الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البصرة، وكان المغيرة بن شعبة عاملا على الكوفة. فوقع الطاعون فى الكوفة فى سنة تسع وأربعين، فهرب منها المغيرة فمات. فجمع مع [وية] إلى زياد الكوفة إلى البصرة. فكان أول من جمع له العراقين.
وكان زياد كثير الرعاية لحارثة بن بدر الغدانى والأحنف بن قيس، وكان حارثة مكبّا على الشراب، فوقع أهل البصرة فيه عند زياد، ولا موه فى تقريبه ومعاشرته. فقال: يا قوم، كيف لى باطراح رجل هو يسايرنى منذ دخلت العراق، [و] لم يصك ركابه ركابى قط، ولا تقدمنى فنظرت إلى قفاه، ولا تأخر عنى فلويت إليه عنقى، ولا سألته من العلوم عن شئ إلا ظننته لا يحسن سواه. وأما الأحنف فلم يكن فيه ما يعيب.
[وفى سنة خمس وأربعين توفى زيد بن ثابت الأنصارى وحفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم].
(19) ذكر سنة ست وأربعين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وسبعة أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وتسعة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة معوية رضى الله عنه، وعقبة بن عامر الجهنىّ بحاله على
(1 - 3) كان. . . العراقين: انظر تاريخ الطبرى 2/ 86
(4 - 9) وكان. . . يعيب: ورد النص فى وفيات الأعيان 2/ 502
(10)
حفصة: فى أعلام النساء 1/ 277: «وتوفيت حفصة فى المدينة سنة 45 وفى رواية سنة 41، وقيل سنة 27»
مصر، وكذلك القاضى سليم، وزياد بن أبيه بالبصرة، والمغيرة بن شعبة بالكوفة، ومروان بن الحكم بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وخالد بن العاص بن هشام بمكة شرفها الله تعالى.
وفيها قدم عقيل ابن أبى طالب على معوية، فأقبل عليه وأكرمه وقرّبه وقضى عنه دينه، وكان جملة كبيرة. ثم إنه ذاكره يوما فقال له: إن عليّا كان غير حافضا لك، وقطع من صلتك ولم يصطفيك. فقال له عقيل: والله لقد أجزل العطيّة ووصل القرابة، وحسن ظنّه بالله إذ ساء ظنّك به، وحفظ أمانته، وأصلح رعيّته إذ خنت أنت وأفسدت وجرت، فاكفف فإنك عما تقول بمعزل. قال:
فسكت معوية. وقيل: إنه قال له يوما آخر: يا با يزيد، أنا خير لك من علىّ وأبر بك منه. قال عقيل: صدقت، إنّ علىّ آثر دينه على دنياه، فأنت خير من أخى لى، وأخى خير منك لنفسه.
وقيل إن عقيلا دخل على معوية بعد كفّ بصره، فأجلسه معوية معه على سريره ثم قال: أنتم معاشر بنى هاشم تصابون فى أبصاركم. فقال عقيل: وأنتم معاشر بنى أمية تصابون فى بصايركم. ثم دخل عتبة بن أبى سفيان عليهما، فوسّع له معوية بينه وبين عقيل حتى جلس (20) بينهما، فقال عقيل: من هذا الذى قرّبه أمير المؤمنين دونى؟ قال معوية: هذا
(4 - 5،31) قدم. . . نكره: ورد النص فى العقد الفريد 4/ 4 - 5
(5)
دينه: انظر العقد الفريد 4/ 4 حاشية 5
(6)
لم يصطفيك (يصطفك): فى العقد الفريد 4/ 5: «لا اصطنعك»
(14)
معاشر: فى العقد الفريد 4/ 5: «معشر»
(16)
قربه. . . دونى: فى العقد الفريد 4/ 5: «أجلس أمير المؤمنين بينى وبينه»