الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيها خلع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندى.
ودعا لنفسه فى شعبان من هذه السنة. فقال: أنا القحطانى. وبايع الناس.
وكانت له مع الحجاج حروب ووقايع تشيب الأطفال فى المهود. وانحصر لذلك عبد الملك انحصارا شديدا. وبذل الأموال الجمة وجهز الجيوش، واستمر عبد الرحمن يدعى أمير المؤمنين سنة اثنين إلى آخر سنة ثلاث كما يأتى ذكره فى سنة ثلاث وثمانين إنشاء الله تعالى.
ذكر سنة ثلث وثمانين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم سبعة أذرع وثمانية أصابع. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا واثنا عشر إصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفة عبد الملك بن مروان بحاله، وعبد العزيز بمصر. فيها توفى القاضى عبد الرحمن. فولى عبد العزيز مالك بن شراحيل الخولانىّ القضاء بمصر، وهو صاحب المسجد المعروف بمسجد الخولانى بمصر.
وكان تولى قبل عبد الله بن الزبير مع الحجاج، وكان الحجاج يرسل إليه كل سنة ثلثة آلاف دينار وحلة.
ولم يزل الحجاج طول هذه السنة فى أشد الأمر مع عبد الرحمن بن
الأشعث، إلى أن تكاثرت عليه الجيوش من قبل عبد الملك. فهزموا جموع عبد الرحمن فلما رأى عبد الرحمن انهزام جموعه وأنه موخوذ اتكى على سيفه. فقتل نفسه فإنه لشدة بأسه وشجاعته لم يجسر أحدا على قتله حتى قتل نفسه، وكان ذلك فى شهر ذى القعدة من هذه السنة ووجد فى معمعة الحرب طريحا وسيفه مصلبا فيه.
(161)
وبعث الحجاج برأس عبد الرحمن بن الأشعث إلى عبد الملك مع عزاز بن عمرو بن شأس. فلما ورد به وأوصل الكتاب، جعل عبد الملك يقرؤه، فكلما شكّ فى شئ سأل عزاز عنه فأخبره به، فعجب عبد الملك من بيانه وفصاحته مع سواده، فقال متمثلا <من الطويل>:
وإنّ عزازا إن يكن غير واضح
…
فإنّى أحبّ الجون ذا المنكب العمم
وهذا البيت تتمة البيتان المقدم ذكرهما، فلما تمثل عبد الملك بهذا البيت ضحك عزازا من قوله ضحكا غاظ عبد الملك فقال له: ممّ [ضحكت] ويلك! قال: أتعرف عرارا يا أمير المؤمنين الذى قيل فيه هذا
(4)
فى. . . السنة: فى تاريخ الطبرى 2/ 1132 (حوادث 85): «ففيها كان هلاك عبد الرحمان بن محمّد بن الأشعث» ، قارن فيتشا فالييرى، مقالة «ابن الأشعث» 717
(6 - 2،240) وبعث. . . سرّحه: ورد النص فى الأغانى 2/ 384 - 385
(10)
المنكب العمم: انظر الأغانى 2/ 384 حاشية 4
(11)
ذكرهما: انظر هنا ص 237 سطرين 6 - 7