الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد المطلب، أنتم والله فروع قصىّ، وألباب عبد مناف، وصفوة هاشم، فأين أحلامكم الراسية، وعقولكم الكاسية، وحفضكم للأوامر، وحكمكم على العشاير؟ ولكم الصفح الجميل، والعفو الجزيل، مقترنا بشرف النبوة وعزة الرسالة. ولقد ساء والله أمير المؤمنين ما جرى، ولن نعود إلى مثله إلى أن نغيّب فى الثرى. فكتب إليه يقول <من الوافر>:
صدقت وقلت حقا غير أنّى
…
أدرنى لا أراك ولا ترانى
(46)
ولست أقول سوءا فى صديقى
…
ولكنّى أصدّ إذا جفانى
قال: فعاوده واستعذر منه، وأجازه بماية ألف درهم حتى رضى عنه.
وفيها توفيت عايشة أم المؤمنين زوج النبى صلى الله عليه وسلم وأخيها عبد الرحمان وعبد الله بن عامر رضوان الله عليهم أجمعين.
ذكر سنة تسع وخمسين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ثلثة أذرع وسبعة وعشرين إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإحدى عشر إصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفة معوية رضى الله عنه، ونواب الأمصار فى هذه السنة على ما
(10)
فيها: انظر الكامل 3/ 520 (حوادث 58)
(14)
عشرين (عشرون): فى النجوم الزاهرة 1/ 153: «عشر»
يذكر وهو إن الأمير على مكة شرفها الله تعالى عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق، وعلى المدينة-على ساكنها أفضل الصلاة والسلام-الوليد بن عقبة بن أبى سفيان، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى الكوفة النعمان بن بشير، وعلى مصر مسلمة بحاله، والقاضى بها عابس بحاله.
وفيها توفيت أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم، وأبو هريرة رضى الله عنهما.
روى صاحب كتاب العقد أن الذكوانية لما وفدت على معوية وهى بين خادمتين كأنها القبة الفضة، فسفرت عن لثامها وقالت: الحمد لله الذى خلق اللسان فجعل فيه البيان، ودأبه على النعم، وأجرى به القلم، فيما أبرم وحتم، وبرأ وحكم. صرّف الكلام باللغات المختلفة على المعانى المتصرفة، وألفها بالتقديم والتأخير، والأشباه والتباين والتناقض، والمؤالفة والتزايد. قادته القلوب إلى الألسن لكى يثبت محاسن أقوام وينشرها، أو مساويهم فيشهرها. قال (47) معوية: اذكرى حاجتك.
قالت: لإنى لأشكوا رجلا عصى ربك وخالف أمرك. وذكرت إحدى نوابه فأمر لها بكتاب بما تختاره، وأجازها بعشرين الفم.
(7)
كتاب العقد: لم أقف على هذا النص فى العقد الفريد