الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين أمويين وفهريين فى يوم الأضحى. وكان مقدم خيل مروان حسان بن بحدل الكلبى وصاحب خيل عبد الرحمن حسان بن مالك الكلبى.
وقيل إنه لما سار يريد قرطبة وكيف جيشه قيل له: كيف تسير بلا لواء؟ فأمرهم بعمله، فأتى بعمامة وقناة وأرادوا تمييل القناة للعقد عليها، فتطير من ذلك، فأتوا إلى شجرتين من الزيتون متجاورتين وركزوا القناة بينهما. ثم طلع أبو عثمان فعقده، ولم تزل عقدة هذا اللواء على قناتها عند بنى أمية يتباركون بها. وإذا أرادوا تجديد لواء، عقدوه عليها إلى آخر أيام عبد الرحمن بن الحكم بن هشام. فإن الوزراء أرادوا عقد لواء فأحضرت القناة فراو عليها عقدة خلقة ولم يعلموا ما هى. فألقوها وبلغ خبرها إلى الوزير جهور بن يوسف، وهو يوميذ شيخ الوزراء فأنكر أمرها وأخبر أنها تركت للتبرك بها ثم أمر بطلبها فلم توجد، فيقال إن الوهن حصل فى مملكة بنى أمية من ذلك الوقت.
عبد الرحمن بن معوية الداخل
كنيته أبو يزيد وقيل أبو المطرّف، ملك قرطبة كما ذكرناه فى يوم النحر من ذى الحجة سنة ثمان وثلثين وماية، واستخلف عليها (297) أبا عثمان صاحب الأرض.
(3 - 10) قيل. . . يوسف: قارن أخبار مجموعة 84 - 85
(14)
أبو المطرّف: كذا فى البيان المغرب 2/ 47
ثم سار تابعا ليوسف بن عبد الرحمن والصّميل بن حاتم الكلابى، وانتهى إلى يوسف خبره، فخالفه إلى قرطبة فدخلها وأسر أبا عثمان، وكثر عبد الرحمن الجيوش وكرّ عليه فانهزم يوسف، وسار عبد الرحمن فى أثره. فلما توجه العسكران انعقد بينهما الصلح على أن يسلم يوسف للأمير عبد الرحمن الأمر ويسكن بشرقى قرطبة. ورجع عبد الرحمن إلى قرطبة ومعه يوسف والصّميل بن حاتم، وارتهن من يوسف ولديه واستقام الأمر لعبد الرحمن إلى أن دخلت سنة إحدى وأربعين وماية.
فهرب يوسف فى شوال منها إلى مدينة ماردة وجمع عشرين ألفا وسار إلى لقاء عبد الرحمن، فخرج عبد الرحمن إلى المدور، وكان عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم عاملا لعبد الرحمن على إشبيلية، وابنه عمر عاملا على مورور، فاجتمعا بجموع كبيرة، وقصدهما يوسف فهزماه، ورجع عبد الرحمن حين بلغه خبر الوقعة إلى قرطبة، وسار يوسف مهزوما يطوى الأرض والبلاد حتى دخل طليطلة، فأقام بها شهورا، فاغتاله بعض أصحابه، فقتله وأتى عبد الرحمن برأسه، فأمر بنصبها وقتل ابنه أبا زيد، وهرب ولداه أبو الأسود محمد وخضر، وقبض عبد الرحمن على
(1 - 1،461) ثم. . . ميتا: قارن أخبار مجموعة 98 - 101؛ البيان المغرب 2/ 48 - 50؛ الكامل 5/ 498 - 499
(8)
ماردة: انظر نهاية الأرب 23/ 338 حاشية 1
(9)
المدور: انظر معجم البلدان 7/ 417؛ نهاية الأرب 23/ 339 حاشية 2
(11)
مورور: كذا فى أخبار مجموعة 97، انظر أيضا الكامل 6/ 318 بمناسبة أخرى، قارن أيضا نهاية الأرب 23/ 373 حاشية 2
(14 - 15) أبا زيد: كذا فى أخبار مجموعة 100؛ فى نهاية الأرب 23/ 339: «عبد الرحمن بن يوسف. . .»
(15)
أبو الأسود: كذا فى أخبار مجموعة 100؛ البيان المغرب 2/ 50؛ الكامل 5/ 499؛ فى نهاية الأرب 23/ 339: «الأسود»
الصميل، ولم يكن مع يوسف فحبسه. ثم أخرجه ميتا.
وفى هذه السنين التى كان عبد الرحمن فيها مشغولا بحرب يوسف، استرجع الفرنج أهل جلّيقيّة من المسلمين نحو خمسين مدينة وبنى البلاد المعروفة قشتالة. وخرج على عبد الرحمن عبد الغفّار اليحصبى وحيوة بن الملامس، واجتمع معهما جميع اليمانية، وقصدا قرطبة فسار إليها عبد الرحمن وقدم بين يديه عبد الملك بن عمر وأردفه (298) بولده أمية، وكان على مقدمة الجيش. فلما لقيهم أمية انهزم وعاد إلى أبيه فقال له أبوه: أو ما كان معك من الثبات مقدار ما ترسل إلىّ فأنجدك مع قربى منك. وما أظنك هربت إلا من الموت وو الله لا فاتك. ثم قدمه فضرب رقبته بين يديه، واستدعى رجال قومه وعسكره ومواليه ومن انضم إليه من بنى أمية وقال لهم:
ألم تعلموا أنكم كنتم أصحاب الدنيا وملوك الأرض؟ فلم تزالوا بتخاذلكم وعدم التفاتكم إلى ما يظهر من فضايح الانهزام منكم، حتى خرجت مملكتكم عن أيديكم. ثم لم يبق معكم إلاّ هذا الطرف من الأرض، أفتتركونه لهذه السفلة الأوباش يغلبونكم عليه؟ فشلّ كلامهم، وتكلموا بينهم بأن قالوا: إذا كان هذا فعل بابنه ما فعل فما تراه يفعل بأحدنا إذا انهزم.
(1)
الصميل: انظر أخبار مجموعة 101
(3)
جلّيقيّة: انظر الروض المعطار ص 66 - 67؛ نهاية الأرب 23/ 337 حاشية 3
(4)
قشتالة: انظر الروض المعطار ص 161؛ نفح الطيب 1/ 330
(4 - 3،462) وخرج. . . اليمانية: قارن البيان المغرب 2/ 50 - 51؛ الكامل 6/ 9 - 10؛ كتاب العبر 4/ 267 - 268؛ نهاية الأرب 23/ 341 - 343
(4)
عبد الغفّار اليحصبى: فى البيان المغرب 2/ 50: «عبد الغافر اليمانىّ» ؛ فى الكامل 6/ 9؛ كتاب العبر 4/ 266: «عبد الغفّار»
(5)
الملامس: كذا فى أخبار مجموعة 107؛ البيان المغرب 2/ 51؛ فى الكامل 6/ 9:
«ملابس» ، انظر أيضا الكامل 6/ 9 حاشية 3؛ فى كتاب العبر 4/ 268:«قلاقس»
ولما التقا الجمعان كان بينهما القتال بالرماح حتى تقصفت، ثم بالسيوف حتى تكسرت. ثم تجاذبوا باللحا والشعور وتلاكموا بالأيدى إلى أن انهزمت اليمانية. وقتل فى هذه الوقعة فيما ذكر صاحب كتاب الدول عن مؤرخى الأندلس ثلثون ألفا.
وكان عبد الرحمن هذا ملكا عالما فاضلا شاعرا ورعا كثير الغزوات. وولد بدير حنّا من عمل دمشق فى سنة ثلث عشرة وماية. أمه أم ولد بربرية، وتوفى يوم الثلثاء لستّ بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وماية، وولى الأندلس وهو ابن سبع وخمسين سنة وأربعة أشهر،
(3)
صاحب. . . الدول: انظر هنا ص 446، الهامش الموضوعى حاشية سطر 12
(6)
بدير حنّا: فى أخبار مجموعة 50: «. . . بدير حنّا من كورة قنسرين» ؛ فى البيان المغرب 2/ 47: «بموضع يعرف بدير حسينة من دمشق» ، وفى الهامش:«حسنة» ؛ فى معجم البلدان 4/ 135: «دير حنّة: هو دير قديم بالحيرة. . .، ودير حنة بالأكيراح. . . هذا أيضا بظاهر الكوفة والحيرة لا أدرى أهو هذا المذكور هنا أم غيره، وقد ذكر شاهده فى الأكيراح» ؛ فى المنجد (فى الأعلام)، مادّة «دير حنّا الجليل» ، ص 294:«قرية فى الجليل على رابية فيها أربعة أبراج. . .» ، قارن تاريخ إسبانيا الإسلامية لليفي-بروفنسال 1/ 95؛ فى نهاية الأرب 23/ 351:«بدير حنا من عمل دمشق، وقيل بالعلياء من ناحية تدمر»
(7 - 8) وتوفى. . . ماية: فى البيان المغرب 2/ 47: «وتوفى يوم الثلاثاء لست بقين من ربيع الآخر؛ وقيل: لعشر خلون من جمادى الأولى سنة 172» ؛ فى الكامل 6/ 110 (حوادث 171): «وفيها مات عبد الرحمن بن معاوية. . . فى ربيع الآخر وقيل سنة اثنتين وسبعين ومائة وهو أصح» ، كذا فى نفح الطيب 3/ 48؛ فى نفح الطيب 1/ 333:«ومات سنة اثنتين وسبعين، وقيل: إحدى وسبعين ومائة» ؛ وفقا لليفي- بروفنسال، مقالة «عبد الرحمن» 82، توفى فى 25 ربيع الآخر سنة،172؛ وفقا لزامبور، كتاب الأنساب 3، توفى فى 10 جمادى الآخرة سنة 172
(8)
ابن. . . أشهر: فى البيان المغرب 2/ 48: «وقد بلغ تسعا وخمسين سنة؛ وقيل:
ستين سنة»؛ فى نهاية الأرب 23/ 350: «فكان عمره تسعا وخمسين سنة»
وكانت ولايته ثلثا وثلثين سنة وأربعة أشهر وأربعة عشر يوم. وكان أصهب خفيف العارضين سنّاط، بوجهه خال. وذكره أبو محمد بن حزم فى العور (299) من الخلفاء وذكر الجاحظ أنه كان أخشم لا يشم شيا.
نقش خاتمه: بالله يثق عبد الرحمن وبه يعتصم.
نكتة: ومن العجب أنه والمنصور متعاصران فى وقت واحد حازمان، وكل منهما أمه بربرية، هذا قتل ابن أخيه السفاح، وهذا قتل ابن أخيه المغيرة بن الوليد بن معوية، وكلاهما فى تاريخ يوم الاثنين نصف رمضان سنة سبع وستين وماية.
وكان له أحد عشر ذكرا من الأولاد وهم أيوب الشامى ولد بالشام، هشام القايم يعده بالأمر، عبد الله البلنسىّ ولد ببلنسية، مسلمة المعروف بكليب، أمية الذى قتله، يحيى، المنذر، سعيد الخير، محمد، المغيرة، معوية، وتسع بنات.
(1 - 2) أصهب. . . خال: انظر البيان المغرب 2/ 48؛ نفح الطيب 1/ 332؛ نهاية الأرب 23/ 350
(2)
أبو. . . حزم: انظر رسائل ابن حزم 2/ 77
(4)
بالله. . . يعتصم: فى البيان المغرب 48: «عبد الرحمن بقضاء الله راض»
(5 - 8) نكتة. . . ماية: انظر نفح الطيب 3/ 53 - 54
(9 - 12) وهم. . . معوية: فى نهاية الأرب 23/ 352: «وهم أيوب الشامى. . . وسليمان وهشام. . . وعبد الله. . . ومسلمة. . . وأمية، ويحيى، والمنذر، وسعيد الخير، ومحمد، والمغيرة، ومعاوية» ، قارن جمهرة أنساب العرب 94، لا يعرف لعبد الرحمن أولاد اسمهم محمد ومغيرة ومعاوية
(9)
أيوب: قارن هنا ص 465:3 - 4
(10 - 11) عبد الله. . . أمية: انظر تاريخ إسبانيا الإسلامية لليفي-بروفنسال 1/ 153،163
(10)
ببلنسية: انظر نهاية الأرب 23/ 347 حاشية 2
(11)
الذى قتله: انظر الكامل 6/ 9