الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم قال: كبش بين ذياب ذياب عليهم ثياب ليمنعنّ الحرم أو ليقتلنّ دونه، ويروى ليمنعنّ البيت أو ليقتلنّ دونه.
وروى أن أمه كانت (84) ترقص عبد الله ولدها فى صغره وتقول <من الرجز>:
أبيض كالسيف الصّيقل الإبريق
…
بين الحوارىّ وبين الصدّيق
ظنّى به وربّ ظن تحقيق
…
والله أهل الفضل أهل التحقيق
إن يحكم الخطبة يعيى المسليق
…
ويفرج الكربة فى ساع الضيق
إذا نبت بالمقل الحماليق
…
والخيل تعدوا زيما برازيق
تفسير ما قالته
قولها: الصّيقل الإبريق، يقال سيف إبريق إذا كان صافى الحديدة.
وقولها: يحكم الخطبة يعيى المسليق، أى يجعل الخطبة ذات حكمة بلسان مسليق، ويقال خطيب مسليق ومسلاق إذا كان فصيحا، وأصله شدة الصوت. وقولها: فى ساع الضيق، الساع جمع ساعة مثل حاج وحاجة.
وقولها: إذا نبت بالمقل الحماليق بل ارتفعت من الخوف والدهش.
وقولها: زيما برازيق أى جماعات متفرقة متقطعة قطعة ها هنا وقطعة ها هنا.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم، وعنده عبد الله بن الزبير. فقال له:
(5 - 6) أبيض. . . التحقيق: ورد البيتان أيضا فى أعلام النساء 1/ 49
(5)
الصّيقل: فى أعلام النساء 1/ 49؛ أنباء نجباء الأبناء 85: «الحسام»
(6)
التحقيق: فى أعلام النساء 1/ 49؛ أنباء نجباء الأبناء 85: «التوفيق»
(16 - 4،129) وروى. . . الله: وردت الحادثة فى حلية الأولياء 1/ 330؛ فوات الوفيات 1/ 446
يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فواره بحيث لا يراه أحد. فتوارى عن النبى صلى الله عليه وسلم.
ثم شربه فلما رجع قال له: يا عبد الله، ما صنعت؟ قال: جعلته يا نبى الله فى أخفى مكان ظننته خاف عن الناس. فقال عليه السلام: لعلك شربته؟ قال:
نعم، يا رسول الله. وكان عبد الله إذ ذاك صغير، لم يستكمل بعد تسع سنين.
وروى أن عمر رضى الله عنه مرّ بعبد الله بن الزبير وهو يلعب مع الصبيان ففروا حين رأو عمر، وثبت عبد الله، فقال له عمر رضى الله عنه:
ما لك لم تفر مع أصحابك؟ فقال: لم أجرم (85) فأخافك، ولم يكن الطريق ضيق فأوسع لك. وقيل: إنه كان يلعب مع صبيان من الأنصار، وهو ابن خمس سنين. فخرج سيد من سادات الأنصار، وهو بن ذاك فانتهرهم ففروا، ولم يفر عبد الله، إلا أنه رجع القهقرى على عقبيه، وقال للضبية: اجعلونى أميركم ونشدّ على هذا الرجل جميعا.
وروى أن الشنقاء بنت هاشم، وهى امرأة من المهاجرات، دخلت على أسماء بنت الصديق رضى الله عنها فقالت: يا أسماء، ماذا لقيت من عبد الله؟ إنى رأيته فقلت: يا عبد الله، لقد آثرك الله على صغر سنك. فقال: يا خالة إنّ صغيرنا إلى كبر، وإن يكبر يكون إلى صغر. وبعد فرسول الله أبصر.
بويع بولاية الأمر بعد أن أقام الناس بغير خليفة جمادى وجمادى وأياما من رجب. وبايعه أهل العراق، وولى أخاه مصعبا البصرة، وولى
(16 - 1،130) بويع. . . الكوفة: انظر وفيات الأعيان 3/ 71
عبد الله بن مطيع الكوفة، ولما بويع لعبد الله بن الزبير بايعه الناس على كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وسيرة الخلفاء الصالحين. فأول من بايعه أخوه المصعب، وقبض ابن مطيع يده فتطير الناس وقالوا: امتنع بن مطيع، وبايع مصعب، أمر فيه صعوبة، وبايع ابن الزبير عبد الله بن جعفر وكذلك محمد بن الحنفية وعبد الله بن عمر أبيا أن يبايعا وقالا: لا نعطى صفقة أيماننا فى فرقة ولا نمنعها فى جماعة.
ولمّا استقر أمره، ولى الأمصار النواب، فولى بن أبى ثور حليف بنى عبد مناف، واسمه عبد الله بن عبيد الله بن أبى ثور، المدينة. وكان يسمى مقوّم الناقة، وسبب ذلك أنه لمّا أصاب أهل المدينة مجاعة وعظهم وأمرهم بالتناهى عن المعاصى وقال إن الله تعالى (86) أهلك قوم صالح فى ناقة قيمتها خمس ماية درهم فسمى مقوّم الناقة. وكان على الكوفة قبل أن يولى ابن مطيع عامر بن مسعود تراضى أهل الكوفة به، وهو القايل فى خطبته: ياهل الكوفة، إن لكل قوم أشربة ولذات فاطلبوها فى مضانها وعليكم بما يحلّ ويحمل منها، واكسروا أشربتكم بالماء وتواروا عنى
(1 - 6) لما. . . جماعة: ورد النص فى أنساب الأشراف 5/ 188 مع اختلاف فى المعنى
(4)
عبد الله بن جعفر: لعله عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، انظر أنساب الأشراف 5/ 188،403
(12 - 6،131) وهو. . . مصرود (مرصود): ورد النص فى أنساب الأشراف 5/ 190؛ الكامل 4/ 143 - 144