الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(92) ذكر سنة ثمان وستين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ثلثة أذرع واثنا عشر إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفتى عبد الله بن الزبير بمكة، وسلطانه بالحجاز والعراق وخراسان وأعمال الشرق، وعبد الملك بن مروان بالشام، ومصر فى يد عبد العزيز أخوه بوصية من أبيه مروان، ومصعب ابن الزبير بالعراقين من قبل أخيه عبد الله بن الزبير. وفيها توفى القاضى عابس بمصر، فولى عبد العزيز القاضى بشير بن نصر القضاء بمصر.
ذكر خبر الفرزدق والنوار
خطب رجل من بنى مجاشع النّوار بنت أعين فقالت للفرزدق: أنت وليى فزوّجنى. وأشهدت له بذلك عليها. فقال الفرزدق: اشهدوا أنى قد تزوجتها على خمسة آلاف درهم. فلم ترض وخاصمته، وقدمت على
(3)
ثلثة. . . عشر: فى النجوم الزاهرة 1/ 182: «ذراعان وأربعة عشر»
(9)
وفيها. . . عابس: انظر كتاب الولاة 314
(10)
بشير بن نصر (لعل الأصح: النضر): انظر كتاب الولاة 313 - 314
(11 - 11،142) الفرزدق. . . إياها: قارن أعلام النساء 5/ 193 - 195؛ نسخ أجزاء من النص حرفيّا فى الأغانى 9/ 324 - 345
عبد الله بن الزبير مستغيثة، وتطارحت على أم هاشم بنت منظور بن زبان زوجة ابن الزبير. وقدم الفوزدق فنزل على بنى عبد الله بن الزبير، وسألهم أن يشفعوا له، وشفعت أم هاشم إلى زوجها ابن الزبير فشفعها. وكان أمرها يعلوا وأمر الفرزدق يضعف.
فقال الفرزدق <من البسيط>:
أمّا بنوه فلم يقبل شفاعتهم
…
وشفّعت بنت منظور ابن زبّانا
ليس النجى الذى يأتيك متزرا
…
مثل الشّفيع الذى يأتيك عريانا
فقال ابن الزبير للنوار: إن شيت فرّقت بينكما، وإن شيت سيّرته (93) إلى بلاد العدو. قالت: ما أريد واحدة منهما. وكانت امرأة صالحة، فقال ابن الزبير: فإنه ابن عمك، وهو راغب فيك، أفأزوجكيه؟ قالت: نعم. فزوجه إياها.
وكان ابن الزبير يرفع إزاره، ويحمل الدرة، يتشبه بعمر بن الخطاب رضى الله عنه. وكان ابن الزبير لا يتكلم يوم الجمعة إلا بالمواعظ، إلاّ أنه كان يشتم ثقيفا فيقول: قصار القدود، ليام الجدود، سود الجلود، بقية قوم ثمود. وكان بخيلا شحيحا، جاء أعرابى إليه وسأله أن يفرض له.
فقال له ابن الزبير: قاتل أولا، فقال الأعرابى: دمى نقد ودراهمك نسية.
حدث أحمد بن عبد العزيز الجوهرى عن ثقاة من الرواة أن عبد الله
(6 - 7) أما. . . عريانا: ورد البيتان فى أعلام النساء 5/ 194؛ الأغانى 9/ 327
(7)
النجى: فى المرجعين المذكورين: «الشّفيع»
(17 - 2،147) حدث. . . الله: ورد النص فى الأغانى 1/ 14 - 20، انظر أيضا الأغانى 12/ 71.72
ابن فضالة بن شريك الوالبىّ ثم الأسدى من بنى أسد بن خزيمة، وفد على عبد الله بن الزبير أيام خلافته بمكة، فقال: يا أمير المؤمنين، نفدت نفقتى، ونقبت راحلتى وأهلى بعيد، قال: أحضرها. فأحضرها، فقال: أقبل بها وأدبر ففعل. فقال: يا أخا بنى أسد ارقعها بسبت، واخصفها بهلب، وأنجدها يبرد خفها، وسر عليها البردين تصح. فقال ابن فضالة: إنى أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا. فلعن الله ناقة حملتنى إليك. فقال ابن الزبير: إنّ وراكبها. فانصرف عنه بن فضالة وقال <من الطويل>:
أقول لغلمتى شدّوا ركابى
…
أجاوز بطن مكّة فى سواد
فمالى حين أقطع ذات عرق
…
إلى ابن الكاهليّة من معاد
سيبعد بيننا نص المطايا
…
وتعليق الأداوى والمزاد
بكلّ معبّد قد أعلمته
…
مناسمهنّ طلاّع النّجاد
[. . . رى الحاجات عند أبى خبيب .... . . كدن ولا أميّة بالبلاد
. . . الأعياص أو من آل حرب
…
أغرّ كغرّة الفرس الجواد]
(3)
نقبت، انظر الأغانى 1/ 15 حاشية 1؛ الأغانى 12/ 71 حاشية 4
(4)
بسبت. . . أنجدها: انظر الأغانى 1/ 15 حاشية 2؛ الأغانى 12/ 71 حاشية 4
(5)
البردين: انظر الأغانى 1/ 15 حاشية 2
(7)
قال: انظر الأغانى 1/ 15 حاشية 3
(8 - 13) أقول. . . الجواد: انظر الأغانى 12/ 71 حاشية 7
(9)
ذات عرق: انظر الأغانى 12/ 71 حاشية 9
(10)
نص المطايا. . . المراد: انظر الأغانى 1/ 16 حاشية 2؛ الأغانى 12/ 72 حاشية 1
(11)
بكل: فى الأغانى 1/ 16: «وكلّ» ، انظر هناك حاشية 3؛ الأغانى 12/ 72
(12)
أبى خبيب: انظر الأغانى 12/ 72 حاشية 3؛ الأغانى 1/ 16 حاشية 1
(94)
وكانت أم خويلد بنت أسد بن عبد العزّى جدة العوام جد عبد الله ابن الزبير من بنى كاهل فنسبه إليها. فقال ابن الزبير لما بلغه ذلك الشعر: علم أن الكاهلية شرّ أمهاتى فعيّرنى بها، وهى خير عمّاته. قلت:
فى هذا الخبر شئ يحتاج إلى شرح، وذلك قول بن الزبير. فى جوابه:
إنّ وراكبها، قال اليزيدى:«إنّ» هاهنا بمعنى نعم، كأنه إقرار بما قال، ومثله قول بن قيس الرّقيّات <من مجزوء الكامل>:
ويقلن شيب قد علا
…
ك وقد كبرت فقلت إنّه
وأما كنيته له بأبى خبيب، فإن خبيب ابن له أكبر ولده، وكان ضعيفا، ولم يكن يكنيه به إلا من ذمّه، يجعله كاللقب. وأما قوله: من الأعياص أو من آل حرب، فإن آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معوية بن بكر بن هوازن كانت تحت أمية بن عبد شمس، فولدت له العاص وأبا العاص والعيص وأبا العيص والعويص، ومن الإناث صفيّة وتوبة وأروى، كل هولاء من أمية. فلما مات أمية تزوّجها بعده ابنه عمرو، وهو ذكوان عبده الذى ألحقه بنسبه. وقد تقدم ذكر ذلك. وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك، يتزوج الرجل بامرأة أبيه بعده. فولدت له أبا معيط.
(3)
علم. . . عمّاته: انظر الأغانى 1/ 16 حاشية 6
(7)
ويقلن. . . إنّه: ورد البيت فى ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات 142، وأيضا إنّه: انظر الأغانى 1/ 16 حاشية 7
(9)
كاللقب: انظر الأغانى 1/ 16 حاشية 5
(13)
عمرو: فى الأغانى 1/ 12،17:«أبو عمرو»
فكان بنو أمية من آمنة إخوة أبى معيط وعمومته، ولا زال هذا النكاح فى الجاهلية إلا أن نسخه الإسلام. وأنزل الله عز وجل تحريمه وسمى نكاح المقت، وأسر عقبة بن أبى معيط يوم بدر فقتله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبرا.
روى ذلك محمد بن جرير الطبرى والزهرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بقتله قال: يا محمد، أنا خاصة من قريش؟ (95) قال: نعم. قال: فمن للصبية بعدى؟ قال: النار. فلذلك تسمى صبية أبى معيط صبية النار. واختلف فى من قتله. فقيل أن أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب كرّم الله وجهه تولى قتله، وقيل غيره. وروى أنّه قتله والنضر بن الحرث بن كلدة أحد بنى عبد الدار. قال عمر بن شبّة فى حديثه بالأثيل: إن النبى صلى الله عليه وسلم أمر عليّا بضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة بالأثيل. فقالت أخته قتيلة ترثيه <من الكامل>:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة
…
عن صبح خامسة وأنت موفّق
أبلغ بها ميتا فإنّ تحيّة
…
ما إن تزال بها النجايب تخفق
منّى إليك وعبرة مسفوحة
…
جادت بدرّتها وأخرى تخنق
(3)
صبرا: انظر الأغانى 1/ 17 حاشية 2
(4)
محمد. . . الزهرى: انظر الأغانى 1/ 17
(4 - 5) رسول. . . قال: فى الأغانى 1/ 17: «قتله رسول. . . صبرا فقال له-وقد أمر بذلك فيه-»
(10)
بالأثيل: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية /1/أخته: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية /2/ قتيلة: فى الأغانى 1/ 19: «قتيلة بنت الحارث»
(13)
بها ميتا فإنّ: فى الأغانى 1/ 19: «به ميتا بأنّ»
هل تسمعنّ النضر إن ناديته
…
إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلّت سيوف بنى أبيه تنوشه
…
لله أرحام هناك تمزّق
صبرا يقاد إلى المنية متعبا
…
رسف المقيّد وهو عان موثق
أمحمد إلا مننت وأنت نس
…
ل نجيبة فى قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرّك لو مننت وربما
…
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق
أو كنت قابل فدية فلنأتين
…
بأعزّ ما يغلوا لديك وينفق
والنضر أقرب من أخذت بزلّة
…
وأحقّهم إن كان عتق يعتق
فقيل إن النبى صلى الله عليه وسلم قال لما بلغه: لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته، ويقال: إن شعرها هذا أكرم شعر موتورة وأعفه وأكفّه وأجمله.
وعن الأوزاعى رضى الله عنه قال: حدثنا عروة بن الزبير قال:
سألت عبد الله بن عمر رضى الله عنهما وقلت: أخبرنى بأشدّ شئ صنعه المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بينما هو صلى الله عليه وسلم (96) يصلى فى حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبى معيط، فوضع ثوبه فى عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
تسمعنّ النضر. . . ميت: فى الأغانى 1/ 19: «يسمعنّ النضر. . . هالك»
(3)
رسف: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية 6
(4)
أمحمد. . . معرق: فى الأغانى 1/ 19:
…
فى قومها والفحل فحل معرق»
(6)
أو: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية 8
(7)
والنضر. . . بزلّة: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية 9
(9)
موتورة: انظر الأغانى 1/ 19 حاشية 10