الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم تفرق بنو أمية فى البلاد وقتل أكثرهم. ولحق بعضهم بالمغرب كما يأتى ذكر أسماء من تولى منهم بالأندلس آخر هذا الجزء إنشاء الله تعالى.
جامع أخبار بنى أميّة
جميع خلفاء بنى أمية أربعة عشر رجلا بالمشرق. أولهم معوية رضى الله عنه، وآخرهم مروان بن محمد بن مروان، ومدة خلافتهم منذ خلص لهم الأمر وإلى حين قتل مروان بن محمد إحدى وتسعين سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام. منها فتنة بن الزبير وأيامه تسع سنين واثنان وعشرون يوما. فخلص الأمر لهم اثنين وثمانين سنة وشهورا. فكان مدة ملكهم ألف شهر. وقد تأولوا إلى قوله تعالى:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ (288) أَلْفِ شَهْرٍ} أنها أيام بنى أمية.
وروى صاحب كتاب الدول المنقطعة قال: لما خرج السفاح لم
(4 - 11) جامع. . . أمية: انظر البيان المغرب 2/ 38 فالنص متشابه، انظر أيضا تاريخ القضاعى، ص 159؛ مروج الذهب 4/رقم 2275 - 2276؛ نهاية الأرب 21/ 539 - 540
(12)
صاحب. . . المنقطعة: للأسف لم أحصل على نسخة من المؤلّف للمقارنة
يظهر أمره حتى قوا عسكره بأهل خراسان. فأنفذ عسكرا عظيما مع عامر ابن سليمان. فقطع الفرات مروان وتبعه إلى بوصير، وكان مروان صايما وقدم له إفطاره. فسمع الصايح فخرج وعليه سراويل وغلالة قد عقدها فى سراويله، وسيفه يصلت بيده. فوجد الناس فى المعركة فجعل يضرب بسيفه ويتمثل <من الكامل>:
متقلّدين صفايحا هنديّة
…
يتركن من ضربوا كأن لم يولد
وإذا دعوتهم ليوم كريهة
…
وافوك بين مكبّر ومعرّد
فعرفوا صوته فقصدته الخيل فغشيته من كل جانب وحمل عليه نافع ابن عبد الرحمن، وهو لا يعرفه وشد عليه فقتله. وكان أهله وبناته فى كنيسة هناك. فإذا بخادم يحاول الكنيسة وسيفه مشهور بيده فأخذه الخدم الموكلون بالكنيسة وسألوه عن قصده. فقال: إن مروان عهد إلىّ، إذ أيقنت موته أن أضرب رقاب بناته ونسايه فأراد الموكلون قتله. فقال: إن
(6)
متقلّدين. . . يولد: ورد البيت فى الأغانى 12/ 197؛ البيت للجحّاف السّلمى، انظر الأغانى 12/ 197
(8 - 9) نافع. . . فقتله: فى الأغانى 4/ 343: «لمّا استمرّت الهزيمة بمروان، أقام عبد الله بن علىّ. . . وأنفذ أخاه عبد الصمد فى طلبه. . . فقتله» ، انظر أيضا الأغانى 4/ 494؛ فى تاريخ الطبرى 3/ 50:«طعن مروان رجل من أهل البصرة-يقال له المغود وهو لا يعرفه. . . فسبق إليه رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان، فاحتزّ رأسه» ، انظر أيضا تاريخ الطبرى 3/ 46 - 49؛ الكامل 5/ 424 - 428، قارن هنا ص 445:9 - 10
(9 - 1،449) وكان. . . العيال: قارن الكامل 5/ 427 - 428
قتلتمونى لتفقدنّ ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا: انظر ما تقول. قال: إن كنت كاذبا فاقتلونى. قالوا: فدلّنا، فأخذهم فأخرجهم من القرية إلى موضع فيه رمل. فقال: اكشفوا ها هنا، فكشفوا. فإذا القضيب والبرد، وقعب ومصحف قد دفنه كى لا يصير إلى بنى هاشم، فأداه الله إلى أهله.
قال: ولما قتل عامر ابن إسمعيل مروان بن محمد دخل منزله وجلس على فراشه، ودعا بعشاء مروان الذى تركه، ودعا ابنته التى كانت أسرّ بنات مروان وجعل رأس (289) أبيها مروان فى حجرها. وقال: هاك يوم بيوم الحسين قتيل يزيد، ويوم بيوم زيد قتيل هشام، ويوم بيوم يحيى قتيل الوليد بن يزيد، ويوم بيوم هشام بن عقيل قتيل عبيد الله بن زياد.
وأقرب من هذا كله يوم إبراهيم بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن عباس الذى قتله أبوك هذا. فلما فرغ من كلامه قالت: يا عامر إن دهرا أنزل مروان عن فرشه وأقعدك عليه حتى تعشيت عشاءه واستصبحت بمصباحه، لقد أبلغ موعظتك وعمل فى إيقاظك وتنبيهك إن عقلت وتفكرت. ثم صاحت: وأبتاه وأمير المؤمنيناه. فاستحيا عامر وأخذه الرعب من كلامها
(5)
قتل. . . إسمعيل: قارن هنا ص 447، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين 8 - 9
(8)
زيد: يعنى زيد بن علىّ بن الحسين، انظر الكامل /5/ 428/هشام: يعنى هشام بن عبد الملك، انظر الكامل /5/ 428/يحيى: يعنى يحيى بن زيد
وردها إلى رحلها وخرج عن كنيسة العيال، واتصل خبرهم بأبى العباس.
فكتب إلى عامر.
أما كان فى أدب الله لك ما يزجرك عن العشاء بطعام مروان والقعود على مهاده والتمكن على وساده!
أما والله لولا أمير المؤمنين تأول ما كان منك على خاطر لا عزم معه وسهو، لا روية فيه، لمسّك من غضبه وأليم أدبه ما كان يكون لقلبك ناكيا ولغيرك ناهيا. فإذا قرأت كتاب أمير المؤمنين فتقرّب إلى الله تعالى بصدقة تطفئ بها غضبه وبصلوة تطهر بها الاستكانة والإنابة من ذلك وتنجوا بها من وزرك والسلام.
ورثا بنى أمية مولاهم فقال <من الكامل>:
أمست نساء بنى أميّة منهم
…
وبناتهم بمضيعة أيتام
نامت جدودهم وأخمد نجمهم
…
والنجم يخمد والجدود تنام
خلت الأسرّة والمنابر منهم
…
فعليهم حتى الممات سلام
(290)
وقال صاحب كتاب الدول: إن مروان قتل عشية الجمعة لسبع بقين من ذى الحجة سنة اثنين وثلثين وماية. فكانت مدة ولايته إلى
(10)
فقال: الأبيات التالية لأبى العباس الأعمى، انظر الأغانى 16/ 300
(11 - 13) أمست. . . سلام: وردت الأبيات فى الأغانى 16/ 300 وأيضا أمست: فى الأغانى 16/ 300: «آمت»
(12)
أخمد: فى الأغانى 16/ 300: «أسقط» //يخمد: فى الأغانى 16/ 300: «يسقط»
(14)
صاحب. . . الدول: انظر هنا ص 446، الهامش الموضوعى، حاشية سطر 12
(14 - 15) عشية. . . ماية: قارن هنا ص 445، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين 11 - 12 وحاشية سطر 11