الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثمانية عشر ذراعا. ولمّا شرع عبد الله بن الزبير فى هدمه هرب أهل مكة فى الأودية والجبال مخافة أن [يقع] عليهم (80) العذاب حتى وضع عبد الله أساسة فى الأرض واستقبل البناء على أساسه الأصلى، ليس على الأساس الذى بنته قريش. وإنما لمّا قصرت النفقة على قريش لم يبلغوا أساس إبراهيم صلوات الله عليه تقدير أربعة أذرع. فلما هدمه بن الزبير بناه على الأساس الذى أشار إليه النبى صلى الله عليه وسلم وجعل له بابان، باب مع الأرض يدخل منه، وباب آخر يخرج منه. وأدخل الحجر فيه وحلق داير الكعبة وخارجها وكساها القباطىّ. فكان أول من كساها القباطىّ، والله أعلم.
ذكر وفاة يزيد بن معوية رحمه الله
قال المسعودى رحمه الله: توفى يزيد بن معوية لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين هجرية، وله من العمر تسع وثلثين سنة. ودفن بقرية من قرى حمص يقال لها حوّارين، وكان سبب وفاته أنه شرب شرابا كثيرا حتى الليل وأمعن منه، فلحقه القئ إلى أن ملأ
(6 - 8) وجعل. . . من كساها القباطىّ: ورد النص فى وفيات الأعيان 3/ 71
(11)
المسعودى: لم أقف على هذا النص فى مروج الذهب
(11 - 12) لأربع. . . هجرية: انظر هنا ص 119، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين 16 - 17
عشرين طستا دم عبيط ثم مات. وكانت خلافته ثلث سنين كوامل وثمانية أشهر إلا ثمانية أيام، وكان شاعرا مطبقا فصيحا. فمن ذلك <من المتقارب>:
أمن رسم دار بوادى غدر
…
لجارية من جوارى مضر
خدلّجة الساق ممكورة
…
سلوس الوشاح كمثل القمر
تزين النساء إذا ما بدت
…
ويبهت فى وجهها من نظر
الشعر ليزيد بن معوية، واللحن فيه لابن سريج، وفيه حديث يأتى إن شاء الله تعالى.
[قيل: لمّا احتضر يزيد بن معوية رحمه الله تعالى قال: ليتنى كنت راعى أعنز، وأنشد <من الطويل>:
لعمرى لقد عمّرت فى الملك برهة
…
ودانت لى الدنيا بوقع البواتر
فأضحى الذى قد كان قبل يسرّنى
…
كحلم مضى فى المزمنات الغوابر
فيا ليتنى لم أغن فى الناس ساعة
…
ولم أسع فى لذات عيش مفاخر
وكنت كذا طمرين عاش ببلغة
…
من الدهر حتى صار رهن المقابر]
(4 - 6) أمن. . . نظر: وردت الأبيات فى الأغانى 1/ 266 حاشية 3
(5)
خدلّجة: انظر الأغانى 1/ 266 حاشية /3/سلوس الوشاح: انظر الأغانى 1/ 266 حاشية 5
(6)
تزين: انظر الأغانى 1/ 266 حاشية 6