الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مت وأنت موجود في بلدنا أرجو منك أن تدفنني بعيدا عن أهلك، وشاءت الأقدار أنها توفيت وأنا في السفر، فهل يصح عند عودتي من السفر أن أنقلها إلى مكان آخر؟ (1)
ج: لا، بل ما دامت دفنت في محل بين المسلمين فلا تنقلها، ولو كنت حاضرا لم تلزمك هذه الوصية، بل تدفنها في المحل المناسب ولو كان بخلاف وصيتها؛ لأن الوصية التي تخالف شرع الله لا يلزم تنفيذها، فلو كنت حاضرا شرع لك دفنها في المحل المناسب بين المسلمين، وإذا كنت غائبا وقد دفنت في محل بين المسلمين فلا تنقلها، أما إذا كانت دفنت في محل بين الكفار، أو في محل غير لائق في طريق الناس قد يطؤها الناس، أو في محل عليه خطر من السيل يجرفه فلا بأس أن تنقلها إلى المحل المناسب بين المسلمين من باب الإحسان، وأما قولك: شاءت الأقدار، فإن الأقدار لا تشاء، وإنما المشيئة لله رب العالمين. وفق الله الجميع.
(1) السؤال السادس من الشريط رقم (176).
127 -
حكم فتح القبر بعد الدفن للتأكد من الميت
س: إنني لا أعرف والدي ولا والدتي، حيث توفيا في سن مبكرة، ولم يربني إلا خالتي أخت أمي إلى أن أصبحنا في سن الاعتماد على
الله، ثم على النفس، وحيث كنا ثلاثة إخوة توفي أخي الأكبر، وعندما توفي كان ذلك في الماضي حيث الجهل والخرافات، قال الناس لخالتي: إن موت أخي كان غير طبيعي، وإنه قد خطفه الجن، ودارت الشكوك على خالتي، وبعد ثلاثة أيام من العزاء ذهبنا، ففتحنا القبر وتأكدنا، وإذا بالمتوفى داخل القبر، ثم أعدناه كما كان، هل في تصرفنا هذا شيء؟ وجهونا، وإذا كان علينا من كفارة، جزاكم الله خيرا (1)
ج: الواجب على المؤمن الحذر من وسواس الشيطان، ومن طاعة دعاة الشيطان، فالمسلم متى دفن لم يفدهم أن ينظر ماذا أصابه؟ أو ماذا حل به؟ بل يدعى له بالمغفرة والرحمة، إذا كان مسلما، ولا حاجة إلى أن يفتش القبر لدعوى أنه خطفته الجن، أو لدعوى أن كذا، أو لدعوى أنه كذا، كل هذا لا ينبغي؛ لأنه قد يفتش القبر فترى أشياء تحزن من كشف القبر، قد يرى أنه يعذب، فلا ينبغي أن يراجع القبر إلا لحاجة لا بد منها، مثل لو نسي الدافنون حاجة مهمة، مثل آلة الحفر، أو ما أشبه هذا لا بأس أن ينبشوا حتى يأخذوا حاجتهم، أما لأجل وساوس الشيطان أو دعاوى الجهلة فلا، بل يدعى له بالمغفرة والرحمة، ولا يعاد نبشه لأجل ادعاء، من أجل قول فلان أنه أخذته الجن، أو بنشوف أنه معذب أو
(1) السؤال الأول من الشريط رقم (364).