الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تريد به البرّ يا ليته
…
كفافا من البرّ والمأثم
قال: فقلت: زنيت وربّ الكعبة! قال: قل ما بدا لك. ثم لقى بن سريج فقال: إنى قلت بيتين حسنين أحبّ أن تغنينى بهما. قال: فأنشده إياهما فغنى بهما من ساعته، ففتن من حضر ممن سمع ذلك الصوت.
ذكر سنة ماية وإحدى عشرة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع فقط. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وستة عشر إصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، وعبد الملك بن رفاعة بحاله، وكذلك عبيد الله بن الحبحاب، والقاضى بن ميمون بحالهما.
ومن كتاب الأغانى عن إسحق بن يحيى بن طلحة قال: قدم جرير
(7)
خمسة: فى درر التيجان 83 ب:20 (حوادث 111): «أربعة» //سبعة: فى درر التيجان 83 ب:20 (حوادث 111): «ست» //ستة: فى درر التيجان 83 ب:20 (حوادث 111): «أربعة»
(10)
عبد الملك بن رفاعة: انظر هنا ص 391، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين 17 - 18
(12 - 6،296) إسحق. . . فوايدكم: ورد النص فى الأغانى 1/ 295 - 297
ابن الخطفى المدينة، ونحن يوميذ شباب نطلب الشعر فاحتشدنا له له، ومعنا أشعب. فبينا نحن عنده إذ قام لحاجة وأقمنا لم نبرح، وجاء الأحوص بن محمد من قباء على حمار فقال: أين هذا؟ قلنا: قام إلى حاجته، فما حاجتك إليه؟ قال: أريد والله أعلمه أن الفرزدق أشرف منه وأشعر. قلنا: ويحك! لا تعرض به وانصرف. وخرج جرير فلم يكن أسرع من أن قال: السلام عليك. فقال جرير: وعليك السلام. فقال:
يابن الخطفى، الفرزدق أشرف (259) منك وأشعر. قال جرير: من هذا أخزاه الله؟ قلنا: الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن الأقلح. فقال: نعم، الخبيث من الطيب، أأنت القايل <من الطويل>:
يقرّ بعينى ما يقرّ بعينها
…
وأحسن شئ ما به العين قرّت
قال: نعم. قال: فإنه يقرّ بعينها أن يدخل فيها مثل ذراع البكر، أفيقرّ ذاك بعينك! قال: وكان الأحوص يرمى بالحلاق، فانصرف. فبعث إليهم بتمر وفاكهة. وأقبلنا على جرير نسايله، وأشعب عند الباب، وجرير فى مؤخّر البيت، فألحّ عليه أشعب يسأله. فقال جرير: والله إنى لأراك أقبحهم وجها وإنك لاآآلمهم حسبا، وقد أبرمتنى منذ اليوم. فقال أشعب:
(6)
أسرع. . . قال السلام: فى الأغانى 1/ 295: «بأسرع من أن أقبل الأحوص الشاعر فأقبل عليه، فقال: السلام»
(13)
بالحلاق: انظر الأغانى 1/ 295 حاشية 1
(16)
أبرمتنى: انظر الأغانى 1/ 296 حاشية 2
والله إنى أنفعهم لك وخيرهم. فانتبه جرير فقال: ويحك! وكيف ذلك! قال: إنى أملّح الشعر وأجيد مقاطعه ومباديه، فقال: قل ويحك! فاندفع أشعب فنادى بلحن بن سريج <من الكامل>:
يا أخت ناجية السلام عليكم
…
قبل الرّحيل وقبل لوم العذّل
لو كنت أعلم أن آخر عهدكم
…
يوم الرّحيل فعلت ما لم أفعل
فطرب جرير وجعل يزحف نحوه حتى مست ركبته ركبته وقال:
لعمرى لقد صدقت، إنك لأنفعهم لى، ولقد حسّنته وأجدته وزيّنته، أحسنت والله، ووصله وكساه. فلما رينا إعجاب جرير بذلك الصوت قال له بعض أهل المجلس: فكيف لو سمعت واضع هذا الغناء! قال: وإنّ له لواضعا غير هذا؟ قلنا: نعم. قال: فأين هو؟ قلنا: بمكة، قال: فلست بمفارق حجازكم حتى أبلغه. فمضى ومضى معه جماعة ممن يرغب فى طلب الشعر فى صحابته، وكنت منهم. فقدمنا مكة فأتينا بن سريج جميعا، فإذا هو فى فتية من قريش كأنهم المها مع ظرف كثير، فرحّبوا (260) وأدنوا، وأعظم عبيد بن سريج موضع جرير وقال: سال ما تريد جعلت فداك. قال: أريد أن تغنينى لحنا سمعته بالمدينة أزعجنى إليك.
قال: وما هو؟ قال <من الكامل>:
(4 - 5) يا. . . أفعل: ورد البيتان فى النقائض 199 - 200