الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة معوية بن يزيد بن معوية رحمة الله عليه ورضوانه
أما نسبه فيكنى أبو عبد الرحمان وأبو مروان وأبو ليلى معوية بن يزيد بن معوية بن أبى سفيان صخر بن حرب ابن أمية، أمه يقال: أم هاشم ويقال: أم خالد بنت أبى هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، ويقال: اسمها فاختة. كان أبوه يزيد قد ولاه العهد وأخذ له البيعة، وبويع له فى النصف من ربيع الأول سنة أربع وستين، وعمره يوميذ عشرون سنة، وقيل: إحدى وعشرين سنة، أقام فى الخلافة أربعين يوما وقيل:
ثلاثة أشهر عليلا لم تره الناس، والضحاك ابن قيس يصلى بالناس.
قال القضاعى رحمه الله فى تاريخه: رأيت فى بعض التواريخ أن الوليد بن عتبة بن أبى سفيان صلى على معوية بن يزيد بن معوية، فلما كبر تكبيرتين سقط ميتا قبل أن يقضى صلاته، فصلى عليه مروان بن الحكم ولم يكن له عقبا، ويقال إنه قيل له: اعهد إلى أخيك خالد.
فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم فلا أتقلد وزرها.
(1)
معوية. . . معوية: انظر سير أعلام النبلاء 4/ص 139
(7 - 8) أقام. . . أشهر: فى تاريخ القضاعى، ص 130:«فكانت ولايته أربعين يوما، وقال المداينى: ولى ثلثة أشهر، وقال ابن إسحق: ولى عشرين يوما»
قال القضاعى: مات لسبع خلون من رجب سنة أربع وستين وله إحدى وعشرين سنة وشهور، ويقال ثلثة وعشرين سنة، ويقال صلى عليه اخوه خالد، وقيل: مات بالأردن. وفى تاريخ القضاعى قال: ولى الأمر عشرين يوما. . . .
(82)
قال المسعودى وغيره من أهل التاريخ رحمة الله عليهم وغفر لنا ولهم ولساير أمة محمد صلى الله عليه وسلم: إن معوية بن يزيد كان عبدا صالحا جميل المذهب، وإنه لمّا بويع له صعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة. ثم قال: أيها الناس إن جدّى معوية نازع الأمر أهله ومن كان أحقّ به منه فى القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحقّ فى الإسلام سابقة، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب منكم ما تعلمون حتى أتته منيته، وصار رهنا بعمله. ثم قلد أبى الأمر فكان غير خليق، وركب هواه، وأخلفه الأمل، وقصر عنه الأجل، وصار فى حفرته رهنا بذنوبه وأسيرا بجرمه. ثم بكى حتى تساقطت دموعه حرة. ثم قال: إن أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبيس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأباح الحرمة وخرب الكعبة. وما أنا بالمتقلد أموركم ولا بالمتحمل تبعاتكم فشأنكم أمركم.
(1 - 2) القضاعى. . . سنة: فى تاريخ القضاعى، ص 130:«توفى لخمس بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين. . . وسنه يوم مات ثلث وعشرون سنة، ويقال إحدى وعشرون، وقال القتبى سبع عشرة سنة»
(1 - 2) مات. . . شهور: انظر تاريخ الطبرى 2/ 432؛ الكامل 4/ 174
(3 - 4) تاريخ. . . يوما: انظر تاريخ القضاعى، ص 130
(5)
المسعودى: لم أقف على هذا النص فى مروج الذهب
والله لين كانت الدنيا خيرا فلقد نلنا منها حظا، وإن كانت شرا فكفى ذرية أبا سفيان ما أصابوا منها. فقال له مروان بن الحكم: صيّرها عمرية يعنى شورى. فقال: ما كنت بمتقلدكم حيا وميتا، ومتى صار معوية بن يزيد مثل عمر بن الخطاب؟ ومن برجال عمر أو مثلهم؟ ثم نزل.
فكانت خلافته أربعون يوما، وخلع نفسه من الخلافة طلبا للنجاة فى الآخرة، وتوفى بعد ذلك بأربعين يوما والله أعلم.
قال صاحب التذكرة إن معوية بن يزيد لمّا خطب قال: أيها الناس إن يكن هذا الأمر خيرا فقد استكثر منه آل أبى سفيان، وإن يكن شرا ما أولاهم بتركه، والله ما أحبّ أن أذهب إلى الآخرة وأدع (83) لهم الدنيا، ألا فليصلّ بالمسلمين حسان بن مالك، وشاوروا فى خلافتكم، غفر الله لكم، وعزم لكم على الرشد فى قضايه. ثم نزل وأغلق بابه ومرض حتى مات رحمة الله عليه.
نكثة: وقع فى الأمويين كما وقع فى الهواشم لأن الحسن بن علىّ عليه السلام سلمها من غير قتال ولا حرب، وكذلك معوية بن يزيد رحمه الله سلمها من غير قتال ولا حرب، ويقال إنه لمّا فعل ذلك قالت له أمه:
ليتك يا بنى كنت حيضة.
(7)
صاحب التذكرة: انظر هنا ص 103، الهامش الموضوعى، حاشية سطر 13
(7 - 12) معوية. . . عليه: ورد النص فى أنساب الأشراف 4 ب/64
(15 - 16) يقال. . . حيضة: فى درر التيجان 72 آ-72 ب (حوادث 64): «يقال إنه [يعنى معاوية بن يزيد] رقى المنبر خطيبا ثم قال: أيها الناس إن كانت الخلافة لمعاوية ولعقبه وأهله فلقد نالوا منها سعة ودينا فيما تقدم وإن كانت لآل علىّ فقد كفى بآل معوية-