الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الزهراء إلى قرطبة ودفن بها. وكان له من الأولاد: سليمان، المغيرة، الحكم، عبد الملك، عبيد الله، عبد الجبار. قاضيه المنذر بن سعيد البلّوطىّ.
المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن
كنيته أبو العاص. ولما توفى الناصر بويع ولده المذكور صبيحة يومه، وكان قد بايع له بولايته العهد فى حياته، ونعت المستنصر بالله، (309) وذلك يوم الخميس لثلث خلون من شهر رمضان. وكان ورعا زاهدا عالما عاملا عادلا جماعا للكتب. جمع منها ما لم يجتمع لأحد قبله.
وكان قد رام قطع الخمر من الأندلس وتشدد فى استيصال كروم العنب من ساير بلاده. فقيل له إنهم يعملونها من التين وغيره. فتوقف عن ذلك إلا أنه أمر بإراقتها من ساير البلاد.
وإليه رحل أبو علىّ القالى البغدادى صاحب الأمالى. وكذلك أبو
(4)
الحكم: فى الكامل 8/ 677: «الحاكم»
(5)
أبو العاص: فى البيان المغرب 2/ 233: «أبو المطرّف»
(7 - 12) وكان. . . البلاد: انظر نفح الطيب 1/ 394 - 396
(8 - 6،482) جمع. . . غرس: ورد النص فى نهاية الأرب 23/ 400 - 402
(13)
إليه. . . الأمالى: فى المعجب 59: «ولما وفد على أبيه أبو علىّ القالى. . .»
(13 - 1،481) كذلك أبو. . . العين: انظر وفيات الأعيان 4/ 372
بكر الزبيدى صاحب كتاب مختصر العين.
وكان منذر بن سعيد قاضيه مستمرا من حياة أبيه الناصر حتى توفى.
فولى القضاء ابن بشير الفقيه، فاشترط على المستنصر نفوذ الحكم فيه فمن دونه.
فمن غريب أمره أن امرأة منقطعة كانت لها أريضة تجاور بعض قصوره، فاحتاج إليها لتبنى فيها شيا مما يراد بناه، وسام الوكيل فى ذلك البيع من المرأة فابت.
فأخذه الوكيل قهرا وبنى فيه منظرة بديعة أنفق فيها جملة وافرة.
فوقفت المرأة لابن بشير القاضى، وقصّت عليه قصتها. فقال لها:
انتظرينى عند القصر يوم كذا. فلما كان ذلك اليوم، ركب حماره وقصد الزهراء، وكان المستنصر فى ذلك اليوم بالاتفاق جالس فى تلك المنظرة.
فلما رآه الحجاب بادروا بالاستيذان، فخرج الإذن له فدخل القصر، ومعه حماره. وعلى خرج كبير لا يطيق حمله إلا كثير من الرجال. فقال له المستنصر: ما جاء بالقاضى فى هذا الوقت؟ فقال: أريد ملء هذا الخرج من تراب هذا الموضع. فتعجب منه الحكم وأمر فملئ الخرج. ثم خلا القاضى به وقال: أدل عليك إدلال العلماء (310) على الملوك الحلماء،
(2)
منذر بن سعيد: انظر هنا ص 477، الهامش الموضوعى، حاشية سطر 14
أن هذا الخرج لا يقله على الحمار إلاّ أنا وأنت. فضحك الحكم وقال:
كيف نطيق ذلك أيها القاضى؟ فبكى القاضى وقال: فكيف نطيق أن نطوق هذا المكان أجمعه من سبعة أرضين فى حلقى وحلقك يوم القيمة، وأنا شريكك فى الإثم إن رضيت هذا الحكم؟ فبكا الحكم وقال: وعظت، فأبلغت أيها القاضى. ثم خرج عن المكان وسلمه إلى المرأة بكل ما بنى فيه وغرس.
وغزا الحكم الروم حتى دوّخ بلادهم وزلزل حصونهم حتى زاد فى القطيعة عليهم، وبنا مصانع فى طرقات المسلمين لا حاجة له بها إلا قصد إذلالهم، وافتتح رحمه الله مملكته بحط المغارم، وقبض أيدى العمال، وقطع الخمور.
وكتب المستنصر إلى العزيز صاحب مصر كتابا يشتمه فيه، فأجابه العزيز: أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك والسلام.
ومن قصيدة المستنصر يفتخر فيها وكتب بها إليه يقول <من الطويل>:
ألسنا بنى مروان كيف تبدّلت
…
بنا الحال أو دارت علينا الدواير
إذا ولد المولود منّا تهلّلت
…
له الأرض واهتزّت إليه المنابر
(1)
أن. . . الحمار: فى نهاية الأرب 23/ 401: «أن لا ينقل هذا الخرج على الحمار»
(11 - 16) وكتب. . . المنابر: ورد النص فى نهاية الأرب 23/ 402 باختلاف بسيط
(15 - 16) ألسنا. . . المنابر: ورد البيتان فى رايات المبرّزين 38