الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أن القبور ما يصلى فيها، ولا يقرأ عندها، اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، هذا يدل على أن البيوت هي محل القراءة، أما القبور فليست محلا للصلاة والقراءة، فالبيت يصلى فيه النافلة، يصلي فيه المريض العاجز عن المسجد، يقرأ في البيت كل هذا طيب، أما القبور فإنما تزار للدعاء لهم، والترحم عليهم، والإحسان إليهم بالدعاء، أما أن يتخذها للصلاة عندها أو للذبح عندها أو للقراءة عندها فهذا بدعة.
169 -
حكم الوعظ عند القبور
س: بالنسبة للوعظ عند القبور ما رأيكم فيه؟ (1)
ج: الوعظ لا بأس به، النبي وعظ عند القبر جاء عنه صلى الله عليه وسلم من حديث علي، ومن حديث البراء بن عازب، أنه وعظ الناس عند القبر وهم ينتظرون، وعظهم وذكرهم عليه الصلاة والسلام.
(1) السؤال الرابع والثلاثون من الشريط رقم (383).
170 -
حكم قراءة سورة يس على الميت الذي كان لا يصلي قبل وفاته
س: كان لي أخ قد وافاه الأجل، وكان مستقيما في سلوكه - أي لا يؤذي أحدا ولا يكذب ولا يرتكب المحرمات - وكل الناس يثنون على أدبه وخلقه، وكان محبوبا من قبل الجميع، ولكنه لم يكن يصلي
ولا يصوم، علما بأنه كان مطربا - أي يغني - ولديه أغان
…
ويستمر في سرد مثل هذا الوصف، ويقول في نهاية رسالته: إنه يقرأ عليه سورة يس عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يس قلب القرآن، لا يقرأها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر الله له، واقرؤوها على موتاكم (1)» ولكني سمعت من برنامجكم الكريم بأن الشخص الميت لا يصل إليه ثواب قراءة القرآن، أرجو التوجيه، جزاكم الله خيرا (2)
ج: الذي لا يصلي حالته سيئة جدا، وقد اختلف العلماء في كفره، إذا كان يقر بأن الصلاة واجبة، ويعرف أنها واجبة وفرض، ولكنه يتساهل، فلا يصلي، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنه عاص، ومعصيته كبيرة أعظم من الزنى، وأعظم من السرقة، ولكنه لا يكون كافرا، بل تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه، إذا كان موحدا مسلما يعبد الله وحده ويعلم أن الصلاة فريضة، ولكنه يتساهل، والقول الثاني: أنه يكفر كفرا أكبر ولو أقر بوجوبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (3)» أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم في
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج15، برقم 16905).
(2)
السؤال السابع من الشريط رقم (100).
(3)
أخرجه أحمد في مسنده من حديث بريدة الأسلمي، رضي الله عنه برقم (22428).
الحديث الآخر: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (1)» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنهما، ولأحاديث أخرى جاءت في الباب، قال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رحمه الله:«لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا تركه كفر غير الصلاة (2)» يعني أن الصحابة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون أن الصلاة من الأعمال التي يكفر تاركها، ولو لم يجحد وجوبها، وهذا القول أصح وأظهر دليلا، فنوصيك أيها السائل ألا تدعو لأخيك هذا، ولا تتصدق عنه، لأنه في ظاهر حاله ليس بمسلم، ولا تدعو عليه أيضا ولا تسبه، وأمره إلى الله، وأما قراءة القرآن: هل يحلق بالميت وينفعه، فهذا أيضا فيه خلاف بين أهل العلم، فمن أهل العلم من قال: إن القراءة تنفع الميت إذا قرأ عليه - يعني: إذا قرأ له؛ ثوب له - قرأ بعض القرآن وجعل ثوابها له، وقال آخرون من أهل العلم: ليس عليه دليل ولا يلحق؛ لأن القرب والعبادات توقيفية، فلا يصار إلى شيء منها إلا بدليل، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة ما يدل على القراءة للأموات، وحديث معقل بن يسار في سورة يس
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم (82).
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم (2622).
ضعيف، ولو صح لكان المراد به المحتضر:«اقرؤوا على موتاكم يس (1)» يعني: المحتضر الذي قد دنا أجله حتى يستفيد وحتى يتذكر، لعل الله يحسن له الخاتمة، فالمعنى: اقرؤوا على المحتضر - على من دنا أجله، من دنا موته - سورة يس، لكنه حديث ضعيف، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم:«لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله (2)» رواه مسلم في الصحيح، معناه: لقنوهم عند حضور الأجل حتى يختم لهم بها، وحتى تكون هذه الكلمة آخر كلامهم، وهي: لا إله إلا الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة (3)» وهذا يدل على أن معنى الموتى المحتضرون، لقنوا موتاكم، يعني: محتضريكم، وبذلك يعلم أن القراءة للموتى ليس عليها دليل، والأظهر عدم وصولها إليهم، ولكنهم ينتفعون بالصدقة عنهم، بالدعاء لهم، بالحج عنهم، بالعمرة عنهم، بقضاء الدين الذي عليهم، كل هذا ينتفعون به بإجماع المسلمين، أما الصلاة عنهم والقراءة لهم فهذا لا يصل إليهم على الصحيح، فإذا كانوا مسلمين فإنهم ينتفعون بذلك، ومن كان غير مسلم لا ينتفع، ومن ترك الصلاة حكمه حكم الكفار على الصحيح.
(1) أخرجه أحمد في مسنده من حديث معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه، برقم (19790)، وأبو داود في كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت، برقم (3121)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر، برقم (1448).
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله، برقم (917).
(3)
أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب في التلقين، برقم (3116).