الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكن فى تلك الأيام تحدّث مع أحد فى شئ. فقال له معوية: لم لا تتكلم، يا با بحر؟ فقال الأحنف: إن وليت أحدا من أهل بيتك لم تجد من يعدل عبيد الله، وإن وليت غيره فذاك إليك. ولم يكن فى الحاضرين من ذكر عبيد الله فى هذا المجلس ولا سأل عوده. فقال معوية رضى الله عنه: اشهدوا علىّ أننى أعدت عبيد الله إلى ولايته. ثم إن معوية اجتمع بعبيد الله فى السر وعنفه على ما خير الأحنف. وقال: كيف لك برجل عزلك فى كلمة وأعادك بأخرى. قال: فعاد منذ ذلك اليوم أخص الناس بعبيد الله.
وفيها ولى القضاء بمصر العابس بن سعيد عوضا عن سليم بن خير.
ذكر سنة سبع وخمسين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع واثنا عشر إصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة عشر إصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفة معوية رضى الله عنه بحاله أمير المؤمنين، ونواب الأمصار على حالهم.
قال ابن عبد ربه صاحب كتاب العقد: وفدت أروى بنت الحارث
(3)
إليك: فى وفيات الأعيان 2/ 503: «إلى رأيك»
(17 - 2،66) وفدت. . . خرجت: ورد النص فى العقد الفريد 2/ 119 - 120 مع اختلاف كبير، انظر أيضا أعلام النساء 1/ 28 - 30
ابن عبد المطلب، وهى عمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (43) وهى عجوز كبيرة، على معوية رضى الله عنهما. فلما رآها معوية قال: مرحبا بك يا خالة، كيف أنت؟ قالت: بخير يابن أخت، لقد كفرت النعمة، وأسأت لابن عمك فى الصحبة، وتسمّيت بغير اسمك، وأخذت بغير حق، من غير دين كان منك، ولا من آبايك، ولا سابقة فى الإسلام، بعد أن كفرتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتعس الله الجدود، وأضرع منكم الخدود، وردّ الحق إلى أهله، ولو كره المشركون كانت كلمتنا العليا، ونبيّنا هو المنصور، وكنا أهل البيت الأعظم أعظم الناس فى هذا الدين حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم مشكورا سعيه، مرفوعا منزلته، وجيها عند الله ربه. فتنبهت علينا من بعده تيم وعدى، وكانا أحق بها من الطلقاء. ثم تغلبت أمية فانتزعتمونا حقنا، وولّيتم علينا من بعده، فأصبحتم تحتجّون على ساير العرب بقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الأمر، فكنا فيكم كمنزلة بنى إسراييل فى آل فرعون، وكان علىّ عليه السلام بعد نبينا بمنزلة هرون من موسى، فغايتنا فى الجنة وغايتكم فى النار. فقال لها عمرو بن العاص: كفى أيتها العجوز وأقصرى عن قولك مع ذهاب عقلك، إذ لا تجوز شهادة واحد على جماعة! قالت: وأنت تتكلم، يابن النابغة الباغية، وأمك كانت أشهر بغى بمكة، وأرخص أجرة، وادّعاك خمس نفر من قريش. فكل يزعم أنك ولده، وسيلت أمك عن ذلك فقالت: كل أتانى
(3)
أخت: فى العقد الفريد 2/ 119: «أخى»
(7)
كانت: فى العقد الفريد 2/ 120: «وكانت» //كلمتنا العليا: فى العقد الفريد 2/ 120: «كلمتنا هى العليا»
(8 - 10) وكنا. . . حقنا: النص ناقص فى العقد الفريد 2/ 120
(16)
شهادة واحد: فى العقد الفريد 2/ 120: «شهادتك وحدك»
(17)
بغى: فى العقد الفريد 2/ 120: «تغنّى»
فانظروا أيهم أشبه به. فقيل: عليه شبه العاص بن وايل فألحقوك به. فقال مروان ابن الحكم: مه أيها العجوز، واقصرى وانظرى فيما جيت إليه.
(44)
فقالت: وأنت أيضا تتكلم، يابن الزرقاء! فو الله لأنت بعبد الحرث ابن كلدة أشبه منك بالحكم ابن أبى العاص، فإنك شبيهه فى زرقة بصره، وحمرة شعره، وقصر قامته، وجفر هامته، ولقد رأيت الحكم سبط الشعر، ظاهر الأدمة، مديد القامة، وما بينكما قرابة إلا كقربة الفرس المضمّر من الأثان. فاسأل عما أخبرتك به تجده حقا. ثم التفتت إلى معوية وقالت: والله ما جرّا علىّ هؤلاء إلا منك، وإن أمك القايلة فى قتل حمزة <من الرجز>:
نحن جزيناكم بيوم بدر
…
والحرب بعد الحرب دار سعر
شفيت وحشىّ غليل صدرى
…
فشكر وحشىّ علىّ دهرى
حتى وأعظمى بقبرى
(1)
عليه. . . به: فى العقد الفريد 2/ 120: «فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل»
(2)
اقصرى: فى العقد الفريد 2/ 120: «اقصدى»
(3 - 7) فو الله. . . حقا: النص ناقص فى العقد الفريد 2/ 120
(10 - 12) نحن. . . بقبرى: وردت الأبيات فى أعلام النساء 1/ 29 والسيرة النبوية 2/ 91 بترتيب آخر
(11)
شفيت. . . صدرى: فى العقد الفريد 2/ 120: «ما كان لى من عتبة من صبر»
(12)
و: فى السيرة النبوية 2/ 91؛ العقد الفريد 2/ 120: «ترمّ» ؛ فى أعلام النساء 1/ 29:
«تغيب» //بقبرى: فى أعلام النساء 1/ 29؛ السيرة النبوية 2/ 91؛ العقد الفريد 2/ 120: «فى قبرى»
فقال معوية: عفا الله عما سلف يا خالة، هل لك من حاجة؟ قالت: إليك لا. ثم نهظت وخرجت مغضبة. فقال معوية لعمر [و] بن العاص ومروان بن الحكم: أفّ لكما، والله ما أسمعنى هذا الكلام إلا أنتما. ثم بعث إليها فردها ولطف بها وقال لها: يا عماه، هل من حاجة فتقضى. قالت: تعطينى ألفى دينار وألفى دينار وألفى دينار. فقال: ما تصنعين بألفى دينار؟ قالت: أشترى بها عين خوارة تكون لفقراء بنى الحارث. قال: هى لك. ثم ماذا تصنعين بألفى دينار أخرى؟ قالت:
أزوج بها فقراء بنى عبد المطلب. فقال: هى لك. ثم ماذا تصنعين بألفى دينار ثالثة؟ قالت: أستعين بها على شدة الزمان وزيارة بيت الله الحرام.
فقال: قد أمرت لك بذلك. فأين أنا من علىّ بن أبى طالب؟ قال: فبكت وقالت: كيف تذكر عليّا فض الله فاك؟ وتنهدت وأنشدت تقول <من الوافر>:
(45)
ألا يا عين ويحك فاسعدينا
…
ألا فاتلى أمير المؤمنينا
عليّا خير من ركب المطايا
…
وفارسها ومن ركب السفينا
(2 - 4،67) فقال. . . دينا: قارن أعلام النساء 1/ 30 - 31
(6)
عين خوارة: فى أعلام النساء 1/ 30 - 31: «عينا خرخارة فى أرض خوارة»
(13 - 2،67) ألا. . . لناظرينا: وردت الأبيات فى أعلام النساء 1/ 30 - 31
(14)
عليّا: فى أعلام النساء 1/ 31: «رزينا»