم يصنعونه للناس فلا يجوز هذا، هذا من المأتم المنهي عنه، يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه الصحابي الجليل:«كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنع الطعام من النياحة (3)» النياحة المنهي عنها، فالواجب على المسلمين التقيد بالأمر الشرعي، وعدم إيجاد المآتم التي يفعلها أهل الجاهلية، وتعتبر من النياحة، ولكن يستحب لجيرانهم أو أقاربهم أن يبعثوا إليهم طعاما، فإنهم قد أتاهم ما يشغلهم، وإذا كان الطعام كثيرا ودعوا إليه من يأكل معهم فلا بأس.
(1) السؤال الثامن عشر من الشريط رقم (326).
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت برقم (998)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، برقم (1610).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده: من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6866).