الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ستين هجرية
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ستة أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثلثة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة معوية رضى الله عنه إلى حين وفاته فى هذه السنة على ما يأتى شرحه.
ذكر وفاة معوية رضى الله عنه
اختلف فى تاريخ موته. فقال هشام: مات معوية أول هلال شهر رجب. وقال الواقدى: مات النصف من شهر رجب، وقال علىّ بن محمد: مات لثمان بقين من رجب. وعلى الجملة إنه مات فى شهر رجب من هذه السنة. وتوفى وهو ابن خمس وسبعين سنة. وكانت خلافته استقلالا تسعة عشر سنة وثلثة أشهر.
وقال الطبرى: بايع أهل الشام معوية بالخلافة فى سنة سبع وثلثين فى ذى القعدة، وذاك حين تفرق الحكمان. وكانوا بايعوه على الطلب بدم عثمان. ثم صالحه الحسن عليه السلام لخمس بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وهو عام الجماعة.
وقال الطبرى رحمه الله: إن معوية أقام على الشام واليا وخليفة أربعين سنة، منها أربعة سنين فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، واثنا عشر سنة فى خلافة عثمان رضى الله عنه، وقاتل علىّ عليه السلام خمس سنين. وخلص له الأمر تسع عشرة سنة. ولما ثقل فى المرض قال لأهله: احشوا عينىّ إثمدا، وأوسعوا رأسى دهنا. ففعلوا وبرّقوا (48) وجهه بالدهن. ثم مهّد له مجلسا وقال: أسندونى. ثم أمر الناس أن يدخلوا عليه، وليسلّموا قياما ولا يجلس أحدا. فجعل الرجل يدخل فيسلّم قايما فيراه مكحلا مدهّنا فيقول الناس: هو لمآبه. فلما خرجوا من عنده قال معوية متمثلا <من الكامل>:
وتجلّدى للشّامتين أريهم
…
أنّى لريب الدّهر لا أتضعضع
وإذ المنيّة أنشبت أظفارها
…
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
وعن أبى بشر أنه قال: إن معوية قال فى مرضه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسانى قميصا فرفعته، وقلّم صلى الله عليه وسلم يوما أظفاره فأخذت ثلثة من أظفاره، فجعلها فى قارورة. فإذا أنا متّ فألبسونى ذلك القميص، وقطّعوا تلك الأظفار الثلاثة واسحقوها وذرّوها فى عينىّ وفمى. ثم أغمى عليه. ثم أفاق. فقال لمن حضر من أهله: اتقوا الله فإن الله يقى من اتقاه، ولا واق لمن لا يتق الله. ثم مات رحمه الله، وصلى عليه الضحاك بن قيس،
(1)
الطبرى: لم أقف على هذا النص فى تاريخ الطبرى
(4 - 8،72) ولما. . . عليه: ورد النص فى تاريخ الطبرى 2/ 200 - 203؛ الكامل 4/ 7،9، انظر أيضا نهاية الأرب 20/ 366 - 370
وكان ابنه يزيد غايبا بحوران، فبعثوا إليه البريد، فلما رآه قال <من البسيط>:
جاء البريد بقرطاس يحثّ به
…
فأوجس القلب من قرطاسه جزعا
قلنا: له الويل ماذا فى صحيفته؟
…
قالوا: الخليفة أمسى متخنا وجعا
فمادت الأرض أو كادت تميل بنا
…
كأنّ أعرض أركانها قد انقطعا
أودى بن هند وأودى المجد يتبعه
…
كانا جميعا حليفى قاطنين معا
ثم أقبل يزيد فأتى قبره، وهو بين باب الجابية وباب الصغير بدمشق، فصلى عليه وبكا واستقر نهاره على قبره.
(3)
يحثّ: فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «يخبّ»
(4)
له: فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «لك» //صحيفته: فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «كتابكم» //متخنا (مثخنا): فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «مثبتا»
(5)
تميل: فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «تميد» //كأنّ. . . انقطعا: فى تاريخ الطبرى 2/ 203؛ الكامل 4/ 9: «كأنّ أغبر من أركانها انقطعا»
(6)
أودى. . . معا: البيت ناقص فى تاريخ الطبرى /2/ 203/حليفى: فى الكامل 4/ 9:
«فماتا»