الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
…
ولكن على أعقابنا تقطر الدما
قلت: ووجه نصبه الدم، ظاهر على رواية من رواه بالتاء فيكون الضمير (69) عايدا على الكلوم، وينتصب الدم على أنه مفعول، وأمّا على رواية من رواه بالياء، فإنه أراد به الكلم واحد الكلوم، وهو الجرح، وهو مقدر استغنى عن إظهاره لتقدم ذكره، ومعنى البيت أنه لشجاعتهم لا ينهزمون فيقطر الدم على أعقابهم، لكن على أقدامهم للمواجهة، والله أعلم.
ذكر سنة اثنين وستين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وثلثة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة يزيد بن معوية عفا الله عنه، والنواب حسبما تقدم خلا مسلمة فإنه توفى بمصر، وولى يزيد مكانه سعيد بن يزيد الأزدى مصرا حربا
(1)
ولسنا. . . الدما: ورد البيت فى أنساب الأشراف 4 ب/26؛5/ 365؛ تاريخ الطبرى /2/ 227/أعقابنا تقطر: كذا فى نهاية الأرب 21/ 140؛ فى أنساب الأشراف 4 ب/26؛5/ 365؛ تاريخ الطبرى 2/ 227: «أقدامنا تقطر»
(13 - 14) مسلمة. . . توفى: انظر الكامل 4/ 110؛ كتاب الولاة 40
(14)
سعيد. . . الأزدى: انظر كتاب الولاة 40
وخراجا، والقاضى عابس بحاله على قضاء مصر، وأكثر تلك الأحوال المذكورة من أمر ابن الزبير مع يزيد كانت فى هذه السنة. وإنّما قدّمنا القول لسياقة الحديث يتلوا بعضه بعضا.
قال صاحب كتاب الأغانى: قال الهيثم: ثم إن ابن الزبير مضى إلى صفيّة بنت أبى عبيد الله زوجة عبد الله بن عمر، وهى أخت المختار بن أبى عبيد الآتى ذكره بعد ذاك إنشاء الله تعالى، فذكر لها أن خروجه كان غضبا لله ولرسوله وللمهاجرين والأنصار، ومن أثرة معوية وابنه وأهله بالفئ.
وسألها مسلته أن يبايعه عبد الله بن عمر. فلما قدمت له فطوره وقت عشاءه، ذكرت له أمر ابن الزبير واجتهاده وأثنت عليه وقالت: ما يدعوا إلا إلى طاعة الله جل وعز، وأكثرت من القول. فقال لها: ما رأيت بغلات معوية التى كان يحج عليها الشهب. فإن ابن الزبير ما يريد غيرهن.
(70)
وروى صاحب كتاب الأغانى، قال: قال المداينى وغيره:
فأقام ابن الزبير على خلع يزيد، ومالأه على ذلك أكثر الناس. فدخل عبد الله بن مطيع بن حنظلة وأهل المدينة المسجد وأتو المنبر فخلعوا
(4 - 12) الهيثم. . . غيرهن: ورد النص فى الأغانى 1/ 22 - 23
(7)
بالفئ: انظر الأغانى 1/ 23 حاشية 2
(10)
ما: فى الأغانى 1/ 23: «أما»
(13 - 1،110) قال المداينى. . . الحرّة: ورد النص فى الأغانى 1/ 23 - 26
(15)
عبد الله. . . حنظلة: فى الأغانى 1/ 23:6: «عبد الله بن مطيع وعبد الله بن حنظلة»
يزيد. فقال عبد الله بن أبى عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومىّ:
خلعت يزيد كما خلعت عمامتى. ونزعها عن رأسه وقال: إنى لأقول هذا، وقد وصلنى وأحسن جايزتى، ولكن عدو الله سكير. وقال آخر:
خلعته كما خلعت ثوبى. وقال آخر: كما خلعت خفّى. حتى كثرت العمايم والخفاف والنعال بالمسجد، وأظهروا البراءة منه وأجمعوا على ذلك، وامتنع منه عبد الله بن عمر ومحمد بن علىّ بن أبى طالب عليه السلام. وجرى بين محمد بن علىّ وبين أصحاب ابن الزبير خاصة فيه قول كثير حتى أرادوا إكراهه على ذلك. فخرج إلى مكة، وكان هذا أول ما أهاج الشر بينه وبين بن الزبير.
قال المداينى: أجمع أهل المدينة لإخراج بنى أمية عنها، وأخذوا عليهم العهود ألاّ يعينوا عليهم الجيش، وأن يردّوهم عنهم، فإن لم يقدروا على ردهم لا يرجعوا إلى المدينة. وأتى عثمان بن محمد بن أبى سفيان ومروان بن الحكم إلى عبد الله بن عمر فقالا:[يا] أبا عبد الرحمن، إن هؤلاء قد ركبونا كما ترى، فما ترى بضم عيالنا؟ فقال: لست من أمركم وأمر هولاء فى شئ. فقام مروان وهو يقول: قبح الله هذا أمرا وهذا دينا. فقال ابن عمر بعد ذلك لما خرجوا وندم على ما كان قاله لمروان:
لو وجدت سبيلا إلى نصر هؤلاء لفعلت، فقد ظلموا وبغى عليهم. فقال ابنه سالم: لو كلمت هؤلاء القوم! فقال: يا بنى، لا تنزع هؤلاء القوم عن ما هم عليه، وهم بعين الله، إن أراد أن يغيّر غيّر. (71) ونظر مروان إلى
(12 - 13) عثمان. . . الحكم: انظر الأغانى 1/ 24 حاشية 1
ماله بذى خشب. فقال: لا مال إلا ما أحرزته العياب. ثم مضوا ونزلوا حقيلا أو وادى القرى، وفى ذلك من فعلهم يقول الأحوص <من البسيط>:
لا ترثينّ لحزمىّ رأيت به
…
ضرّا ولو سقط الحزمىّ فى النار
الباخسين بمروان بذى خشب
…
والمقحمين على عثمان فى الدار
قال المداينى: فدخل حبيب بن بكرة على يزيد، وهو واضع رجله فى طست لوجع كان يجده، بكتاب من بنى أمية، وأخبره الخبر. فقال:
أما كان بنو أمية وموالهم ألف رجل؟ قال: بلى! وثلثة آلاف. قال:
فعجزوا أن يقاتلوا ساعة من نهار؟ قال: كثرهم الناس، ولم تكن لهم بهم طاقة. فندب الناس وأمّر عليهم صخر بن أبى الجهم العينى. فمات قبل أن يخرج الجيش. فأمّر مسلم بن عقبة الذى يسمى مسرفا. قال: وقال ليزيد: ما كنت مرسلا إلى المدينة أحدا إلاّ قصّر وما صاحبهم غيرى، إنى رأيت فى منامى شجرة غرقد تصيح: على يدى مسلم، فأقبلت نحو الصوت فسمعت قايلا يقول: أدرك ثأرك أهل المدينة قتلة عثمان. فخرج
(1)
بذى خشب: انظر الأغانى 1/ 25 حاشية /1/حقيلا: انظر الأغانى 1/ 25 حاشية 9
(3 - 4) لا. . . الدار: ورد البيتان فى شعر الأحوص (تحقيق عادل سليمان جمال) ص 132؛ شعر الأحوص (تحقيق إبراهيم السامرائى) ص 105 - 106
(12)
غرقد: انظر الأغانى 1/ 26 حاشية 2
(13)
ثأرك: انظر الأغانى 1/ 26 حاشية 3
مسلم وكان من قصة الحرّة ما يأتى ذكره ملخصا. هذا ما رواه أبو الفرج الإصبهانى فى كتاب الأغانى.
وأمّا ما ذكره صاحب كتاب التذكرة قال: كان أول ما أهاج وقعة الحرّة أن عبد الله بن الزبير خطب يوما بمكة فى أيام يزيد بن معوية فذكر يزيد بأقبح ذكر وقال فى خطبته: يزيد الخمور يزيد الفجور يزيد الفهود يزيد القرود، يزيد الكلاب، يزيد الشراب، ودعا الناس إلى خلع يزيد، فخلعوه وبايعوا ابن الزبير، وكذلك أيضا أهل المدينة، فلما بلغ يزيد ذلك سيّر إلى عامله (72) بالمدينة أن سيّر إلىّ أعيان أهل المدينة من أستميله وأدعوه إلى إلى التمسك ببيعتى. فأنفذ إليه جماعة منهم عبد الله بن أبى عمرو بن حفص المخزومى وعبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصارى، فأكرمهم يزيد ووصلهم ووصل كل رجل منهم خمسين ألف درهم. فلما عادوا إلى المدينة قالوا: قدمنا من عند رجل فاسق يشرب الخمور ويضرب بالطابير وتعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب.
وكان فيمن شهد على يزيد بشرب الخمر المسور بن مخرمة، فكتب يزيد إلى عامله بالمدينة يأمره أن يضرب المسور الحدّ فقال شاعر <من الطويل>:
(1 - 2) أبو. . . الأغانى: الأغانى 1/ 23 - 26
(3)
صاحب. . . التذكرة: انظر هنا ص 103، الهامش الموضوعى، حاشية سطر 13
(4 - 14،111) عبد الله. . . قريش: ورد النص فى أنساب الأشراف 4 ب/30 - 33
(9 - 10) عبد الله. . . المخزومى: فى أنساب الأشراف 4 ب/31: «عبد الله بن أبى عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى»