الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ايتمنه رجل على دمه فقتله فأنا منه برئ، وإن كان المقتول كافرا.
وقتل المختار عمر بن سعد بن أبى وقاص.
ذكر مقتل عمر بن سعد بن أبى وقاص
كان سعد بن أبى وقاص قد دعا على ابنه عمر، وكان مستجاب الدعاء، وذلك إنه كان لعمر بن سعد أسواطا مكتوب على واحد عشرة، وعلى الآخر عشرون إلى سبع ماية سوط، فغضب يوما على غلام له أذنب فضرب بيده إلى الجعبة فخرج سوط الماية فضربه ماية، فأتى الغلام سعدا أباه، وهو يبكى ودمه يسيل على عقبيه. فقال سعد: اللهم، أقتل عمر وأسل دمه. ثم مات الغلام.
وكان سبب قتل عمر أن المختار بلغه أن ابن الحنفية قال: عجبا للمختار يزعم أنه يطلب بدماينا وقتلة الحسين جلساؤه، فحرّكه ذلك تحريكا عظيما. فقال: والله، لأقتلنّ رجلا عظيم القدمين، غاير العينين، مشرف الحاجبين، أسرّ بقتله المؤمنين والملايكة المقرّبين، وكانت (102) هذه صفة عمر بن سعد فسمعه الهيثم بن عدى، وقيل الهيثم بن الأسود، فدس ابنه العريان فأخبر عمر بقول المختار، وكان عمر مستخفيا، وكان المختار
(3)
عمر: كذا فى أنساب الأشراف 5/ 236؛ فى الأصل بياض صغير خلف هذه الكلمة كأنّ الكاتب أراد أن يكتب «عمرو» ، قارن هنا ص 88، الهامش اللغوى، حاشية سطر 11؛ فى الكامل 4/ 241 - 244؛ النجوم الزاهرة 1/ 178:«عمرو»
(4 - 20،155) مقتل. . . ليلة: ورد النص فى أنساب الأشراف 5/ 236 - 241
(6 - 7) أسواطا. . . سوط: فى أنساب الأشراف 5/ 236: «جعبة فيها سياط قد كتب على سوط منها عشرة وعلى آخر عشرين إلى خمس مائة»
(13 - 7،155) فقال. . . الخلاء: انظر تاريخ الطبرى 2/ 671 - 674
أمنه على أن لا يؤخذ بحدث، فبعث إليه المختار صاحب حرسه سرّا فدخل داره وعنده أهله فضرب عنقه وأتاه برأسه، وعنده حفص بن عمر بن سعد.
فقال المختار: يا حفص، أتعرف هذه؟ قال: نعم هذه رأس أبى. فلعن الله العيش بعده! فضرب عنقه وبعث برأسيهما إلى ابن الحنفية. وقال: قتلت أحدهما بالحسين والآخر بعلىّ بن الحسين ولا سواء. فقيل للمختار: ألم تؤمنه؟ فكيف يستحل دمه بعد تأمينه. فقال: أمنته على أن لا يحدث حدثا وقد دخل الخلاء.
وخرج شمر بن ذى الجوشن قاتل الحسين عليه السلام هاربا من الكوفة يركض فرسه فلحقه غلام للمختار فعطف عليه شمر فقتله فلحق ببعض القرى. فدل المختار على موضعه، فأحاطت به خيل المختار، فقاتلهم حتى قتله عبد الرحمان بن عبد الله الهمدانى، طعنه فى نحره ثم أوطأه الخيل وبه رمق حتى مات. وأخذ مالك بن النسير الذى ضرب الحسين عليه السلام على رأسه وعليه برنس فامتلأ دما. فأجج له المختار نارا. ثم قطع يده وألقاها فى فى النار. ثم قطع يده الأخرى وفعل مثل ذلك فى كل عضوء من أعضايه، وهو ينظر حتى مات.
وهرب من المختار سنان بن أنس النخعى الذى كان يدعى قاتل الحسين فلحق بالبصرة. فهدم المختار داره وبقى سنان إلى أن قال الحجاج بن يوسف يوما، وهو يخطب ليقم كل ذى بلاء وعناء. فقام سنان فقال: هو قاتل الحسين يعنى عن نفسه. فقال الحجاج: لعمر الله حسن. فاعتقل لسان سنان ومات بعد خمسة عشرة [ليلة].