الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباطل. وأما إغراك إيانا بتيم وعدىّ، فلو أردناهم ما غلبونا (22) عليها، وسلّم وقام، وقام معوية وانفض المجلس على ذلك.
ذكر نبذ من أخبار عبد الله بن عباس تليق ها هنا
روى أن لبانة بنت الحرث أم عبد الله بن عباس رضى الله عنه كانت لما ترقصه فى صغره تقول <من الرجز>:
ثكلث نفسى وثكلث بكرى
…
إن لم تسد فهرا وغير فهرى
حسب ذاك ويداك الوفر
وروى أن عمر الفاروق رضى الله عنه كان يقرّب عبد الله بن عباس رضى الله عنه وهو حديث السن فيشاوره ويستفتيه، ويأذن له مع جلة المهاجرين، ويدنى مجلسه ويقول له: إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعاك فمسح رأسك وتفل فى فيك وقال: اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل، وكان يسأل فقهاء الصحابة رضوان الله عليهم عن المسيلة ثم يلتفت إلى
(4 - 1،37) روى. . . الفضيلة: ورد النص فى أنباء نجباء الأبناء 79 - 82
(6)
ثكلث (ثكلت) نفسى. . . فهرى (فهر): ورد البيت أيضا فى أعلام النساء 4/ 272، انظر أيضا الأمالى /2/ 117/تسد: فى أعلام النساء 4/ 272؛ الأمالى 2/ 117:
«يسد»
(7)
حسب. . . الوفر (بالحسب العدّ وبذل الوفر): فى أعلام النساء 4/ 272؛ الأمالى 2/ 117:
«بالحسب العدّ وبذل الوفر
…
حتّى يوارى فى ضريح القبر»
عبد الله بن عباس فيقول له: اقض غص غواص. وشاوره يوما فأعجبه رأيه، فقال: نشنشة-أعرفها من أخشن. قلت: هكذا رويت هذه الكلمة، نشنشة، بتقديم النون على الشين فى الموضعين، والمثل الساير فى هذا:
شنشنة، أعرفها من أخزم، بتقديم الشين وبأخزم مكان أخنش، وله حديث مشهور، والشنشنة بتقديم الشين هى الطبيعة والعادة فى القلب، وأخشن وأخزم اسمان، والمعنى فى المثل أن هذه عادة أو طبيعة أعرفها من أخزم، ومراد عمر رضى الله عنه تشبيه عبد الله بوالده العباس رضى الله عنهما فى جودة الرأى. وكان يقال: إنه ليس لقرشى كرأى العباس رضى الله عنه.
(23)
وروى أن العباس قال لعبد الله ولده رضى الله عنهما: يا بنى، إنى أرى هذا الرجل، يعنى عمر رضى الله عنه، قد أكرمك وادناك واختصك دون أكابر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاحفظ عنى ثلثا: لا تجرينّ عليه كذبا، ولا تفشينّ له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا. قال الشعبى، وهو راوى هذا الحديث عن عبد الله بن عباس: فقلت لعبد الله: كل واحدة خير من ألف. فقال: أى والله ومن عشرة آلاف.
وروى أنّ النبى صلى الله عليه وسلم لم يبايع صغيرا إلا الحسن والحسين وعبد الله ابن جعفر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير رضوان الله عليهم، فإنه
(4)
شنشنة. . . أخزم: ورد المثل فى لسان العرب 8/ 246، انظر أيضا نثر الدر 2/ 47
(10 - 13) العباس. . . أحدا: قارن أنساب الأشراف 3/ 51، نثر الدر 1/ 404
(12 - 13) تجرينّ عليه: فى نثر الدر 1/ 404: «يجرّبنّ عليك» ، قارن أيضا أنباء نجباء الأبناء 81
بايعهم صغارا، وهذا أعدل شاهد على مقدمهم فى حلبة النجابة، وإعراقهم فى مخايل السيادة. ثم انتهى أمر ابن العباس إلى أنه كان يسمى البحر لكثرة علمه رضى الله عنه، وفيه قال حسان بن ثابت <من الطويل>:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه
…
رأيت له فى كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقايل
…
بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما فى النفوس ولم يدع
…
لذى إربة، فى القول، جدّا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقّة
…
فنلت قضاها لا دنيّا ولا وغلا
خلقت حليفا للمروّة والندى
…
فليحا ولا تخلق كهاما ولا حبلا
قوله: فنلت قضاها، جمع قضاء، والوغل: الضعيف، والوغل أيضا الطالب ما ليس له بحق، والوغل أيضا الدعى، والواعل والواغل أيضا الذى يتطفل على شراب لم يدع إليه. والكهام: الكليل غير النافذ فى الأمور، وهو فى الأصل من وصف السيف الكال، والحبل: هو الغليظ الجافى.
ومناقب عبد الله بن عباس رضى الله عنه مشهورة (24) فى مضانها،
(3)
البحر. . . علمه: انظر أنساب الأشراف 3/ 36
(5 - 9) إذا. . . حبلا: وردت الأبيات أيضا فى سير أعلام النبلاء 3/ص 353
(5)
مجمعة: فى سير أعلام النبلاء 3/ص 353: «أقواله»
(6 - 8) إذا. . . وغلا: وردت الأبيات أيضا فى ديوان حسان بن ثابت 212
(6 - 7) إذا. . . هزلا: ورد البيتان فى العقد الفريد 2/ 267 - 268
(6)
بملتقطات: فى سير أعلام النبلاء 3/ص 353: «بمنتظمات» ، انظر أيضا ديوان حسان ابن ثابت 212 حاشية 4
(7)
كفى. . . هزلا: ورد البيت فى الأغانى 10/ 276