الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلمة بن معنث، فإنها هيفاء شموع نجلاء، إن تكلّمت تغنّت، وإن قامت تثنّت، تقبل بأربع وتدبر بثمان مع ثغر كأنه الأقحوان، وبين رجليها كالإناء المكفوء كما قال قيس بن الخطيم <من المنسرح>:
تغترق الطرف وهى لاهية
…
كأنما شفّ وجهها نزف
بين شكول النّساء خلقتها
…
قصد ولا جبلة ولا قضف
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لقد غلغلت النظر يا عدو الله، ثم جلاه عن المدينة إلى الجماء.
ذكر سنة ماية وسبع عشرة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ذراعان وأربعة عشر إصبعا. مبلغ الزيادة أربعة عشر ذراعا وعشرون ونصف إصبع.
(266) ما لخص من الحوادث
الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان، والوليد بن رفاعة على
(1)
شموع: انظر الأغانى 3/ 30 حاشية 2
(2)
تقبل. . . بثمان: انظر الأغانى 3/ 30 حاشية 3
(4 - 5) تغترق. . . قضف: ورد البيتان فى ديوان قيس بن الخطيم ص 103 - 104
(7)
الجماء: انظر الأغانى 3/ 31 حاشية 1
(10)
أربعة عشر إصبعا: فى درر التيجان 84 ب:6 (حوادث 117): «ست أصابع» // أربعة: فى درر التيجان 84 ب:6 (حوادث 117): «سبعة»
(13)
الوليد بن رفاعة: فى كتاب الولاة 79: «وتوفى الوليد بن رفاعة. . . يوم الثلثاء مستهل جمادى الآخرة سنة سبع عشرة ومائة فاستخلف عليها عبد الرحمن بن خالد بن مسافر. . .» ، كذا فى حكام مصر لفيستنفلد 45،52؛ كتاب الأنساب لزامبور 26
حرب مصر، والقاسم بن عبيد الله بن الحبحاب على خراجها، والقاضى بها خير بن نعيم.
ومن كتاب الأغانى عن المداينى قال: كان عبد الله بن جعفر معه حداث له فى عشيّة من عشايا الربيع. فراحت عليهم السماء بمطر جود فأسال كل شئ. فقال عبد الله: هل لكم فى العقيق؟ وهو متنزّه أهل المدينة فى أيام الربيع والمطر؟ فركبوا دوابهم ثم انتهوا إليه ووقفوا على شاطه وهو يرمى بالزّبد مثل مدّ الفراة فإنهم لينظرون إذا هاجت السماء.
فقال عبد الله لأصحابه: ليس معنا جنّة نستجنّ بها. وهذه سماء خليقة أن تبلّ ثيابنا. فهل لكم فى منزل طويس فإنه قريب منا فنسكن فيه ويحدّثنا ويضحكنا؟ قال: وطويس فى النّظّارة فسمع كلام عبد الله بن جعفر. فقال له عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: جعلت فداك! وما تريد من طويس عليه غضب الله: مخنّث شاين لمن عرفه. فقال له عبد الله: لا تقل ذلك فإنه مليح خفيف لنا فيه أنس. فلما استوفى طويس كلامهم تعجّل إلى منزله. فقال لامرأته: ويحك! قد جاء سيد الناس، عندنا اليوم عبد الله بن جعفر، فما عندك؟ قالت: نذبح هذه العناق، وكانت عندها عنيّقة قد ربّتها للبن، فاختبزت رقاقا، وبادر فذبحها، وعجنت هى. ثم خرج فلقى عبد الله مقبلا إليه فقال له طويس: بأبى وأمى أنت، هذا المطر. فهل لك فى المنزل فتسكن فيه إلى أن تكفّ السماء؟ قال: إياك أردنا. وجاء يمشى
(2)
خير بن نعيم: انظر هنا ص 406، الهامش الموضوعى، حاشية سطرين 7 - 8 وحاشية سطر 8
(3 - 15،409) عن. . . فيها: ورد النص فى الأغانى 3/ 31 - 33
(4)
حداث (أخدان): فى الأغانى 3/ 32: «إخوان»
بين يديه حتى نزلوا، فتحدّثوا حتى أدرك الطعام. فقال طويس: بأبى وأمى أنت، تكرمنى بأن تعشى عندى. قال: هات ما عندك. فجاءه بالعناق ورقاق (267) فأكل وأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة، وأعجبه طيب طعامه. فلما غسلوا أيديهم قال: بأبى وأمى أتمشّى لك وأغنيك؟ قال: بلى يا طويس. فتلحف ثم أخذ المربّع فتمشى وأنشأ يقول <من المديد>:
يا خليلى نابنى سهدى
…
لم تنم عينى ولم تكد
كيف يلحونى على رجل
…
اآنس تلتذّه كبدى
مثل ضوء البدر طلعته
…
ليس بالزّمّيلة النّكد
فطرب القوم، وقال عبد الله: أحسنت والله يا طويس. فقال: يا سيدى، أتدرى لمن الشعر؟ قال: لا والله، لا أدرى هو لمن، غير أنى سمعت شعرا حسنا. قال: هو لفارعة بنت ثابت بن حسان، وهى تتعشق عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومى وتقول فيه. فنكّس القوم رؤوسهم، وضرب عبد الرحمن بن حسان برأسه، فلو شقّت الأرض لدخل فيها.
(5)
المربّع: انظر الأغانى 3/ 33 حاشية 1
(14)
برأسه: فى الأغانى 3/ 33: «برأسه على صدره» ، انظر أيضا الأغانى 3/ 33 حاشية 5