الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر حجّابه رضى الله عنه
صفوان أبو أيوب مولاه، وهو أول من اتخذ الحرس، كان على حرسه رجل من الموالى يقال له المختار.
نقش خاتمه
لا قوة إلا بالله.
ذكر خلافة يزيد بن معاوية عفا الله عنه
وأخباره وما لخص من سيرته
أما نسبه فيكنى أبو خالد يزيد بن معوية بن أبى سفيان صخر بن حرب (52) بن أمية. أمه ميسون بنت بحدل بن منيف بن دلجة بن قنافة
(2 - 3) صفوان. . . المختار: فى تاريخ القضاعى، ص 127:«يزيد مولاه، ثم صفوان مولاه» ؛ فى الكامل 4/ 11: «. . . وعلى حرسه رجل من الموالى يقال له المختار. . .، وكان أوّل من اتخذ الحرس، وكان على حجابه سعد مولاه. . .» ؛ فى نهاية الأرب 20/ 375 - 376: «سعد مولاه، ثم صفوان مولاه. . . وكان على حرسه رجل من الموالى يقال له الختار [كذا]، وقيل: أبو المخارق مالك مولى حمير»
(5)
لا. . . بالله: فى تاريخ القضاعى، ص 127:«لكل عمل ثواب وقيل: لا قوة إلا بالله» ؛ فى نهاية الأرب 20/ 375: «لكل عمل ثواب، وقيل: كان نقشه لا حول ولا قوة إلا بالله»
(6)
يزيد بن معوية: انظر سير أعلام النبلاء 4/ 35 - 40
(9 - 1،79) ميسون. . . الكلبى: انظر تاريخ الطبرى 2/ 204؛ المحبر 21
(9)
منيف بن دلجة: فى تاريخ الطبرى 2/ 204: «أنّيف بن ولجة»
ابن عدى بن زهير بن حارثة بن حباب الكلبى.
روى أن معوية بن أبى سفيان رضى الله عنه قال لابنه يزيد، وقد أتت عليه سبع سنين من عمره: يا بنى، فى أى سورة أنت؟ فقال: فى السورة التى تلى: {إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً} . فقال له معوية: يا بنى، إن هذه السورة تليها سورتان هى منهما. ففى أيهما أنت؟ فقال: فى السورة التى فيها: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ} . فتمثل معوية بقول حذافة بن غانم العدوى من بنى عدىّ بن كلب <من الطويل>:
ملوك وأبناء الملوك وسادة
…
تفلّق عنهم بيضة الطاير الصّقر
(1)
الكلبى: فى المحبر 21: «بن هبل»
(2 - 1،82) روى. . . التمايما: ورد النص فى أنباء نجباء الأبناء 104 - 106 باختلاف بسيط
(9)
حذافة: انظر ترجمته فى الإصابة 1/ 317، انظر أيضا أنساب الأشراف 1/ 50 حاشية 3، والمراجع المذكورة هناك؛ السيرة النبوية 1/ 174 حاشية 4
(11 - 3،80) ملوك. . . الهجر: وردت الأبيات مع اختلاف فى ترتيب الأبيات وبعض الكلمات فى السيرة النبوية 1/ 175 - 177
(11)
ملوك. . . سادة: فى السيرة النبوية 1/ 175: «بنوه سراة كهلهم وشبابهم»
متى تلق منهم ناشيا فى شأنه
…
تجده على إجراء والده يجرى
هم ملووا لبطحاء مجدا وسؤددا
…
وهم نكّلوا عنّا غواة بنى بكر
وهم يغفرون الذّنب ينقم مثله
…
وهم تركوا رأى السّفاهة والهجر
وقال له يوما: أيضربك المؤدب يا يزيد؟ فقال: لا. قال: لم؟ قال: لأنه استن بسنة أمير المؤمنين فى العدل. وقال له يوما آخر: يا يزيد، إذا قال لك قايل من قومك ماذا تقول له؟ قال: أقول لهم: سلاما.
قال: أحسنت والله، أعنى قوله تعالى:{وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً} ، أى لا يسألنى عن قومى إلاّ جاهلا.
وكان لمعوية ولد مضعوف اسمه عبد الله، فبينما معوية جالس مع أم عبد الله ولده، إذ مرت بهما ميسون أم يزيد، وكان ساقها حمش، والحمش دقة الساقين. فكانت تخفى (53) ذلك وتستره. فاتبعتها أم عبد الله بصرها. ثم قالت: لعن الله حمش ساقيك. فغضب لها معوية
(1)
متى. . . شأنه: فى أنباء نجباء الأبناء 104: «متى. . . شبابه» ؛ فى السيرة النبوية 1/ 176: «متى ما تلاقى منهم الدّهر ناشئا» //على. . . يجرى: فى السيرة النبوية 1/ 176: «بإجريّا أوائله يجرى» ، انظر السيرة النبوية 1/ 176 حاشيتين 3 - 4
(2)
سؤددا: فى السيرة النبوية 1/ 176: «عزّة»
(3)
مثله: فى السيرة النبوية 1/ 177: «دونه» //وهم تركوا. . . الهجر: فى السيرة النبوية 1/ 177: «ويعفون عن قول السّفاهة والهجر»
(9 - 16،81) وكان. . . فعلت: وردت الحادثة فى الكامل 4/ 126
وقال: أرأيت ذلك منها؟ قالت: نعم. فقال معوية: أما على ذلك، فلما انفرجت عنه ساقيها خير ممّا انفرجت عنه ساقاك! يريد أنّ ولدها خير من ولدك. فقالت له: لا والله، ولكنك تحب ابنها وتحابيه. فقال لها:
سأريك. ثم إنه استدعى عبد الله ولدها فأتى، فقال له: يا بنى، إنى قاض لك اليوم كل حاجة، فاذكر حوايجك كانت ما كانت. فقال: يا أمير المؤمنين، اشتر لى حمارا. فقال له: يا بنى، أنت حمار، وأشترى لك حمارا. ثم إنه استحضر يزيدا وقال له: يا بنى، إنّ أمير المؤمنين قد بسط لك أملك فاذكر حاجة أن كانت لك. فاستقبل يزيد القبلة فسجد. ثم رفع رأسه فقال: الحمد لله على جميل رأى أمير المؤمنين فىّ. ثم قال:
حاجتى أن تعهد إلىّ عهدك. فقال معوية: نعم ونعمى عين، أنت ولى عهدى. قال: فسجد يزيد وحمد الله. ثم قال له معوية: هل غير ذلك؟ قال: نعم، يزيد أمير المؤمنين كل رجل من أهل الشام عشرة دنانير فى عطايه ويعلمهم أن ذلك بشفاعتى. قال: قد فعلت فهل غير ذلك؟ قال:
ويزيد أمير المؤمنين لأولاد من قتل معه بصفين وغيرها، ويجعل أمير المؤمنين عرض الطايفة العام إلىّ أستكفى فيه لأفتح أمرى بتجهيز الجيوش فى سبيل الله عز وجل. قال معوية: قد فعلت.
فلمّا رأت أمّ عبد الله أنّ يزيد قد حصل على الخلافة قالت: يا أمير المؤمنين أنت أعلم بولدك، فأوص يزيد بى وبولدى خيرا. ثم قام يزيد فولى وهو يدعوا لأبيه، فتمثل معوية بقول الشاعر <من الطويل>:
إذا مات لم تفلح مزينة بعده
…
فنوطى عليه يا مزين التمايما
(54)
ولنعود إلى سياقة التاريخ بحول الله وقوته.
فلما صلى يزيد على قبر أبيه وجلس، بهت إلى الناس وبهّت الناس إليه، لا يدرون يهنونه بالخلافة أم يعزونه بأبيه. فقام رجل أعرابى وأنشد هذه الأبيات <من البسيط>:
أشكر يزيد الذى للفضل أولاكا
…
فقد أنالك ما أغناك مولاكا
لا رزى أعظم مما قد رزئت به
…
وكل عقبى رجونا منك عقباكا
أصبحت راع أمير الناس كلّهم
…
فأنت ترعاهم والله يرعاكا
قال: ففتح ذلك الأعرابى باب الكلام للناس. ثم جلس فى دست الخلافة.
وكان يوميذ الأمير على مكة عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق، وعلى المدينة الوليد بن عقبة بن أبى سفيان، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى الكوفة النعمان بن بشير، كل هؤلاء نواب كانوا لمعوية رضى الله عنه قبل موته.
(5)
الأبيات: هذه الأبيات لعبد الله بن همّام السّلولى، قارن كتاب الشعر 412
(6 - 8) أشكر. . . يرعاكا: وردت الأبيات فى أنساب الأشراف 4 ب/5؛ البيان 2/ 109؛ كتاب الشعر 412 - 413؛ مروج الذهب 3/رقم 1914 باختلاف كبير
(8)
أمير الناس: فى البيان 2/ 109، كتاب الشعر 413:«أهل الدّين»
(11 - 11،84) كان. . . العاص: وردت الحادثة فى تاريخ الطبرى 2/ 216 - 220
فلم يكن ليزيد همة ولا شغل ولا أمر غير الحسين بن علىّ عليه السلام وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير. فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان: أما بعد فإنّ أمير المؤمنين معوية انتقل إلى الله عز وجل، فخذ الحسين بن علىّ وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير أخذا شديدا لا رخصة فيه حتى يبايعوا.
فلما وقف الوليد على كتاب يزيد استشار مروان بن الحكم، فقال مروان: أرى أن تدعوهم فى هذه الساعة إلى البيعة. فإن فعلوا وإلا فاضرب رقابهم قبل أن يعلموا بموت معوية. فبعث الوليد إليهم فوجد الحسين عليه السلام وبن الزبير جالسين فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الرسول: أجيبا الأمير. فقالا للرسول: ها نحن فى أثرك. فانصرف. ثم قال بن الزبير للحسين: ما عندك فيما بعث به إلينا فى غير وقت له به (55) عادة؟ فقال الحسين عليه السلام: أرى أنّ طاغيتهم قد مات. فبعث إلينا ليأخذ البيعة علينا قبل ظهور الخبر. فقال بن الزبير: هو ذاك والله، فما تريد أن تصنع؟ قال الحسين: أجمع فتيانى وأصحابى وأدخل إليه، وهم وقوف بالباب. ثم فعل كذلك. فلما دخل على الوليد أوقفه على الكتاب. فقال الحسين: رحم الله معوية وعظم لك الأجر، ومثلى لا يبايع سرا فادعنى مع الناس. فقال الوليد: انصرف فى دعة الله. فقال مروان:
والله لين فارقته الساعة قبل أن يبايع لا قدرت عليه بعده، احبسه حتى يبايع أو اضرب عنقه. فقال الحسين: أنت تقتلنى يابن الزرقاء تخسّ قبل